أيّها الصّقر
*********
مهبطُ النّور والهدى لك ساحُ **** وربى القدسِ موئلٌ وسراحُ
في ديارٍ تنزّل الرّوحُ فيها **** في يديه الكتابُ والألــواحُ
وديارٍ سرى البراقُ إليها **** يسبقُ الطّرفَ شوقُه والجنـاحُ
يحملُ النّورَ والسّراجَ بليــلٍ **** فمحا اللّيلَ نورُهُ الوضّاحُ
أينَ جبريلُ والملائكُ حلُّــوا **** والأنبياءُ أين صلّوا وسـاحوا
أيُّ سبقٍ في المكرماتِ وفضلٍ **** قد حباكمْ وأنعَمَ الفتَّاح
***********
أيّها الصّقرُ في الذّرى لك صرحٌ **** وعلى السُّحبِ غَدْوَةٌ ورَواحُ
حلّقِ اليومَ في الرّياح أبيًّـا **** وكذا الصّقرُ لا تَنيهِ ريـــــاحُ
وانفضِ الجرحَ يستحيلُ شفاءً **** رُبّ جَرْحٍ تَبَلُّ منه الجـراحُ
وانشرِ النّورَ في الدُّجى يتجلّى **** فجرَ عزٍّ فيولدَ الإصباحُ
وانثرِ الوردَ في المدينةِ عطرًا **** من جناحيك عطرها الفــوّاحُ
علّمِ النَّاسَ في الإباء دروسًا **** باهراتٍ أعْيا بها الشّـرّاحُ
حار فيك القريظُ نظمًا ومـعنىً **** والقوافي وخانها الإفصاحُ
أيُّ سجنٍ يروّضُ الصّقرَ قهـرًا **** ومدى الأفقِ روضُهُ الرّحراحُ
أنت في السِّجنِ سيّدٌ وأميرٌ **** في يديك السّجّانُ والمفتاحُ
فاشدُدِ القيدَ والوَثاقَ عليهمْ **** قبَضاتٍ يجدْ بأسَها السّفّاحُ
زلزلِ الأرضَ تحتَ عرش يهـودٍ **** ساءعرشًا ثُمَّ ذاك الصّباحُ
*********
ساحة النقاش