جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
قرأت خبرًا يقول :عدد من نواب الوطني السابقين عقدوا مؤتمر تحت شعار ''اتقوا شر الصعيد إذا غضب''، معلنيين عن رفضهم تطبيق قانون الغدر السياسى.. ومهددين حال تطبيق القانون ومنعهم من الترشح للانتخابات البرلمانية لمدة 5 سنوات بالقيام بثوره جديدة ..
قرأت الخبر وتساءلت .. هل أهل الصعيد هم أبناء وحماة الحزب الوطني .. لكي يتحدث أعضاء المنحل باسمه .. ولماذا الصعيد ؟
في الحقيقة نجد أن الحزب قبل انحلاله أحكم قبضته علي الصعيد مستغلا جهله وتخلفه الثقافي والسياسي ومن خلال تشجيع النظام القبلي وتقريب بعض كبار العائلات من ذوي السطوة المالية ومن خلال الرشوة الانتخابية بتعيين بعض شباب العائلات في وظائف غالبًا لا يستحقونها .. ومن خلال علاقة كبار العائلات بالأمن .. لم يهتم المنحل بتنمية حقيقية للصعيد بل ساعد علي تعميق تخلفه علي مدار السنين ..
حتي أن الصورة المعروفة لعضو الحزب الوطني المنحل أنه (واصل) لدي الحكومة .. والناس لا تعرف له دورًا سوي تأدية واجب العزاء ، وإخراج بعض أبناء الدائرة من مركز الشرطة ، وتعيين بعض أبناء العائلات في بعض الوظائف ، وقضاء بعض المصالح لفئة محدودة من المجتمع . ومنهم من لم يكن له دور ، وانتبه إلي تحقيق مصالحه الشخصية .
ولكي نتعرف عن قرب عما قدمه أعضاء الوطني المنحل ، تعالوا ننظر إلي مركز البلينا ، تجده مثالا للمراكز والمدن المتخلفة فلا شوارع نظيفة ممهدة ولا مشاريع تنموية حقيقية ، ولا مصانع أو ورش لتشغيل الشباب ، ولا مراكز تدريبية تأهيلية للشباب ، ولا نوادي ترفيهية ، ولا تنمية سياحية ، علي الرغم من وجود معبد (ابيدوس) الأثري ، ولا حدائق ، ولا (كورنيش) لائق تستطيع أن تتمشي فيه أنت وأسرتك ، ولا مستشفيات لائقة ولا مدارس متطورة ، بل ستجد معظم الأشياء من حولك لها سمة واحد ؛ هي العشوائية والتخلف . هذا عن مدينة البلينا .. فإذا تعمقت في القري التابعة له ستجد مزيدًا من العشوائية والتخلف .
إذن .. ماذا قدم أعضاء الحزب المنحل إلي الصعيد ؟
الإجابة : لا شئ ، وإن كان هناك حالات شاذة ، فلا يقاس عليها ، فنحن نتحدث بشكل عام .
نعم لم يقدموا شي ، بل تفننوا في خرق القوانين وتحقيق مصالحهم الشخصية ، وساهموا في انتشار الفساد والجهل والسلبية التي يعاني منها أبناء الصعيد . فمعظمهم نجح في الانتخابات عن طريق العصبية القبلية أو النفوذ المالي بالإضافة إلي العلاقات الأمنية والشاذلية ومن بعدها العزية .. خلاصة القول .. معظمهم جاء بالتزوير وللتزوير .
فيا أيها المنحلون .. اصمتوا واتركوا الفرصة لأجيال جديدة تؤمن بالتغيير وبأهداف ثورة 25 يناير .. أجيال مثقفة تمتلك رؤية وحلم تريد الوصول إليه ، فلا تقفوا عائقًا أمامهم .