ا يكف العلم عن اكتشاف الجديد المثير من أسرار الكون حولنا. والآن يخبرنا الفلكيون بأنهم عثروا على كوكب فريد عبارة عن أكبر حجر كريم في الكون بأكمله.
يستطيع المرء أن يصف هذا الاكتشاف بأنه «درّة حقيقية». فالفلكيون يقولون إنهم على يقين من أنهم عتروا على كوكب تتألف كتلته بأكملها من الألماس.
ويقول هؤلاء العلماء في جامعة مانشيستر الانكليزية إن الكوكب الفريد كان نجما عملاق في «الطريق اللبنية» قبل أن يتحول الى كوكب صغير يتخذ كتلته من الألماس. وكان فريق الفلكيين، وهم من مختلف أنحاء العالم مثل استراليا والولايات المتحدة والمانيا وإيطاليا إضافة الى بريطانيا، قد تنبه أولا الى وجود نجم نابض وصفوه بأنه «غير عادي». وراحوا يراقبونه عبر تلسكوب خصصوه له في مرصد تشيشاير الفلكي.
وقاد هذا الأمر العلماء لاستكشاف القوة الجاذبة لكويكب صغير كان يدور في فلك ذلك النجم النابض. ويذكر أن النجوم على شاكلة هذا الأخير صغيرة نسبيا، بحجم مدينة حديثة صغيرة إذ لا يقل قطرها عن 16 كيلومترا، وتبث شعاعا من موجات الراديو. ويعتقد الفريق أن الكويكب – الألماسة هو كل ما تبقى من كتلته بعدما جرده النجم النابض الذي يحتويه في فلكه من المواد الأخرى.
ومن ناحية حجم الكوكب - الألماسة فإن قطره يبلغ ما يقل قليلا عن 65 ألف كيلومتر، أو خمسة أضعاف قطر الأرض. لكنه شديد القرب من النجم النابض بحبث أنه لو كان أكبر مما هو عليه لدمّرته جاذبية النابض الذي يدور أكثر من 10 آلاف مرة حول نفسه وله كتلة تعادل 1.4 تلك التي تتمتع بها الشمس.
ويقول الدكتور مايكل كيث، الذي قاد فريق البحيث، وفي ورقة نشرها على الجورنال العلمي «ساينس» إن الأرجح لتلك البقايا (غير الملفوظة الى النجم النابض) أن تتألف رئيسيا من الكريون والاوكسجين لأن الأجسام الفضائية المؤلفة من غازات أخف مثل الهيدروجين والهيليوم تكون أكبر من أن تتفق والسباحة في فلك النجم النابض المشار اليه هنا. ويمضي قائلا إن كثافة المادة المتبقية في الكوكب تعني أنها متبلورة بنفس الطريقة التي تحدث في الألماس.
ومن المعلومات المتاحة للعلماء عن هذا الجسم الفضائي غير المألوف أن النجم النابض الذي يحتويه في فلكه يقع على الطريق اللبنية ويبعد 4 آلاف سنة ضوئية عن الأرض في كوكبة تسمى «الثعبان». ويقول هؤلاء العلماء أن موجات الراديو التي يبثها تكشف أن الكوكب - الألماسة الذي يدور في فلكه يكمل دورته في ساعتين و10 دقائق وأن المسافة بين الاثنين حوالي 597 ألف كيلومتر وهو ما يقل قليلا عن نصف قطر الشمس. ورغم صغر حجمه فإن لذلك الكوكب كتلة تزيد قليلا عن تلك التي يتمتع بها المشتري.