كنت في الفصل الأول من البحث الذي اسميته الاقناع ذكرت الأقوال الوارده في تحديد ال النبي صلى الله عليه وسلم وبينت ان القول بان ال النبي هم اتباع ملته هو القول الذي ينسجم مع عالمية وشمول الاسلاموذكرت ان من قالوا ان ال النبي هم قرابته لم يفرقوا بين مصطلح الاهل والال واعتبروهما شئ واحد ويدلان على نفس النعنى وهذا طبعا غير سديد فهناك فرق بين المصطلحين وهذا الفرق يمكن الاستدلال به على ان ال النبي هم اتباع ملته واهل محمد هم قرابتهوساقوم خلال هذا الموضوع إنشاء الله تعالى بذكر الايات والاحاديث التي ورد فيها امصطلح الأهل والآل وأقوم بتبيين وذكر أقوال العلماء والمفسرين فيها وكذلك اقوم بتبيين الفرق بين مصطلحي الأهل والآل من لغة العرب وأقوال العلماء والمفسرين وذلك كما يلي المبحث الأول : الأهل والآل في اللغة العربية :إن اللغة العربية هي اللغة التي نزل بها القرآن الكريم وخوطب بها الصحابة الكرام والراجع إلى لغة العرب قبل وبعد الإسلام سيجد الأدلة الكثيرة التي توضح أن العرب كانوا يستخدمون مصطلح الأهل ليعبروا به عن شيء ومصطلح الآل ليعبروا به عن شيء أخر ويمكن توضيح ذلك كما يلي : 1- مصطلح الأهل في لغة العرب .....([1] ) فكان العرب يعبرون به عن عدة معاني وفق لما أضيف إليه. أي أن الأهل عند العرب كانت تستخدم كما يلي 1-إذا أضيف إليها مكان , أو قرية مثل أهل مكة وأهل اليمن فكانت تدل علي سكان هذه المنطقة , فأهل اليمن هم سكانها ’ وهل مكة هم سكانها , فحين يسال الرجل من إي الأماكن هو يقول من أهل الشام إذا كان من الشام وهكذا. 2- إذا أضيف إليها حادثة, أو معركة, فكانت تدل على من شهدوا هذه الحادثة, فمثلا يقال أهل بدر لمن شهد معركة بدر. 3- إذا أضيف إليها خلق, أو صفة, كان يقصد بها اتصاف الشخص بهذه الصفة, يقال أهل للكرم لمن كان كريم, وهل للتقوى لمن كان تقي, وأهل للعلم لمن كان عالما, وأهل للأمانة لمن كان أمين.1- إذا أضيفت إلى كتاب سماوي, فيقصد بها من انزل إليهم, فأهل التوراة هم اليهود, وأهل الإنجيل هم النصارى, وأهل الكتاب هم أصحاب الديانات السماوية 2- إذا أضيفت إلى البيت فلها معنيان : فإذا كان البيت هو الكعبة , فالمراد بأهل البيت هنا العرب الذين يحجون إليه , وإذ كان البيت يقصد به المنزل , فأهله هم سكانه. هذه بعض استخدامات مصطلح الأهل عند العرب للدالة على عدة معاني أما بالنسبة للقربة فهي كما يلي:- .... ([2])1- أهل تعني الزوجة , إذا قيل أهل بيت الرجل , ويقول الرجل عند سؤاله من هذه المرآه ؟ فيقول : أهلي , أي زوجتي , ويقال للرجل إذا تروج انه تأهل , أي صار له أهل . 2- أهل تعني القرابة بالنسب, إذا قيل أهل الرجل بدون بيت فأهل الرجل هم أسرته من إباء وأبناء وأحفاد وأجداد, وأهل بيت الرجل هن نساءه كما ذكرنا.2- مصطلح الآل في لغة العرب...([3])أما بالنسبة لمصطلح الآل فلم يكن العرب يستخدمونه للدلالة على القرابة , والنسب , أو الذرية ولكن كان يدل على الأتباع دائما , فيقال آل فلان أي أتباعه , وأهله منهم إذا كانوا معه على ملته , فآل فرعون هم أتباعه , وآل يعقوب هم أتباعه , اي أن العرب لم يستخدموا الآل للدلالة على النسب , أو الذرية ولكن كانوا يعبرون عن الذرية بمصطلح أخر غير الآل والأهل فلم نسمع في اللغة أن ذريه الرجل هم آله ولكن يقال بنيه , فمثلا يقال: بني إسرائيل للدلالة على أبناء يعقوب , وآل يعقوب للدلالة على أتباعه , وكذلك يقال بني هاشم للدلالة على ذريته , ولا يقال آل هاشم , وكذلك بني مرة , وبني قينقاع وبني النضير وبني الحارث . وحتى يتضح الأمر اليكم بعض ما جاء في لغة العرب عن مصطلح الآل كما ورد في كتب التفسير:- *الآل لا تستعمل إلا في من له خطر مطلقاً ولا يضاف لما لا يعقل ولو كان ذا خطر بخلاف أهل فلا يقال : آل الحجام ولا آل الحرم , ولكن أهل الحجام وأهل الحرم ، نعم قد يضاف لما نزل منزلة العاقل كما في قول عبد المطلب(وانصر على آل الصليب وعابديه) وآل الصليب الذين قصدهم هم أتباع الصليب إذ انه لا يمكن أن يكون للصليب أهل ا و قرابة ....([4]) وذهب الجواليقي والحريري وابن الجوزي إلى أنه لا يقال حواميم وفي «الصحاح» عن الفراء أن قول العامة الحواميم ليس من كلام العرب ، وحكى صاحب زاد المسير عن شيخه أبي منصور اللغوي أن من الخطأ أن تقول : قرأت الحواميم والصواب أن تقول قرأت آل حم ....(وفي حديث ابن مسعود إذا وقعت في آل حم فقد وقعت في روضات دمثات أتأنق فيهن ، وعلى هذا قول الكميت بن زيد في الهاشميات :وجدنا لكم في آل حم آية ... تأولها منا توالطواسين والطواسيم بالميم بدل النون كذلك عندهم ، وما سمعت يكفي في ردهم .وفي كلام العرب زادوا قبله لفظة آل أو ذوا فيقال : جاءني آل تابط شراً أو ذواتاً بط شراً أي الرجلان أو الرجال المسمون بهذا الاسم ، فآل حم بمعنى الحواميم وآل بمعنى ذو ، والمراد به ما يطلق عليه ويستعمل فيه هذا اللفظ وهو مجاز عن الصحبة المعنوية ، وفي كلام الرضى وغيره إشارة إلى هذا إلا أنهم لم يصرحوا بتفسيره فعليك بحفظه ، وحكي في الكشف أن الأولى أن يجمع بذوات حم أي دون حواميم أو حاميمات ومعناه السور المصحوبات بهذا اللفظ اعني حم .ومما سبق يمكن القول بوجود فرق بين مصطلح الأهل ومصطلح الآل , وسوف نوضح هذا الفرق في الفصل الأخير من هذه الرسالة إنشاء الله تعالى .وعليه يمكن أن نلخص ما ورد في اللغة العربية في الاتي: 1- يستخدم مصطلح الأهل للدلالة على معاني مختلفة وفقا لما أضيف إليه . 2- يدل مصطلح الأهل على جميع قرابة الرجل إذا قيل أهل الرجل سواء كانوا باء أو أبناء أو زوجات أو بني عم. 3- يدل مصطلح الأهل على زوجات الرجل إذا ركب إلى بيته يقال أهل بيت الرجل أي أزواجه أو أزواجه مع أبنائه .4-إذا أريد أن يعبر عن ذريه الرجل دون بقية أهله من أزواج وابناء وبني عم كان المستخدم هو مصطلح بني بدلا من أهل لان أهل اعم5- لم يستخدم العرب مصطلح الآل لدلالة على القرابة ولكن للدلالة على الأتباع.
المبحث الثاني : الأهل والآل في القرآن الكريم :-اولا : الآيات الوارد فيها الأهلورد مصطلح أهل في القران مقترن بالبيت في ثلاثة مواضع هي v قال تعالى في سورة الأحزاب (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ....([6]v قال تعالى في سوره هود (رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت ).......([7] )v قال تعالى في سورة القصص(هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه) .....([8]وقد ورد مصطلح أهل في القران في 59موضع بحيث اقترن إما بمكان أو قرية أو كتاب سماوي أو حادثة نذكر منهاالاتي v قال تعالى في سوره البقرة(ود كثير من أهل الكتاب ) ...([9] ) v قال تعالى في سورة الأعراف (ولوا ا ن أهل القرى امنوا واتقوا ).....([10]) v قال تعالى في سوره التوبة(ومن أهل المدينة مردوا على النفاق ) ....([1v قال تعالى في سورة النحل(( فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ))......([12] v قال تعالى في سورة الكهف(حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها) ........([13] ) إضافة إلى آيات كثيرة ورد فيها أهل مع مكان مثل أهل يثرب وأهل مدين. كما ورد مصطلح الأهل بلفظ أهلي وأهله نذكر ما يلي منها :- v قال تعالى في سورة هود (ونادى نوح ربة قال ربي إن ابني من أهلي ) v قال تعالى عن موسى (إذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى.......([15]v قال تعالى في سوره مريم (وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ)v قال تعالى في سورة طه (إذ رأى نار فقال لأهله امكثوا إني أنست نارا ) ثانيا: الآيات الوارد فيها الآلورد مصطلح الآل في القران في العديد من المواضع والمتأمل لهذه الآيات سيجد أن مصطلح الآل لم يضاف إلى الأنبياء أو الجبابرة ولم يضاف إلى غيرهم وذلك كما يلي1-- فبالنسبة لوروده مع الأنبياء, فقد ورد مع إبراهيم مرتين ومع لوط أربع مرات ومع يعقوب مرتين نذكر منها قوله تعالى عن لوط (إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين ) 2-أما عن وروده مع الجبابرة فمع آل فرعون ورد في القران 21 مرة نذكر منها: قوله تعالى (ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب)وقوله تعالى في أكثر من أية مخاطبا بني إسرائيل (إذ ناجيناكم من آل فرعونثالثا : شرح الآيات التي وردفيها المصطلحان لو رجعنا إلى الآيات التي ذكرناها سابقا لننظر في معانيها لتضح لنا حقيقة ما ذكرناه من أن الآل تختلف عن الأهل في دلالتها.فبالنسبة إلى الآيات التي ورد فيها مصطلح الأهل سنلاحظ الاتي:-ور مصطلح الأهل مع البيت في ثلاثة مواضع الأول في سورة الأحزاب والثاني في هود والثالث في القصصففي سورة الأحزاب نلاحظ أن الخطاب موجها إلى نساء النبي وهذا يتضح من خلال سياق الآيات التي قبل وبعد هذه الآية حينرى أن الله وجه عدة أوامر في سياق الآيات إلى نساء النبي في قولة (يا نساء النبي )ثم بين في هذه الآية أن الحكمة من هذهالأوامر هو إذهاب الرجس والتطهير عن أهل البيت النبوي في قوله(إنما يريد الله).وعليه : فإن أهل البيت هناء يقصد به الزوجات وهذا ما يؤكده ما ذكرناه سابقا في لغة العرب من أن الأهل إذا أضيفت إلى بيتالرجل فان المعنى هن الزوجات أو الزوجة مع الأبناء وهذا ما أنكره الروافض حقدا منهم على أمهات المؤمنين. أما في سورة هود نلاحظ أيضا أن الخطاب موجه آل زوجة نبي الله إبراهيم علية السلام في قوله(أهل البيت )وهذا ما يؤكد أن أهل بيت الرجل تأتي بمعنى الزوجة, هذا وقد تحتمل الآية في سورة هود معنى أخر وهو أن البيت المذكور في الآية هو البيت الحرام خصوصا وأن الله قد ذكره في أكثر من اية بلفظ البيت معرفا بالإلف واللام فقال تعالى في سورة البقرة (و إذ جعلنا البيت مثابة للناس) والبيت هنا يقصد به بيت الله الحرام وهذا أيضا يؤيده ما ذكرناه سابقا في لغة العرب من ان اهل إذ اقترنت بالبيت فان المعني يكون من يحجون إليه أما في سورة القصص في قوله (هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه)نلاحظ أن هذا الخطاب على لسان أخت موسى وهي تخاطب أهل فرعون الذين كانوا يبحثون عن مرضعة لموسى فقول أخت موسى هل أدلكم على أهل بيت يعني على أمراه متأهلة ترضعه , وهذا ما يؤيد ما ذكرناه في لغة العرب من إن الأهل يدل على الزوجة, فيقال تأهل الرجل أي تزوج وتأهلت المرأة أي تزوجت . وعليه: نجد أن أهل البيت المذكورين في الآية في سورة الأحزاب هن نساء وزوجات النبي وأن الأهل تأتي بمعنى الزوجة. وإذا رجعنا إلى الآيات التي ورد فيها الأهل بلفظ أهلي وأهله سنجد أن الله ذكر على لسان نوح قوله: (إن إبني من أهلي ) وهذا يؤكد أن الأهل تأتي بمعنى الأبناء. وكذلك قول الله عن موسى في سورة طه(إذ رأى نار فقال لأهله امكثوا إني أنست نارا نلاحظ أن: المقصود بأهل موسى هي زوجته وأبنائه الذين كانوا معه وهذا يؤكد أن الأهل تأتي بمعنى الزوجات والذرية .اما عن قول الله على لسان سيدنا موسى (وأجعل لي وزير من أهلي هارون أخي ) تدل أيضا على أن الأهل تأتي لجميع القرابة من النسب .وحتى يتضح الأمر بصور أدق نسرد بعض الأدلة والمتمثلة في الاتي : 1) تفسير الآيات الوارد فيها الأهل أ- ذكر السعدي في تفسير لقوله تعالى{ وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ } أي: كان مقيما لأمر الله على أهله، فيأمرهم بالصلاة المتضمنة للإخلاص للمعبود، وبالزكاة المتضمنة للإحسان إلى العبيد، فكمل نفسه، وكمل غيره، وخصوصا أخص الناس عنده وهم أهله، لأنهم أحق بدعوته من غيرهم..([16]) . ب- ذكر في تفسير قولة تعالى ( إذ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى) { فَقَالَ لأهله امكثوا } أي أقيموا مكانكم أمرهم عليه السلام بذلك لئلا يتبعوه فيما عزم عليه من الذهاب إلى النار كما هو المعتاد لا لئلا ينتقلوا إلى موضع آخر فإنه مما لا يخطر بالبال ، والخطاب قيل : للمرأة والولد والخادم ، وقيل : للمرأة ....([17ت- أخرج ابن مردويه . وابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : « سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى { وءاتيناه أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ } قال : رد الله تعالى امرأته إليه وزاد في شبابها حتى ولدت له ستاً وعشرين ذكراً » فالمعنى على هذا آتيناه في الدنيا مثل أهله عدداً مع زيادة مثل آخر ، وقال ابن مسعود . والحسن . وقتادة في الآية : إن الله تعالى أحيى له أولاده ...([18])وعليه ومما سبق نجد أن : الله ذكر مصطلح الأهل في القران للدلالة على القرابة من النسب بحيث يأتي بمعنى الزوجات وبمعنى الأبناء وبمعنى الإخوة وبذلك يمكن القول ببطلان ما يدعيه الروافض من أن نساء النبي لسن المعنيات بقوله:( أهل البيت)) في سورة الأحزاب. أما عن بقية الآيات التي ذكرناها وذكرت مع أحداث أو أماكن أو قرى فإنها تؤكد على ما ذكرناه من أن أهل تأتي بمعنى أصحاب وسكان , وهذا سبق وان ذكرناه في بند لغة العرب. 2) تفسيرالايات الوارد فيها الال :إما عن الآيات التي وردفيها مصطلح الآل ستجد أن : الآل لا تدل على ما يدل عليه الأهل وأن هناك فرق بين المصطلحين وهذا نلاحظه من خلال ما يلي :- أ- قال الالوسي في تفسير قوله تعالى في سورة النمل (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُواْ ءالَ لُوطٍ } أي من اتبع دينه وإخراجه عليه السلام يعلم من باب أولى . وقال بعض المحققين : المراد بآل لوط هو عليه السلام ومن تبع دينه , كما يراد من بني آدم وبنوه ، وأياً ما كان فلا تدخل امرأته عليه السلام فيهم .....([19]) . ب- جاء في تفسير الالوسي لقوله تعالى في سوره مريم{ يَرِثُنِى وَيَرِثُ مِنْ ءالِ يَعْقُوبَ } صفة لوليا كما هو المتبادر من الجمل الواقعة بعد النكرات ، ويقال : ورثه وورث منه لغتان كما قيل ، وقيل من للتبعيض لا للتعدية وآل الرجل خاصته الذين يؤل إليه أمرهم للقرابة أو الصحبة أو الموافقة في الدين ،....([20]). ت- وجاء ايضا في تفسير قوله تعالى : ((وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ )) قيل : ليس بمعنى الأهل لأن الأهل القرابة والآل من يؤول إليك في قرابة أو رأي أو مذهب ، فألفه بدل من واو ، ولذلك قال يونس في تصغيره : أويل ، ونقله الكسائي نصاً عن العرب ، وروي عن أبي عمر غلام ثغلب إن الأهل القرابة كان لها تابع أولاً ، والآل القرابة بتابعها فهو أخص من الأهل ، وقد خصوه أيضاً بالإضافة إلى أولي الخطر فلا يضاف إلى غير العقلاء ولا إلى من لا خطر له منهم ، فلا يقال آل الكوفة ، ولا آل الحجام وزاد بعضهم اشتراط التذكير فلا يقال آل فاطمة ولعل كل ذلك أكثري وإلا فقد ورد على خلاف ذلك كآل أعوج اسم فرس ، وآل المدينة ، وآل نعم ، وآل الصليب ، وآلك ويستعمل غير مضاف كهُم خير آل ويجمع كأهل فيقال آلون ...([21 ث- وجاء في تفسير الطبريفي تفسير قوله تعالى (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آل فِرْعَوْنَ بالسنين } ، والمراد بآل فرعون أتباعه من القبط ، وإضافة الآل إليه وهو لا يضاف إلا إلى الإشراف لما فيه من الشرف الدنيوي الظاهر وإن كان في نفس الأمر خسيساً .([22] ) ج- قال الالوسي في تفسير قوله تعالى{لا آل لُوطٍ } خاصته المؤمنين به, وقال الطبري: قوله ( إِلا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ ) يقول: غير آل لوط الذين صدّقوه واتبعوه على دينه فإنا نجيناهم من العذاب الذي عذّبنا به قومه الذين كذبوه،...([23] ) ح-ويقول الطبري في تفسير قوله تعالى : { وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ }يقول تعالى ذكره: ولقد جاء أتباع فرعون وقومه إنذارنا بالعقوبة بكفرهم بنا وبرسولنا موسى .وعليه ومما سبق نلاحظ أن مصطلح الأهل ورد في القران ليدل على شئ بينما ورد مصطلح الآل ليدل على شئ آخر فحين دل الأهل على القرابة كان الال تدل دائما على الاتباع
المبحث الثالث : السنة النبوية :-
وردا لعديد من الأحاديث التي ذكر فيها الأهل و الآل نذكر منها الاتي :ü قام رسول الله يومًا في الصحابة خطيبًا بماء يدعى خمًا، بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكَّر، ثم قال: أما بعد : ألا أيها الناس! فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما: كتاب الله؛ فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغَّب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي...) ü حديث الكساء: روى مسلم في صحيحة عن عائشة رضي الله عنها قالت : خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن ابن علي فأدخله معه في المرط ثم جاء الحسن فأدخله معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} وفيه أن رسول الله لم يدخل زوجته أم سلمه معهم بل قال لها: أنت من أهل بيتي أنت على خيرüحديث(أهل بيتي كسفينة نوح)üحديث (سلمان منا أهل البيت )ü حديث(الهم تقبل من محمد ومن آل محمد ومن امة محمد) üحديث ( قولوا اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد ) ü حديث (صبرا آل ياسر فان موعدكم الجنة)هذا بالإضافة إلى العديد من الأحاديث التي سنشير إليها في الفقرة القادمة .والناظر إلى الأحاديث السابقة سيجد أن النبي عليه الصلاة والسلام , قد استخدممصطلح الأهلفي بعض الأحاديث واستخدم مصطلح الآل في أحاديث أخرى, وهذا إن دل على شيءفإنما يدلعلى ما ذكرناه من أن الأهل مصطلح يستخدم لدلالة على شيء ومصطلح الآليستخدم لدلالة على شيء آخر. وقد استخدم النبي عليه الصلاة والسلام , مصطلح الأهل في الأحاديث السابقة عندما كان المقصود بهم قرابته من بني هاشم ممن امنوا به ونساءه أمهات المؤمنين , اما عندما أراد عليه الصلاة والسلام أن يعبر عن إتباعه جميعا وأهل بيته منهم فقد استخدم النبي عليه الصلاة والسلام مصطلح الآل . بعبارة أخرى : يمكن القول : أن النبي قد استخدم الأهل للتخصيص وليس للعموم, ففي حديث الثقلين كان المقصود بالوصية في قوله وأهل بيتي هم قرابة النبي ممن آمن به من بني هاشم , وكذلك أزواجه , أما في حديث صفة الصلاة الإبراهيمية فكان مصطلح الآل هو المستخدم ليدل على العموم لجميع الأتباع والقرابة منهم . أي أن : مصطلح الأهل خاص بالقرابة , أما الآل عام يشمل الأتباع والقرابة ودخول القرابة في الآل يكون خاص بمن آمن به بحيث لا يشمل من لم يؤمن .والخلاصة : إن مصطلح الأهل خاص بالقرابة والآل عام بحيث يعبر عن الأتباع فأهل محمد هم قرابته وال محمد هم أتباعه .ومما يجدر الإشارة إليه: أن من لا يفرق بين الأهل و الآل قد يحتج بالأحاديث السابقة في أمرين هما:-§ الأول : ليثبت ما يعتقده من تعظيم لأهل البيت النبوي وعصمتهم واخرج أمهات المؤمنين من أهل البيت النبوي .§ الثاني : ليفند وجود فرق بين الأهل والآل من خلال الأحاديث التي ورد فيها الآل .وسوف أقوم بشرح هذه الأحاديث والايات في الموضوع القادم والذي يحمل عنوان آيات وأحاديث الأهل والآل شبهات وردود
المصدر: لكرامة نيوز
نشرت فى 4 يونيو 2017
بواسطة khalid12shwil
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
8,523
قناتنا في اليوتيوب
https://youtu.be/TFltcswFzvg قناة خالد محمد شويل في اليوتيوب قناة دعوية تضم محاضرات وخطب مبرية وخواطر وفلاشات دعوية