جانب من مهرجان الدوحة السينمائى
كتب محمد سعد
تسلّط الدورة الرابعة من "مهرجان الدوحة السينمائى"، الحدث الثقافى السنوى الذى تنظمه "مؤسسة الدوحة للأفلام"، الضوء على شواهد من التوجهات الدارمية التى بادرت بإطلاقها السينمائيات العربيات فى ظل تنامى الدور المحورى الذى تلعبه المخرجات فى قطاع السينما العربية، وهو ما أسهم فى ردم الهوة بين الجنسين التى لطالما تمّ اعتبارها من أكبر التحديات التى واجهت السينما الإقليمية. وستقام الدورة الرابعة من المهرجان خلال الفترة الممتدة بين 17-24 نوفمبر عام 2011 مع افتتاح عروضها بفيلم "الأصولى المتردد" للمخرجة ميراناير.
وتتضمن مسابقة الأفلام الروائية العربية 8 أفلام لمخرجات قطريات، و11 فيلماً لمخرجات عربيات؛ كما تشارك 6 أفلام أخرى لمخرجات سينمائيّات فى إطار برامج ومسابقات السينما العالمية المعاصرة، والعروض الخاصة، ولقطات من اليابان، إضافةً إلى العرض السينمائى خلال حفل الافتتاح. وتمتاز الأفلام بالمقاربة الاستثنائية فى المواضيع المطروحة والسرد القصصى فيها لتعكس البصمة المتميزة التى تتركها السينمائيات على الصعيد العالمى.
وضمن مسابقة الأفلام الروائية العربية، تشارك المخرجة ماغى مرجان بفيلمها "عشم" الذى تسرد فيه قصص 6 أزواج فى مراحل رومانسية مختلفة على خلفيّة الاضطرابات فى القاهرة خلال الفترة الممتدة حتى ثورة 25 يناير، بينما تشارك المخرجة حنان عبدالله بفيلمها "ظلّ رجل" الذى تتناول من خلاله الحياة الشخصيّة لأربع سيدات من خلفيات ثقافية وأجيال مختلفة خلال مرحلة ما بعد الثورة بمصر.
وفى إطار هذه المسابقة، تشارك المخرجه تهانى راشد بفيلم "نفس طويل" والذى يوثّق فترة الثورة المصرية التى امتدت لـ18 يوماً حتى إسقاط الدكتاتورية فى البلاد وتشارك المخرجة تمارا ستيبانيان بفيلمها المؤثر "جمر" الذى يعيد إحياء ذكرى جدتها التى تحمل الاسم نفسه، كما تشارك المخرجتان جيهان نجيم ومنى الضعيف بفيلمهما "رفيعة: أم الطاقة الشمسية" الذى تدور أحداثه حول أم أردنية بدوية تغادر منزلها فى الصحراء وتسافر إلى الهند من أجل التعلّم، إضافةً إلى فيلم "النادى اللبنانى للصواريخ" للمخرجين جوانا حاجى توما وخليل جريج، والذى يعكس حالة تجدد الآمال فى ظل متغيرات الربيع العربى.
كما تشارك فى المسابقة المخرجة والممثلة عهد كامل بفيلم "حرمة" الذى يتناول قصة أريج، الأرملة السعودية الشابة التى تبذل ما بوسعها لحماية جنينها، إلى جانب فيلم "لمرايات" للمخرجة ناديا الريس، والذى يتناول قصة رجل أسندت إليه مهمة الكتابة عن المستقبل، وفيلم إسماعيل" للمخرجة نورا الشريف، والذى تدور أحداثه حول فتى فلسطينى يعيش فى مخيّم للاجئين ويكافح جاهداً للهروب من الموت الوشيك عندما ضل هو وأخوه الصغير طريقهما فى حقل ألغام. كما تضم قائمة الأفلام المشاركة فى هذه المسابقة فيلم "الليلة الأخيرة" للمخرجة مريم التوزانى، والذى يتناول العلاقة بين وجد وحفيدته، إضافةً إلى فيلم "الحيط" للمخرجة أوديت مخلوف، والذى يستعرض جوانب الحياة اليومية فى بيروت خلال فترة الحرب الأهليّة اللبنانية.
وفى مسابقة "صنع فى قطر"، تشارك أفلام "عقول القوة" لآمنة الخلف، وهو فيلم تجريبى يتحدث عن تمكين المرأة فى منطقة الشرق الأوسط، و"كلام الثورة" للمخرجات شانون فرهود، وآشلين رمضان، وميلانى فريدغانت، ورنا خالد الخطيب، وهو فيلم وثائقى بدأ كمشروع تخرج طالب من جامعة "نورثويسترن فى قطر"، ويستكشف أحداث ثورات الربيع العربى عبر ظاهرة موسيقى الهيب هوب فى منطقة الشرق الأوسط، إضافةً إلى فيلم "غزل - قصة راشد وجواهر" للمخرجة سارة الدرهم، وفيلم "مطر" للمخرجة رحاب العويلى، و"العاملة" للمخرجة منال أحمد، و"اسمه" للمخرجة هند فخرو، و"بدر" للمخرجات سارة السعدى وماريا عصامى ولطيفة الدرويش، و"هيج السكون" للمخرجة نور أحمد يعقوب.
ومن الأفلام المشاركة فى مسابقة السينما العالمية المعاصرة فيلم "أطفال سراييفو" من إخراج ماريا بيكيتش وإيسمير جاجولا، وهو يتناول قصة شقيقتين تعيشان فى سراييفو التى تمزقها المعارك والظروف الصعبة، وفيلم "من الخميس إلى الأحد" للمخرجة دومينغا سوتومايور، والذى يسرد قصة لوسيا ابنة الـــ10 أعوام التى غادرت بصحبة والديها وأخوها الصغير من سانتياغو شمال تشيلى لتنتهى رحلتها بانهيار الروابط العائليّة لأسرتها وتحول العطلة إلى رحلة وداع عاطفية، إضافةً إلى فيلم "فينوس وسيرينا" للمخرجتين مايكن بيرد وميشيل مايجور، والذى يوثّق قصة فينوس وسيرينا ويليامز اللتان تعتبران من أشهر بطلات التنس فى العالم.
وضمن مسابقة "العروض الخاصة"، تشارك المخرجة ناوومى كاواسى بفيلمها "ترايسيز"، وهو فيلم وثائقى شخصى جداً وغير اعتيادى يدور حول والدة المخرجة العجوز، وفيلم "تسونامى وشجرة الكرز" للمخرجة لوسى واكر، وهو قصيدة شعريّة بصريّة ساحرة ومؤثرة تتمحور حول طبيعة الحياة الزائلة وقوّة الشفاء التى تتمتع بها الزهرة الأكثر عشقاً لدى اليابانيين. وفى إطار برنامج "تحيّة إلى الجزائر"، تشارك المخرجة آسيا جبّار من خلال فيلم "نوبة نساء جبل تشيناو" الذى يوثّق حوارات مع نساء جزائريات بعد 15 عاماً من انتهاء حرب الاستقلال.
وإلى جانب الأفلام، سينظّم المهرجان جلسة نقاشية مع ميرا ناير تتحدث خلالها عن كواليس تصوير فيلمها "الأصولى المتردد".
ومع تمديد فترة المهرجان لهذا العام، سيتم عرض ما يزيد على 87 فيلماً من كافة أنحاء العالم. وستطرح هذه الأفلام العديد من الأفكار والمواضيع ضمن "مسابقة الأفلام العربية"، و"صنع فى قطر"، "والسينما العالمية المعاصرة"، إضافةً إلى العروض الخاصة، وتحية إلى السينما الجزائريّة".
ويتيح المهرجان لجمهور الحضور تجربة ثقافية غنية وشاملة من خلال إضافة صالات عرض جديدة فى العاصمة القطرية الدوحة، كما ستقام العروض الداخلية والخارجية فى الهواء الطلق ضمن "الحى الثقافى - كتارا"، و"متحف الفن الإسلامى"، وسوق "واقف".
ويحرص المهرجان على تعزيز مشاركة الجمهور وأفراد المجتمع المحلى من خلال استضافة باقة غنية من الفعاليات الاجتماعيّة المهمّة مثل "أيام الأسرة"، فضلاً عن عقد سلسلة من حلقات النقاش، وفعاليات للتواصل، والبرامج التعليمية حول صناعة الأفلام بما فيها "حوارات الدوحة" و"مشاريع الدوحة".