لا أعلم لماذا غابت القضية الفلسطينية عن المناظرة التى أجراها مرشحو الرئاسة المصرية عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح، التى أجرتها قناة فضائية مصرية خاصة يوم الخميس 9 مايو؟ هل هذا عن قصد؟ أم أن الفلسطينيين حصلوا على حقوقهم واستردوا كامل التراب الفلسطينى فى خضم الثورات العربية؟ أم أنها لا تعنى الرئيس القادم لمصر؟ أم أن المرشحين لا يرغبون فى إغضاب الأمريكان بإعلان تضامنهم مع حقوق الفلسطينيين الأصلية، والمتمثلة فى حدود 1948؟ أم لأن وجه نظر القائمين على المناظرة أن هذه القضية تخص الفلسطينيين وحدهم كما كان يروج إعلام مبارك؟

حاولت أن أجد إجابات لهذه الأسئلة التى تدور فى رأس كل وطنى حر شريف، وقلت لنفسى، لعل التمسك بتقديم تقرير طبى الذى طالب به المرشح الرئاسى أبو الفتوح أهم من التمسك بالحقوق الثابتة للشعب الفلسطينى، وأهم من أمن مصر الاستراتيجى تجاه دولة عنصرية همجية ذاق منها المصريون والعرب ويلات الحروب، ومازالت تعتبر هى التهديد الأول لأمن مصر؟ ولعل إكمال المناظرة النمطية غير الرسمية، والمضللة لوعى الشعب، بهذا الشكل أفضل، حتى لا يتذكر الشعب أن فلسطين بوابة مصر الشرقية، وهى خط الدفاع الأول عن مصر.

ويعود السؤال يدور فى رأسى، لماذا لم يطرح أى سؤال على المرشحين عن موقفهم من القضية الفلسطينية؟ على الرغم من أن المناظرات التى تتم فى انتخابات الرئاسة الأمريكية تمثل القضية الفلسطينية فيها المعيار الذى يرفع شعبية أى مرشح، ويدفع به إلى البيت الأبيض بسرعة الضوء، أى كلما أجحف المرشح حقوق الفلسطينيين، وتعهد بالحفاظ على أمن إسرائيل، كلما ارتفعت شعبيته، وحصل على أصوات أكثر، وضمن تأييد اليهود الذين يمثلون حوالى 70% من الكونجرس الأمريكى.

وأسال نفسى مرة أخرى، متى سيأتى مرشح رئاسى فى مصر يعيد لها عصرها الذهبى ومكانتها بين الشعوب العربية، وعندما يتحدث الرئيس المصرى ينصت العالم كله، ويقول لأمريكا وإسرائيل ارحلا من فلسطين واذهبا إلى الجحيم.