محمد أبوتريكة
يحتفل محمد أبوتريكة، نجم النادى الأهلى، فى مصر، والوطن العربى، اليوم، الأربعاء، بعيد ميلاده الـ34، ويعد أبوتريكة واحداً من أبرز المواهب التى أنجبتهم الكرة المصرية فى السنوات الأخيرة، بعدما قدم الكثير للمنتخب الوطنى، والقلعة الحمراء على مدار مشواره فى المستطيل الأخضر.
أبوتريكة كان وسيظل واحداً من أبرز رموز الكرة المصرية، وهو لقب ليس بالسهل أن يطلق على أى لاعب مثل أبوتريكة حيث الإخلاص والعطاء، والأخلاق الرفيعة، بجانب قدراته الفنية والتهديفية التى سحر بها جماهير الكرة العربية والأفريقية، حتى أطلق عليه لقب "زيدان العرب".
وضرب "الماجيكو" مثالا رائعاً فى الوفاء، بعدما رفض الاحتفال بعيد ميلاده، احتراماً لشهداء مجزرة بورسعيد الشهيرة والتى راح ضحيتها 72 من مشجعين الأحمر، حيث كان من المعتاد أن يحتفل اللاعبون بعيد ميلاد أبوتريكة عقب نهاية التدريبات، بإحضار "تورتة" لكن اللاعب رفض أى مظاهر للاحتفال بعيده ميلاده داخل النادى، وفاءً واحتراماً لشهداء بورسعيد.
ابن ناهيا
ولد أبوتريكة فى السابع من نوفمبر لعام 1978 بقرية "ناهيا" التابعة لمحافظة الجيزة، حيث نشأ فى أسرة فقيرة، وبدأ مشواره الكروى مع نادى الترسانة وهو فى الثانية عشرة من العمر، ونجح اللاعب الشاب فى لفت أنظار مسئولى القلعة الحمراء بصفة عامة، ومحمود الخطيب نائب رئيس النادى الأهلى بصفة خاصة، الذى أصر إلى التعاقد مع أبوتريكة وضمه إلى صفوف الأحمر عام 2004، بعدما أبدى إعجابه الشديد بمهارات اللاعب الفنية.
نجح أبوتريكة فى ترك بصمة جيدة مع الترسانة قبل انضمامه إلى الأهلى، بعدما نجح فى قيادة الشواكيش للصعود إلى دورى الأَضواء والشهرة موسم 2000\2001، وكان هداف الفريق، قبل أن يرحل إلى الأهلى، الذى كتب شهادة ميلاد نجم جديد فى الكرة المصرية.
أبوتريكة "الأهلاوى"
وسطر "الماجيكو" اسمه بأحرف من نور فى سجلات التاريخ، منذ انضمامه إلى الأهلى، حيث حقق معه العديد من الإنجازات والألقاب سواء مع الفريق، أو على المستوى الشخصى، أبرزها الفوز ببطولة دورى أبطال أفريقيا ثلاث مرات أعوام 2005، و2006، و2008، وكأس السوبر الأفريقى فى الأعوام ذاتها، بجانب الحصول على الميدالية البرونزية فى بطولة كأس العالم للأندية 2006 باليابان.
أما على صعيد المنتخب الوطنى، فقد فاز ببطولة كأس الأمم الأفريقية "مرتين" عامى 2006 و2008، قبل أن تحرمه لعنة الإصابات من تذوق طعم الفوز بالبطولة للمرة الثالثة عام 2010.
كما فاز أبوتريكة بالعديد من الجوائز الفردية أبرزها، جائزة "بى بى سى" لأفضل لاعب فى أفريقيا لعام 2008، واختياره سفيراً لبرنامج الأغذية العالمى للأمم المتحدة لمحاربة الفقر.
أبوتريكة "الإنسان"
ويعيش أبوتريكة حالياً، موسماً صعباً، وبالتحديد منذ وقوع أحداث بورسعيد الدامية، مطلع فبراير الماضى، والتى أسفرت عن سقوط 72 قتيلاً، فضلاً عن مئات المصابين، بعدما شاهد الموت بعينه، قبل أن يقرر الاعتزال حزناً على الشهداء.
وبعد ضغوط مكثفة من اللاعبين والجهاز الفنى والجماهير، تراجع أبوتريكة عن قرار الاعتزال، كما مر اللاعب بالعديد من المواقف الصعبة أبرزها فشله فى قيادة الفراعنة للصعود إلى بطولة كأس الأمم الأفريقية 2013، وإيقافه لمدة شهرين وتغريمه نصف مليون جنيه من جانب إدارة الأهلى، بعدما رفض المشاركة فى مباراة السوبر أمام إنبى، تضامناً مع أهالى شهداء بورسعيد، وجروب "ألتراس أهلاوى".
أبوتريكة مان
ويملك "الماجيكو" العديد من الأهداف الحاسمة، أبرزها الهدف الذى أحرزه عبر ركلة الجزاء الأخيرة، فى مرمى كوت ديفوار بنهائى كأس أمم أفريقيا 2006، كذلك الهدف الوحيد الذى أحرزه لمنتخب الفراعنة فى شباك الكاميرون، فى نهائى أمم أفريقيا 2008، والهدف التاريخى الذى لن يمحى من ذاكرة الأهلاوية، فى مرمى الصفاقسى التونسى فى نهائى دورى أبطال أفريقيا 2006 بملعب "رادس".
وتنتظر جماهير الأهلى فصلاً جديداً من فصول إبداع "الماجيكو" أمام الترجى التونسى، فى مباراة إياب نهائى دورى أبطال أفريقيا، المحدد لها 17 نوفمبر الجارى، بملعب "رادس"، خاصة وأن أبوتريكة دائماً من يرتدى ثوب البطولة، فى الأوقات الصعبة.