ريح عابثة تغزو شوارع المدينة الصغيرة في وقت متأخر من الليل، وتنسحب تاركةً ظلالاً سوداء تهيم على وجهها في الظلمة.. أزقة هرمة تُقاسم الكآبة وجومها، وتنعس بين الفينة والأخرى.. لصان يتهامسان: - هل أنت واثقٌ أنَّ البيت خالٍ؟ - نعم .. فقد سافر صاحبه إلى صنعاء. - .. وزوجته؟ - سافرت معه. يجلسان بجوار الباب يعالجان القفل بخبرة ودربة حتى يُفتح، يدلفان إلى الداخل، ويغلقان الباب خلفهما : - ما الذي قد نجده هنا ؟ - الكثير.. المرأة وحدها لديها من الذهب ما يزيد ثمنه عن مليوني ريال. - هيا بنا قبل أن تعود الكهرباء، وينكشف أمرنا. صوت استغاثة يرتفع في الخارج: - لص .. لص .. لص! يفزع اللصان، يرتطمان بالجدار قبل أن يصلا إلى الباب ويخرجان.. يجدا امرأة عجوزاً تطارد رجلاً ملثماً..؛ يجريان خلفه، ويمسكان به: - حسناً أيّها اللص، ما الذي سرقته؟ - لم أسرق شيئاً .. أقسم لكما.. كنت أسير في الظلام حين وجدت نفسي عند باب هذه العجوز وهي تصرخ : لص لص لص..! يوسعانه ضرباً، حتى يُغمى عليه.. في الصباح تحدّثت المدينة بأسرها عن امرأة عجوز ورجلين شهمين أمسكوا بلص خطير، وهو يسرق منزل أسرة مسافرة.