<!--<!--<!--<!--

بعد ان ضاعت معاني الجهاد من قواميس حياتنا ومعاجمها واستحدثت أمريكا واتباعها من الملوك والرؤساء الخانعين المعذرين معنى جديد لكل حر يزود عن وطنه وكل مضطهد يرفع شعار المقاومة للمستعمر والغاصب وتخلى كثير من علمائنا وخطبائنا وأصحاب الشأن منا وأعلنوا عجزهم المطلق أو هروبهم عن استبانة وجه الحق في ديننا وثقافتنا وتبرأتهما من كل زيف الصقته دعايات العدو ونباحه  ولم يحمل كثير منهم ذلك الهم فكانت استجاباتهم لنداءات القوة اسرع واقوى من استجاباتهم لنداءات الواجب والوطنية لتشتعل حرب مبيرة على الاسلام والمسلمين استخدم فيها العدو عسفه وظلمه وارهابه وجبروته ليطفىء نور الله وما هو بمطفئه ولو ولج الجمل في سم الخياط ، حرب صار فيها أصحاب الباطل أشد مدافعة عن باطلهم منا أصحاب الحقوق عن حقوقهم ، سفحت فيها الدماء ليل نهار جهرا وخفية لم تستثن شيخا فانيا ولا طفلا رضيعاً .

ومع هذه الاساطيل الفاجرة وهذه الاحقاد القديمة المتعاقبة والتي أريد بها وأد الحركة الاسلامية المتنامية والتي سبقتهم إلى ديارهم بسماحة رسالتها ورحابتها ، كان لابد من وقفة ولو علت قعقعة السيوف ولم تخفي الضواري انيابها ، لكن من يقف وقد ترك الامر لكل متسلق واسند الامر لغير اهله ، انه الجهاد الذي لم يختص به نفر من المسلمين ولم يوكل الى شخص بعينه تحقيقه واقامته وماذا لو تخاذل ولاة الامور عنه بل وساندوا أعدائنا فيما يحرفونه من معناه وما يضمرونه من نية خبيثة وطوية مغرضة تجاه أوطاننا .

واليوم وقد استشهد أسد من أسود المجاهدين ولو اختلف حوله وحول نيته ولو عورض وعورضت طريقته ، مات وأثبت للعالم أن الرجل في العربي لم يمت بعد وأنه حين يستيقظ تستيقظ معه كل الفضائل والاخلاق ولا يرتضى ذلا ولا ضعفا يتردى به في مهانة وخضوع ، بل يسعى الى تلك القوة التي تكفل الكرامة والعزة والحرية ، إن رجلا عاش بعيدا في بلاد نائية في مخارم الجبال بين السهول والتلال يحارب على ثغر من ثغور الاسلام عظيم ، مؤثرا مرضاة ربه مجاهدا في سبيله لم تسعفه الايام لينعم بما أفاء الله عليه وعلى أسرته من الاموال والقصور ومارضيت نفسه أن يهنأ بعيدا عن الام المعذبين وصرخات المظلومين المكلومين بل كان نعيمه ان يكون جنديا من جنود المجاهدين تاقت نفسه الى الشهادة في سبيل الله كما تاقت نفوس الاطهار من قبله وتتوق نفوسهم من بعده فأناله الله الشهادة وكان أحق بها وأهلا لها فهنيئا له منزلة الشهداء وتعسا لهؤلاء الذين يظنوا أن الجهاد والزود عن الدين والاوطان يقف عند موت أحد أو تخاذل فريق ، أنه تلك الروح التي تصنع المجد والخير والحرية وتطهر البشرية من أدران الذل والتبعية ما يجعل أحدهم يحب الموت شهادة في سبيل الله كما يحب هؤلاء الحياة جيفة نتنة  

أي فرحة يفرحها هؤلاء بشهادة هذا البطل اذا علمو ا أن رسولنا قد مات منذ مايزيد عن الف وأربعمائة عام وما تغير ديننا وما تبدل ، وأن حمزة استشهد وكذلك مات خالد بن الوليد ولم ينتهي جهادنا لموتهما وأنه مهما حاولوا طمس حقيقة جهادنا باسلوبهم القديم الجديد دعوة الى الديمقراطية ونبذ العنف وتخليصنا من الجهل وانقاذنا من الفوضى ومحاربة الارهاب فلن يستطيعوا فقد انكشفت اباطيلهم وبانت خدعهم وتدليسهم ولن يجدوا إلا الصد والنفور وأن هذا الجيل الذي ينطوي على نفسه صابرا مرابطاً ينتظر الفرصة لينقض على من احتل بلاده وأهدر كرامته .

رحم الله اسامه ولا نامت أعين الجبناء ،،،


المصدر: شخصي
  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 153 مشاهدة
نشرت فى 3 مايو 2011 بواسطة lance

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

43,169