يسرا فى مظاهرات الفنانين أمس
كتب على الكشوطى
ضخامة الحشود الغفيرة التى نزلت إلى ميدان التحرير من كل طوائف الشعب المصرى فى مليونية "للثورة شعب يحميها" أدت لحدوث حالة من الصدمة لدى مليشيات الإخوان الإلكترونية، ممكن كان رهانهم الوحيد هو أن القادر على ملأ الميدان هم الإخوان فقط وأن أية قوة سياسية أخرى لن تستطيع أن تحشد المواطنين إلا لعمل مسيرات صغيرة، ولكن الأمر فاق كل توقعاتهم مما جعلهم يفتشون عن أى شىء سلبى ينتقدوا فيه المليونية ويمارسوا فيه نشاطهم فى التضليل والتشويه والاغتيال النفسى والمعنوى للمشاركين فيها، لذا عايروا النازحين إلى ميدان التحرير بوجود فنانات وفنانين داخل المليونية، وهو ما يفسد المليونية من وجهة نظرهم، ويجعلها بلا أهمية وهو ما ينطبق بالفعل على المثل الشعبى المتوارث "ملقوش فى الورد عيب قالوا ده أحمر الخدين"، فتلك المليشيات التى تتخذ من الكى بورد ساتر لها يفضحها ضآلة فكرها المحدود، فوجود الفنانات والفنانين بالميدان ليس بالشىء السلبى الذى يستطيع أن تتخذه تلك المليشيات لتشويه سمعة المليونية، خاصة وأن الميدان يوم 25 يناير كان مليئاً بالفنانين والفنانات ممن ساندوا الثورة والثوار مثل خالد الصاوى وخالد النبوى وخالد أبو النجا وأحمد حلمى ومنى زكى والمخرج خالد يوسف وغيره من الفنانين وهذا الأمر لم يسئ أبداً لثورة 25 يناير ولكن لأن الإخوان اقتنصوا مكاسب الثورة، فهم يحاولون صبغها بالصبغة الدينية وكأن الثورة قامت ليشهر المصريون الإسلام ويكفوا عن عبادة الأصنام، وهو ما دفعهم لتشويه مليونية "للثورة شعب يحميها" من خلال الفنانين والفنانات ممن لم يكن لهم تصريحات مع الثورة وبعض الفنانين من المحسوبين على النظام السابق، ولكن حتى وإن كان الميدان به عدد من الفنانين المحسوبين على الفلول فهذا دليل واضح على فداحة ما فعله الرئيس الدكتور محمد مرسى وهو ما جعل كل التيارات سواء كان تيارا ثورياً أو فلولاً أو حزب كنبة أن يحتشدوا فى مواجهته.
كما أن نظرة بعض الإخوان للفنانين والفنانات المشاركين فى المظاهرات بميدان التحرير على أنها وصمة عار دليل على مدى العنصرية والتمييز لديهم وهو المنافى لتعاليم الإسلام السمحة لأنهم فى النهاية بشر ليسوا ملائكة وابن آدم خطاء ومن يحاسب هو الله ومفاتيح الجنة بيد الله وكم من عاصٍ مصيره الجنة بإذن الله وكم من عابد مصيره النار بإذن الله، كما أن لدى هؤلاء الفنانين الجنسية المصرية ولديهم أصوات انتخابية مثلهم مثل أى مواطن آخر لا فرق بينهم وبين أحد وأصواتهم الانتخابية تلك، منها من أوصلت الرئيس الدكتور مرسى إلى كرسى الحكم، لذا وجب عليهم انتقاده والتظاهر ضده مع كافة فئات الشعب الواعى كما طلب وبموجب إرادته.