الإحتياجات الغذائية للأسماك

إعداد

أ.د./ عبد الحميد محمد صلاح عيد - 2007

أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا

مشروع تحديد الإحتياجات الغذائية للأسماك تحت الظروف البيئية والإنتاجية المختلفة

مقدمة:-

     تعانى مصر من مشكلة تزايد السكان مما يترتب عليه زيادة الطلب على الغذاء وبالأخص على البروتين الحيوانى. وتقدر احتياجات الفرد من البروتين الحيوانى بحوالى 30جم/ فرد ولا يستطيع الفرد فى مصر سوى الحصول على ثلثها فقط. ومصادر البروتين الحيوانى تتمثل فى ثلاث مصادر هى الدواجن – اللحوم الحمراء – الأسماك والآن وبعد الضربة القاضية التى أصابت صناعة الدواجن بعد إصابتها بأنفلونزا الطيور والتى تحتاج إلى وقت طويل واستثمارات كبيرة لإعادتها مرة أخرى وكذلك اللحوم الحمراء ومع نقصها فإنها تهاجم أيضاً ببعض الأمراض الوبائية مثل الحمى القلاعية وبالتالى لا يبقى سوى محور واحد لإنتاج البروتين الحيوانى هو البروتين السمكى والذى يمكن تحقيقه من خلال تنمية الثروة السمكية فى مصر.

     ونظراً للظروف التى تتعرض لها مصادر الأسماك الطبيعية من تلوث وصيد جائر فإن المخزون السمكى أصبح فى حالة تدهور بحيث يصعب تنميته ولا بد من اتباع الاستزراع السمكى لأنه الوسيلة المثلى لزيادة الإنتاج السمكى فى مصر. وهو يمثل حوالى 54% من إنتاج الأسماك فى مصر.

     ويعتبر الاستزراع السمكى باستخدام النظم المكثفة والشبه مكثفة التى تعتمد الأسماك فيها كلياً أو جزئياً على العلائق المصنعة هو الأمل السريع للخروج من أزمة نقص البروتين الحيوانى. لذلك يجب توافر العلائق المناسبة التى تغطى الاحتياجات الغذائية للأنواع والأعمار المختلفة من الأسماك.

الاحتياجات الغذائية للأسماك:-

    لا تختلف الأسماك عن الحيوانات الأخرى فى احتياجاتها من البروتين والكربوهيدرات والدهون والأملاح المعدنية والفيتامينات اللازمة للنمو والتكاثر والقيام بالوظائف الفسيولوجية المختلفة. الأسماك تنمو طبيعياً وفى حالة صحية جيدة عند حصولها على قدر كاف من الغذاء المتزن فى عناصره الغذائية والمصدر الطبيعى لغذاء الأسماك هو الكائنات الحية الدقيقة التى تتواجد فى مياه الأحواض. وهذه الكائنات قد تكون نباتية وتسمى فيتو بلانكتون وقد تكون حيوانية وتسمى ذوبلانكتون.

     رغم أن الكائنات الحية الدقيقة تتواجد وتنمو بصورة طبيعية فى مياه أحواض الأسماك إلا أن مزارع الأسماك يمكنه العمل على زيادة نموها وتكثيف تواجدها بأحواض الأسماك وذلك بإضافة العناصر المعدنية اللازمة لتكاثرها ونموها، وهذا يكون عن طريق تطبيق برنامج تسميدى مناسب يستخدم فيه التسميد العضوى أو التسميد الكيماوى أو كليهما معاً بمقادير محددة، مع ملاحظة أن الزيادة فى مقادير الأسمدة المضافة قد تؤدى إلى تغيير الخواص الطبيعية لمياه الأحواض وتجعلها غير مناسبة لنمو وصحة الأسماك.

عزيزى مزارع الأسماك:-

     عند نمو الأسماك وكبرها فى الحجم مع زيادة كثافتها بالأحواض يصبح الغذاء الطبيعى غير كافى لإمداد الأسماك باحتياجاتها الغذائية، عندئذ يجب استكمال الاحتياجات الغذائية للأسماك بإضافة الأعلاف الصناعية التكميلية التى تحتوى على جميع العناصر الضرورية فى حالة اتزان وبكميات تتناسب مع الاحتياجات الغذاية للأسماك حتى تستمر فى نموها.

     البروتين كمصدر للأحماض الأمينية:- الدور الرئيسى للبروتين هو إمداد الأسماك بالأحماض الأمينية اللازمة لبناء الجسم وتخليق الإنزيمات والهرمونات اللازمة للعملية الحيوية. تعتمد احتياجات الأسماك من البروتين على نسبة الأحماض الأمينية ببعضها ( توازن الأحماض الأمينية) ودرجة الاستفادة منها ولذلك توجه عناية خاصة فى اختيار مصادر البروتين التى تستخدم فى تركيب أعلاف الأسماك التجارية بحيث تكون غنية فى الأحماض الأمخينية وذات قيمة غذائية عالية. تختلف احتياجات الأسماك من البروتين تبعاً للعمر والحجم للنوع الواحد فتتراوح بين 25-40% فى سمك البلطى، 40-55% فى سمك القاروص والدنيس.

      وتحتاج الأسماك إلى 10 أحماض أمينية أساسية لا تستطيع تخليقها أهمها الليسين والمثيونين والثريونين والتربتوفان وذلك على أساس أن هناك بعض المصادر التى تستخدم فى تركيب علائق الأسماك ما هو ناقص فى هذه الأحماض والتى يجب الحصول عليها من مصادر البروتين المختلفة. وتعتبر مصادر البروتين الحيوانى مثل مسحوق السمك من أكثر المصادر احتواء على الأحماض الأمينية الأساسية كما أن القيمة الحيوية له مرتفعة وتعتبر المصادر ذات الأصل النباتى ( كسب فول الصويا – كسب عباد الشمس) ذات قيمة حيوية منخفضة نسبياً لكونها ناقصة فى واحد أو أكثر من الأحماض الأمينية ويفضل فى علائق الأسماك الإعتماد على مصادر مختلفة من البروتين، إذ أن ذلك يعطى معامل تحويل غذائى أفضل (كمية الغذاء/ الزيادة فى الوزن). تؤدى التغذية على علائق ناقصة فى البروتين أو بعض الأحماض الأمينية الأساسية إلى نقص فى النمو أو النفوق فى الحالات الحادة من النقص، كما أن التغيير فى توازن الأحماض الأمينية بالنسبة لبعضها يؤدى إلى ضعف النمو.

     لا تستطيع الأسماك الاستفادة من البروتين غير الحقيقى (يوريا – أملاح أمونيا) بل أنها تسبب لها تسمماً إذا وجدت بمستويات عالية فى علائق الأسماك المختلفة. تتحكم عوامل كثيرة فى مستوى البروتين والأحماض الأمينية اللازمة لتغطية الاحتياجات الغذائية للأسماك منها درجة الحرارة – مرحلة الإنتاج – نوع البروتين – نسبة البروتين إلى الطاقة.

الدهون

     تعتبر الزيوت والدهون من المصادر الغنية فى الطاقة الحرارية فتبلغ الطاقة الحرارية الكلية للدهون 9.45 كيلو كالورى/ جرام وتستطيع الأسماك أن تستفيد بما قيمته 8 كيلو كالورى منهم  (84% كفاءة). وتعتبر الدهون ذات درجة التشبع العالية غير ذات قيمة بالنسبة للأسماك حيث أن نسبة هضمها ضئيلة لذلك يجب مراعاة إضافة الدهون ذات درجة التشبع المنخفضة مثل الزيوت النباتية إلى العلائق المقدمة فى المزارع السمكية. ويتحدد مستوى الدهون بطريقة تجهيز العلف ففى حالة الأعلاف الطرية يمكن أن تصل نسبة الدهون إلى 15-20% أما الأعلاف الجافة أو الناعمة أو المضغوطة فيجب ألا تزيد عن 10% وتتراوح نسبة الدهون فى الأعلاف التجارية للأسماك ما بين 3-15% ويراعى عند استخدامها التأكد من خلوها من المبيدات الحشرية والملوثات البيئية حيث أنها تذوب فى الدهون مع الفحص باستمرار للكشف عن التلوث المحتمل ودرجة التزنخ والاكسدة الذاتية لضمان القيمة الغذائية للعلف.

الدهون كمصدر للأحماض الدهنية الأساسية:-

     بعض الأحماض الدهنية من عائلة اللينولينيك (قصيرة السلسلة) أساسية للصحة والنمة والمظهر الجيد للاسماك هذا بجانب ضرورة توفير كميات من الأحماض الدهنية غير المشبعة (20-22) ذرة كربون من خلال الدهون والزيوت المضافة إلى العلف كمصدر للطاقة الحرارية. ويؤدى نقص الأحماض الدهنية إلى ظهور بعض الأعراض المرضية فى بعض الأنواع من الأسماك فهو يؤدى إلى إنخفاض فى فوسفوليبيدات الجسم وفقد فى اللون الطبيعى للأسماك.

الكربوهيدرات 

     للأسماك القدرة على هضم النشا والدكسترين بكفاءة عالية. وتستطيع أسماك المبروك والقراميط والبلطى أن تتغذى على علائق تحتوى على نسبة عالية من الكربوهيدرات. عكس الأسماك المفترسة مثل القاروص والدنيس والثعابين فإنها تستفيد من الكربوهيدرات والسكريات البسيطة بكفاءة أقل. ويمكن لسمكة المبروك أن تهضم من 30-90% من الكربوهيدرات الموجودة فى الغذاء حسب نوع السكريات.

      وتستخدم الكربوهيدرات لتعويض البروتينات عندما يقل استخدامها فى الحصول على الطاقة ويجب مراعاة عدم زيادة مستوى الكربوهيدرات لأن ذلك يؤدى إلى تراكم الجليكوجين فى الكبد وترسيب الدهون فى الكبد والكلى.

الأملاح المعدنية

     تعتبر احتياجات الأسماك من الأملاح أقل من احتياجات الحيوانات الأخرى نظراً لقدرة الأسماك على امتصاص عدد كبير من العناصر المعدنية مباشرة من الماء. يمتص الكالسيوم والكوبالت عن طريق الخياشيم بينما تمتص الكبريتات والفوسفات والكلوريدات عن طريق القناة الهضمية. تصاب الأسماك التى تتعرض لنقص اليود إلى مرض يشبه مرض تضخم الغدة الدرقية.

الفيتامينات

     القناة الهضمية للأسماك بسيطة التركيب والوظيفة ولا يوجد نشاط بكتيرى كاف فى معدة الأسماك لتغطية احتياجاتها من بعض الفيتامينات (مجموعة ب المركب) لذا من الضرورى توفير جميع الفيتامينات للأسماك بإضافتها إلى الأعلاف الصناعية وتشابه احتياجات الأسماك من الفيتامينات احتياجات الحيوانات الأخرى إلا من بعض الاستثناءات.

ومن الجدير بالذكر أنه لا توجد احتياجات محددة بفيتامين (د) لكن من ناحية أخرى تبين أن الأسماك من الأنواع القليلة التى لها احتياجات من إينوسيتول وفيتامين (ج). ونظراً لاحتواء أعلاف الأسماك المصنعة على الزيوت العالية فى درجة عدم التشبع مما يعرضها للأكسدة مما يؤثر على القيمة الحيوية للفيتامينات المضافة لذلك يجب أن تضاف بكميات زائدة لضمان حصول الأسماك على احتياجاتها.

تحتاج الأسماك إلى نوعين من الفيتامينات:-

  1. مجموعة الفيتامينات التى تذوب فى الماء:
  • تشمل فيتامين ب المركب، وفيتامين (ج)، لا تخزن فى الجسم إلا بدرجة بسيطة.
  • وتضم الثيامين (ب1) والريبوفلافين (ب2) والنياسين والبيرودكسين وحمض الباتنوثيك وحمض الفوليك والبيوتين وب12 والكولين والإينوسيتول وفيتامين ج. وتعتبر مصادر البروتين الحيوانى من المصادر الغنية فى الثيامين، ب12، والبيوتين كما أن الحشرات واليرقات والطحالب من المصادر الطبيعية لحمض الفوليك إلا أنها تضاف إلى العلائق لتكملة الاحتياجات أو لتغطيتها بشكل كامل.
  • يضاف الكولين بشكل روتينى إلى علائق الأسماك ولحمايته من التفاعل مع فيتامين (ك) وفيتامين (E) فإنه يوصى بإضافة الكولين فى صورة مائية كمادة حاملة وفيتامين (ك) و(E) فى صورة زيتية كمادة حاملة ونظراً لتفاعل الكولين مع مع فيتامين (ج) فإنه عادة ما يضاف منفصلاً عنه.
  • تزيد الاحتياجات من الإينوسيتول عن احتياجات الحيوانات الأخرى ولكن لاحتوائه على الأنسجة الحيوانية على هذا الفيتامين وبالإضافة إلى احتواء بعض مواد العلف على كميات لا بأس بها منه فإن حالات نقصه فى الأسماك نادرة.
  • يضاف حمض البانثوثينك فى صورة بانتوثينات الكالسيوم أوالصوديوم.

      تحتاج الأسماك إلى كميات كبيرة من البيرودكسين وخاصة فى مراحل النمو الأولى بالرغم من احتواء مخازن هذا الفيتامين فى صورة فوسفات لأنها أكثر ثباتاً كما ينتج أيضاً فى صورة هيدروكلوريد. والريبوفلافين من الفيتامينات الحساسة للضوء لذلك فإنه يعبأ منفرداً أو مع بقية الفيتامينات فى عبوات قاتمة اللون.

     يؤثر مستوى الدهن فى العلائق على الاحتياجات من الثيامين فوجود الدهون يؤخر ظهور أعراض نقصه. معظم الثدييات لها القدرة على تخليق فيتامين(ج) إلا أن بعض أنواع الأسماك تحتاج إليه بكميات كبيرة تتوقف على عدة عوامل كالإجهاد الحرارى أو الغذائى أو المرضى وحجم الأسماك، مستوى العناصر الغذائية فى العلف وقد انتشرت الصور المختلفة لهذا الفيتامين (أسكوربات الصوديوم أو الكالسيوم) ويضاف بشكل روتينى إلى جميع أنواع أعلاف الأسماك.

<!--مجموعة الفيتامينات التى تذوب فى الدهون:-

  • تشمل (أ)، (د)، (E)، (ك).. فإن بعضها مثل فيتامين (A) مخازن فى الجسم (الكبد) يمكن أن تساهم فى تغطية حالات النقص بشكل مؤقت علاوة على أن مكونات العلف إذا كانت على درجة عالية من الجودة فى التصنيع والتخزين يمكن أيضاَ أن تساهم فى تغطية جزء من الاحتياجات.
  • ويضاف فيتامين أ فى صورة أسيتات أو بالميتات ويمكن للزيوت التى تضاف إلى أعلاف أسماك أن تغطى جزء من الاحتياجات الخاصة بفيتامين أ ومن مولدات هذا الفيتامين (بيتاكاروتين).

لا يوجد احتياجات معروفة لفيتامين (د3) فى الأسماك ولم تسجل أعراض لنقصه ولكن يوصى بإضافته بشكل روتينى فى الأعلاف الكاملة.

تعتمد الاحتياجات من فيتامين (هـ) على عوامل كثيرة منها نوع وكمية الأحماض الدهنية غير المشبعة، عمليات التخزين، وطريقة تجهيز الأعلاف وقد تم تسجيل أعراض نقص وزيادة هذا الفيتامين فى الأسماك.

لفيتامين (ك) أهمية حيوية إلا أن الأبحاث الخاصة بتحديد احتياجات الأسماك قليلة ولذلك يضاف بشكل روتينى أيضاً.  

الإضافات غير الغذائية

الألياف:-

     نتيجة لبساطة تركيب القناة الهضمية فى الأسماك فإن قدرتها على هضم الألياف عن طريق النشاط الميكروبى لا تزيد عن 10% فى بعض أنواع الأسماك. وتستطيع الأسماك التى تتغذى أساساً فى بيئتها الطبيعية على الأعشاب والنباتات المائية أن تتحمل نسبة أعلى من الألياف فى أعلافها إذا تم تربيتها فى المزارع السمكية. ومع هذا يوصى بعدم زيادة نسبة الألياف عن 10% ويفضل ألا تزيد عن 5-6% ويساعد وجود الألياف على حركة الكتلة الغذائية فى القناة الهضمية ببطء وخاصة أنها قصيرة مما يتيح إمكانية هضمها، وتعمل أيضاً الألياف كمادة رابطة لمكونات العلف عند إنتاج الأعلاف المصنعة فى صورة مضغوطة. وتشير بعض الأبحاث أن زيادة نسبة الألياف فى أعلاف الأسماك (القراميط) إلى 20% يحسن النمو.

المواد المنتجة للون:-

     عندما تكون هناك ضرورة إلى جعل الأسماك أكثر قبولاً للمستهلك فى الأسواق من ناحية الشكل واللون فإنه يوصى بإضافة بعض المواد الملونة إلى الأعلاف مثل البابريكا 2% فى أعلاف سمك المبروك العادى. وتضاف بعض الصبغات الكاروتينية بهدف تلوين لحوم الأسماك لتقابل رغبات المستهلكين المختلفة. ولكن يجب أن يلاحظ أن ما ينفع مع نوع من الأسماك قد لا ينفع مع الأنواع الأخرى.

مضادات التأكسد:-

     تتأكسد علائق الأسماك أثناء تخزينها وخاصة فى المناطق الحارة وشبه الحارة مما يؤدى إلى فقد بعض من محتوياتها الغذائية مثل الفيتامينات والأحماض الأمينية والأحماض الدهنية، بالإضافة إلى تأكسد الأحماض الدهنية مما يجعلها فى صورة سامة للأسماك وتضاف مضادات التأكسد إلى علائق الأسماك حيث تمنع تأكسد مواد العلف والعلائق أثناء تخزينها. وتوجد بعض مضادات التأكسد الطبيعية مثل الفاتوكوفيرول والليثيثن. كذلك توجد بعض المضادات الصناعية للتأكسد مثل:

  1.  أيزوكسين يضاف بنسبة 150 جزء فى المليون للعليقة.
  2. BHA يضاف 200جزء فى المليون.
  3.  BHT يضاف 200جزء فى المليون.

وعادة تضاف مضادات التأكسد مع مخلوط الفيتامينات وذلك بالنسبة التى يمكن إضافتها فى عليقة الأسماك.

مضادات الفطريات

     أثناء تخزين العلائق والمواد الغذائية فى المناطق الحارة وشبه الحارة حيث ترتفع درجة الحرارة والرطوبة فإنه تنمو بعض الفطريات وخاصة الفطر الذى ينتج عنه بعض المركبات السامة للأسماك والحيوانات وأيضاً الإنسان.

وتضاف بعض المواد الحافظة التى تمنع نمو الفطريات مثل:

  •  سوربات البوتاسيوم: وتضاف بنسبة 2000 جزء فى المليون وهى تمنع نمو فطريات جديدة ولكنها لا تمنع نمو الفطريات التى قد توجد فى العلائق.
  • بولى بروبلين جليكول: وتضاف إلى علائق الأسماك بنسبة 1000جزء فى المليون وهى تمنع نمو الفطريات الجديدة وأيضاً تقتل بعض الفطريات التى قد توجد فى العلائق. ويجب أن يؤخذ فى الاعتبار أن المادتين السابقتين لا تؤدى إلى إزالة بعض المواد السامة التى قد توجد بالفعل فى بعض العلائق.
  •  المواد الرابطة:- وتضاف هذه المواد لزيادة ترابط جزيئات العليقة بحيث تكون فى صورة حبيبات وذلك للمحافظة على مكونات العليقة من الذوبان فى الماء وتتوقف كمية المواد الرابطة على طبيعة مكونات العليقة وكذلك طريقة تصنيع حبيبات العليقة ومن هذه المواد: (كربوكس مثيل سليلوز يضاف بنسبة 2-5% - الجينت يضاف بنسبة 3-8% - جوارجم الهيمسليلوز يضاف بنسبة 1-2% - سلفونيت اللجنين يضاف بنسبة 2-3% - المولاس يضاف بنسبة 2-3% - النشا المطبوخ يضاف بنسبة 10-20% - جلوتين القمح يضاف بنسبة 2-4%)

طرق تغذية الأسماك

     فى كل طرق التغذية يجب أن يقوم المربى بمقارنة استخدام العمالة فى التغذية وتكلفة الميكنة التى تفرض نفسها فى حالة المشاريع الكبيرة، كما يجب أن يؤخذ فى الاعتبار عدد مرات التغذية اليومية للأسماك.

وهناك ثلاث طرق لتغذية الأسماك فى المزارع السمكية:

التغذية باليد ( شكل 1)

وهى أقدم طريقة فى التغذية وفيها يقوم العامل بالسير على حواف الأحواض ثم ينثر العلف باليد. ومن الأفضل أن يتم نثر العلف على امتداد جوانب الأحواض إذ أن ذلك يعطى الفرصة لجميع الأسماك لتحصل على احتياجاتها مع الحد الأدنى من التنافس. وتتميز هذه الطريقة بسهولة متابعة الحالة الصحية للأسماك.

يجب التنبيه على العمال بنثر كمية العلف المخصصة يومياً حيث إن زيادتها تؤدى إلى خفض الكفاءة الغذائية وتستخدم هذه الطريقة فى المزارع صغيرة الحجم.

يجب الإلتزام بالمكان الذى يتم نثر العلف فيه يومياً لاعتياد الأسماك على ذلك.

التغذية النصف أتوماتيكية ( شكل 2)

فى مشاريع الإنتاج المكثف من الضرورى توفير درجة الميكنة فى التغذية وذلك باستخدام القوارب أو بدفع العلف من بعض الماكينات من أعلى حافة المياه.

التغذية الأتوماتيكية (شكل 3)

 

 

تنقسم التغذية الأتوماتيكية إلى نوعين حسب نظام التغذية ففى النوع الأول تستخدم الغذايات الأتوماتيكية التى تنظم كمية العلف التى تحتاجها الأسماك عن طريق رافعة ميكانيكية تتحكم فى كمية العلف عند الحاجة وهذا النوع يؤدى إلى فقد بعض العلف فى المياه والنوع الأخر تصمم الغذايات الأتوماتيكية لتسمح بخروج العلف فى توقيت محدد وبكمية معينة وهذه النوعية معقدة.

معدلات التغذية فى الأسماك:

يقدر الاستهلاك اليومى للأسماك من العلف على أساس وزن الجسم وهو يتراوح بين 3-20% ثم تقسم الكمية على عدة مرات على مدار اليوم وتزداد عدد مرات التغذية اليومية للأسماك الصغيرة عن الأسماك الكبيرة لمنع الافتراس والنمو غير المنتظم ومع زيادة حجم الأسماك يمكن تقليل معدل التغذية إلى مرة أو مرتين يومياً.

ويتم حساب كمية العلائق اللازمة للأسماك طبقاً لما يلى:

  1. <!--[if !supportLists]--> وزن الكتلة الحية (البيوماس) كجم = متوسط وزن السمكةx عدد الأسماك.
  2. معدل التغذية (%).
  3. كمية العلائق (كجم) = وزن الكتلة الحية x معدل التغذية ويتم وزن الأسماك كل أسبوع بالنسبة لليرقات وكل 15 يوماً للإصبعيات والأمهات حتى يمكن تعديل معدل التغذية طبقاً للزيادة فى وزن الكتلة الحية.

تركيب أعلاف الأسماك:-

هناك بعض القواعد الهامة فى تركيب أعلاف الأسماك وهى:

  1.   البروتين المهضوم لا يقل عن 75%.
  2.  الليسين المستفاد به لا يقل عن 5.1% من البروتين.
  3.  الطاقة المهضومة 3650 والكلية 4600 كيلو كالورى/ كجم.
  4.  الدهون تستخدم مع ضبط الطاقة.
  5.  لا يزيد الكالسيوم عن 0.5%.
  6.   تضاف مضادات التأكسد بشكل روتينى.
  7. يوصى بالنسب الآتية من الخامات العلفية فى أعلاف الأسماك كحدود قصوى: (مسحوق السمك لا حدود – مخلفات الدواجن 35% - كسب القطن 15% - كسب فول الصويا 20%  - الجولتين 10% - خميرة البيرة 10%).
  8.   لا داعى لاستخدام المستويات التحت علاجية من المضادات الحيوية مثل الأوكسى تتراسيكلين أو الأورومايسين كمنشطات للنمو.

نظم التغذية:-

      إن الهدف من إتباع نظام غذائى معين هو الحصول على أقصى نمو من الأسماك وهو يتأثر بعدة عوامل أهمها:

نوع الأسماك والجمبرى وحجمه – العادات الغذائية – عدد مرات التغذية – العوامل البيئية مثل الحرارة والأكسجين الذائب فى الماء – درجة حرارة الماء – معدل تفريغ القناة الهضمية من الغذاء)

عدد مرات التغذية:-

يختلف عدد مرات التغذية فى الأسماك حسب النوع والعمر وطريقة التغذية. كذلك تتغذى الأسماك الصغيرة عدد من المرات أكبر من الأسماك الكبيرة وعلى سبيل المثال تتغذى زريعة أسماك البلطى 8 مرات فى اليوم، أما الإصبعيات فيمكن أن تتغذى 4-5 مرات فى اليوم والأسماك الكبيرة فتغذى 2-3 مرات فى اليوم. ويجب ألا يزيد معدل التغذية عن المعدل الأمثل حتى لا يتحلل الغذاء الزائد فى الماء وبسبب تغير فى الصفات الطبيعية والكيميائية للماء وبالتالى يؤثر على نمو الأسماك وتبين الجداول 2-5 عدد مرات التغذية وحجم حبيبات العلف المستخدمة فى بعض أنواع الأسماك.

حجم الحبيبات:- تتغذى اليرقات الصغيرة للأسماك والجمبرى على حبيبات صغيرة الحجم (ناعمة) تتناسب وحجم الفم لها، وتزداد حجم حبيبات العليقة كلما تقدمت الأسماك والجمبرى فى العمر. والشكل رقم (4) يوضح الأشكال المختلفة لحبيبات العليقة فى الأسماك والجمبرى. ويجب أن يؤخذ فى الاعتبار العادات الغذائية للأسماك والجمبرى لأن بقاء الغذاء فى الماء مدة طويلة يؤدى إلى فقد العناصر الغذائية الموجودة به مثل الفيتامينات.وجدول رقم 1 يوضح العلاقة بين حجم الجسم ومعدل التغذية وحجم حبيبات العليقة فى سمك البلطى النيلى والموزمبيقى

جدول 1 يوضح العلاقة بين حجم الجسم فى سمك البلطى النيلى والموزمبيقى ومعدل التغذية وحجم حبيبات العليقة.

ومن أهم النظم الغذائية التى يمكن اتباعها عند تغذية الأسماك كما يلى:

يمكن تغذية يرقات سمك البلطى فى بداية التغذية بمعدل 36% ثم تنخفض إلى 12% فى اليوم الـ 20 ثم 6% للأسماك الأكبر من 1جم، 3% للأسماك حتى 50جم، أما عدد مرات التغذية فالزريعة الصغيرة تتغذى 4-8 مرات فى اليوم، تنخفض إلى 4-5 مرات فى اليوم للإصبعيات أما الأسماك البالغة فتتغذى 2-3 مرات فى اليوم وذلك تحت ظروف التربية المكثفة.

جدول رقم 2 يوضح العلاقة بين حجم الجسم فى سمك القراميط ومعدل التغذية وحجم حبيبات العليقة.

جدول 3 يوضح العلاقة بين حجم الجسم فى سمك المبروك العادى ومعدل التغذية وحجم حبيبات العليقة.

جدول 4 يوضح العلاقة بين حجم الجسم فى سمك الثعابين ومعدل التغذية وحجم حبيبات العليقة

تغذية سمك البلطى

     تعتبر سمكة البلطى من أهم الأسماك الاقتصادية فى العالم وهى من الأسماك الإفريقية الموطن إلا أن معظم دول جنوب شرق آسيا مثل الفلبين وتايوان والصين وإندونسيا وتايلاند استوردت هذه السمكة وأنتجت منها سلالات عديدة وممتازة.

وأهم مميزات سمك البلطى ( سرعة النمو – ذات كفاءة عالية فى الاستفادة من الغذاء الطبيعى – مقاومة الأمراض – تستطيع التكاثر تحت ظروف التربية فى الأحواض – تستطيع أن تعيش فى مدى واسع من الظروف البيئية – لحوم سمك البلطى مرغوبة لدى المستهلكين)

وتنقسم عائلة البلطى تبعاً للسلوك والبيئة والشكل الخارجى إلى:-

  •  التلابيا و يتبعها البلطى الاخضر (الزيلى) – الرندلى ويطلق عليه البلطى الجوابى أحياناً الرانديلى.

ومن خصائصها: أنها تتغذى على مضغ الأوراق الخضراء ويقوم كل من الذكر والأنثى بحراسة العشوش.

  •   أوريوكرومس (البلطى النيلى – البلطى الموزمبيقى – البلطى الأوريا)

جدول رقم 5 يوضح الاحتياجات الغذائية لسمك البلطى النيلى.  

جدول رقم 6 نماذج لبعض علائق سمك البلطى النيلى فى مراحل النمو المختلفة.

جدول رقم 7 يوضح الأحجام المناسية من حبيبات العليقة للأحجام المختلفة من الأسماك.

 تغذية سمك المبروك العادى:-

     ترجع أهمية سمك المبروك إلى أن معظمها نباتى التغذية والبعض منها رمى (متنوع) حيث يمكنه التغذية على الإنتاج الأولى والإنتاج الثانوى وبقايا المواد العضوية المتنوعة البيئة المائية ولذلك فإن التسميد العضوى والكيماوى يساعد على زيادة إنتاجية هذه الأسماك فى المزارع السمكية. يتأثر النمو ومعامل التحويل الغذائى ومكونات الجسم بجودة الغذاء ومدى توازن الطاقة وكذلك الظروف البيئية مثل الحرارة والاكسجين ومعدل تدفق الماء وكذلك النوع والسلالة والجنس ومرحلة التكاثر مما يتطلب إيجاد احتياجات غذائية مختلفة لكل عمر من الأسماك. شكل (6) سمك المبروك العادى.

وأهم خصائص سمك المبروك ما يلى:-

( سرعة النمو – ارتفاع الخصوبة "حيث ينتج عدد كثير من البيض لكل كيلو جرام من وزن الأنثى" – تربيته اقتصادية حيث أنه متنوع التغذية – يمكن تفريخه فى المزارع السمكية – يتحمل الظروف البيئية الصعبة – يمكن زيادة الكثافة العددية فى وحدة المساحة).

وأهم عيوبه:

لا يتحمل ارتفاع نسية الملوحة فى الماء – سهولة افتراس الزريعة – قلة رغبة المستهلك المصرررىىى فى تناوله وبالتالى انخفففاض القيمة التسويقية له.

جدول 8 يوضح الاحتياجات الغذائية لسمك المبروك العادى.

جدول 9 نماذج لعلائق سمك المبروك العادى.

جدول 10 يوضح العلاقة بين معدل التغذية ودرجة الحرارة ووزن سمك المبروك العادى.

تغذية سمك القراميط:-

بعتبر سمك القراميط من الأسماك المنتشرة فى وسط افريقيا والشرق الأوسط (شكل 7).

يتميز سمك القراميط بالآتى: سرعة النمو العالية – سهولة أقلمته فى الظروف البيئية المختلفة – يستطيع التكاثر تحت ظروف التربية فى الأحواض – يمكن تغذيته على الأغذية الرخيصة مما يخفض تكاليف إنتاجيته – يقبل عليه المستهلكون – يمكن تربيته بكثافة عالية – مقاومته للأمراض – سهولة تفريخه صناعياً – انخفاض الاحتياجات الحافظة من الغذاء (12-25%).

تتغذى يرقات زريعة القراميط على البلانكتون بنوعيه حتى يصل طول الزريعة إلى 4 سم، وتتغذى الأسماك الأكبر أساساً على الديدان والحشرات وصغار الأسماك الأخرى. وغيرها من الكائنات الحية الصغيرة وبالتالى تنتمى أسماك القراميط إلى الأسماك حيوانية التغذية كما يمكنها أيضاً أن تتغذى على المواد العضوية المتحللة على القاع، وتتقبل اللائق الصناعية المتزنة والمخلفات الغذائية للصناعات الغذائية المختلفة. ومن الجدير بالذكر أن أسماك القراميط تستخدم زوج الشوارب الأنفى كعضو للشم بينما الشوارب الأخرى كأعضاء للمس حيث تعتمد على هذه الحواس فى صيد فرائسها وخاصة فى التغذية ليلاً أو فى المياه الشديدة العكرة حيث تقل الرؤية.

ويمتد موسم تكاثر سمك القراميط فى الفترة من ابريل حتى سبتمبر حيث تصل الأسماك إلى أقصى نضج فى الفترة من أغسطس حتى أكتوبر. حيث ينضج سمك القراميط جنسياً فى عمر 8-10 شهور بينما يصل طول السمك من 20-30 سم.

ويوجد عدة سلالات من سمك القراميط منتشرة ويمكن تربية سمك القراميط سواء بمفرده أو مع أسماك أخرى باستخدام نظام التربية المختلطة. وتبلغ إنتاجية الفدان من سمك القراميط من 1-2 طن، ويمكن زيادة الإنتاج بزيادة كثافة الأسماك واستخدام التغذية الصناعية والاهتمام بجودة المياه والصيد المتعدد (حيث يتم صيد الأسماك الكبيرة وترك الأسماك الصغيرة بدون تجفيف الأحواض وفى هذه الحالة تصل الإنتاجية إلى 4-6 طن/فدان. ويمكن تغذية سمك القراميط على حبيبات الأغذية الغاطسة ويجب أن يكون قاع الحوض صلب حتى لا تغوص حبيبات العليقة فى الطمى. وفى بعض المزارع يمكن استخدام خليط من الحبيبات الغاطسة 85%، 15% حبيبات طافية وهذا يقلل تكاليف التغذية بمقدار 10-15%.

 


المصدر: أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا

ساحة النقاش

khaledmu

Thanks

مكتبة جهاز وتنمية البحيرات والثروة السمكية

lfrpdalibrary
عنوان الهيئة: القطعة رقم (210) بالقطاع الثانى-حى مركز المدينة-التجمع الخامس-القاهرة الجديدة- Email: [email protected] »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,715,471

اخر إصدارات كتب المكتبة