"قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون "

 

ونريد  أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين .....

 

 

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وبفضله تكتمل الفرحة والبركات ،

 

 

نعم ربما كان لعدم معرفتنا يقينا حتى الان لشخصية فرعون الخروج زمن سيدنا موسى بطغيانه وتجبره وتكبره أن تصير صورة كل ظالم لقومه معتد على أبريائه سارق لأرزاقه ينحو نحو شعبه منحى الظالمين ، كصورة فرعون بطغيانه وتكبره ، فلكل عصر فرعونه ولكل زمان طواغيته ولهم جنودهم وسدنتهم 

حقق الله مراد شعب بأكمله لما رأى منهم النية الصادقة على تغيير المنكر ونبذه ليجد أناسا تحرروا من ربقة الخوف ولبسوا ثوب الشجاعة والاقدام ، شباب نحسبهم والله حسيبهم على خير وان أراد لهم أتباع فرعون وزمرته صورة غير ذلك ، لم تحتج الثورة الى ملائكة تشعلها ولا أنقياء بلا ذنوب يتقدمونها بل كانت تحتاج الى نية حقيقية وهدف سام وعزم أكيد نيه لا تتخللها شبهات المصلحة ونزاعات الكراسي وحب المنصب والمكان ، حلمنا وحقق الله حلمنا بثورة نقية خضراء اقتلعت جذور الظلم واجتثت حبائله واذهبت طعم المرارة من حلقنا لتخلف أكواما من الفسدة وارتالا من المنتفعين ، وطالما جفت السنتنا من المناداة بحقنا في تبوء مكانتنا المستحقة بين دول العالم ، وحقنا في حياة كريمة وعيشة عادلة يستحقها شعب كتب التاريخ أولى صفحاته على عتباته وولجل الى المعرفة من أبوابه ، لكن قدر الله عليه ان يحكمه شرذمة ظالمة كاذبة خاطئة .

 

حالت بيننا وبين حريتنا هي وقلوب قاسية ونفوس شحيحة وعقول فارغة ، أبت الا أن تظل جاثمة على صدورنا شئنا أم أبينا لترفل هي في سرابيل من النعيم ونتجرع نحن كأس الظلم والتعذيب  ليضيع معنى الكرامة وتنتهك حرمتها وتسلب الكلمة شرفها ويتلقاها مرتزقة هذا الزمان بلا حياء أو استحياء .

 

نعم لكل يد امتدت لتبني ولو لبنة واحدة وتبت أيد الفاسدين الظالمين وملئهم وألجموا بلجام من لهب واتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود.

 

 وتحية الى كل شهيد جاد بدمائه الذكية وروحه الطاهرة لنحيا نحن بشرف وكرامة وتحية الى جيشنا العظيم حين استجاب لنداء العقل فرفق بشبابنا وحقن دمائهم ليضرب اروع الامثلة على الوطنية والحكمة  ويقدم مصلحة الوطن على أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد ، ولا عجب فلبناته هم افراد هذه الامة الخالدة العظيمة وكيف لهم ان تمتد ايديهم بسوء الى ذويهم وجيرانهم واخوتهم في الوطن فاللهم احفظ مصر وسائر بلاد المسلمين وسدد على طريق الحق خطانا .

 

انها الحرية ولا شيء سواها ذاق طعمها أخوتنا في تونس وتنسمنا نحن هوائها في مصر ، وها هي رائحتها تعبق اجواء اليمن ولو على اجساد طاهرة وارواح غالية ، وسوف تنعم بها ليبيا وتتشدق بها مراكش وان علا صوت المدافع والرصاص وسوف تتغنى بها سوريا وان قالوا مؤامرة ونصبوا المشانق في الساحات وسوف تزهو بها الجزائر وان قالوا فرقة وخيانات ، ما اعذبها من كلمة وما انبلها من غاية وما اعزها في بلداننا العربية ، مهد الديانات ومنبع الرسالات ، احق الناس بها وأهلها ، لكنها غلت وندرت ندرة الرجال في زمن السوقة ، وما اكثر الفراعين وجنودهم وما اكثر الطامعين وخدامهم ، لكن الحق غالب والشعب منتصر ولو طال الزمان .

 

والنصر صبر ساعة ، نعم هي نفوس زاكية وارواح غالية تزهق – عجل الله بنهاية الظلمة – لكنها ضريبة الحرية ودرب الكرامة يعده هذا الجيل العظيم لمن سيأتي من الاجيال القادمة ليحيوا حياة طيبة بلا ظلم او فساد ، أو لعله هو الجهاد فريضتنا الغائبة وكان الاولى ان نجاهد نحن وقادتنا عدوا واحدا نعرفه ويعرفنا ، لكن قدرنا كما هو قدر أبائنا ان نبتلى بالمرجفين الظالمين وتكون خشيتنا من اهلنا وممن قدر عليه رعايتنا وحمايتنا لا من عدونا القديم   .

 

سيفنى الاشخاص وستبقى اعمالهم باقية اثارها ، فنعم الاثر ما كان في مرضاة الله وحفظا لارواح العباد ودمائهم وبئس الاثر ما يفعله الظالمون بأهليهم واوطانهم كبرا وعلوا ، اولئك لم يعلموا حقيقة الدنيا وعظيم ما ابتلوا به حين قبلوا الولاية أو اغتصبوها ولو علموها ما تكالبوا عليها ورموها ، لكنها قلوب رانت عليها القسوة وملأها حب الدنيا ولم تعرف الاخرة ، ولله الامر من قبل ومن بعد

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: شخصي
  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 297 مشاهدة
نشرت فى 20 إبريل 2011 بواسطة lance

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

43,258