ويعتبر العلاج باستخدام الخيول أحدى أنواع العلاج باستخدام الحيوانات واهمها، ولقد اخذ العلاج باستخدام الخيول أسلوبا علميا منظماً له أسسه العلمية، وأساتذته ومستخدموه، وسمي العلاج النفسي باستخدام الخيل، وهو من طرق العلاج النفسي الذي يتضمن استخدام الحصان في العلاج ويشمل مجموعة من النشاطات المتبادلة مع الحصان وطرق التعامل معه والقيام على رعايته وتدريبه وقيادته والقفز باستخدامه، ويقوم بهذا النوع من العلاج المعالج النفسي بمساعدة مدرب الخيول.
ويساهم العلاج باستخدام الخيول في علاج العديد من الاضطرابات النفسية والعصبية وذلك من خلال التأثير الايجابي على التواصل مع مختلف الأشخاص المحيطين وتنمية الثقة بالنفس والنمو العاطفي السوي وتحسين صورة الفرد عن ذاته، من خلال تمكين الشخص من السيطرة على حيوان كبير مثل الحصان وقيادته والتحكم به، الأمر الذي يعزز ثقة المريض بذاته وبقدراته، ويراجع عملية تقييمه لها من منظور إيجابي.
ولقد استخدم العلاج بركوب الخيل كإحدى تقنيات تعديل السلوك للأطفال والبالغين الذين لديهم مشكلات سلوكية، حيث استخدم الحصان كمعزز للسلوكيات الايجابية التي يمارسها الطفل، بحيث يقوم معدل السلوك بالسماح للطفل بركوب الحصان كلما أظهر سلوكاً تكيفياً مرغوباً فيه، وحرمانه من ذلك كلما ظهرت منه السلوكيات غير المرغوب فيها، وهذا ما يعرف فى تعديل السلوك باسم طريقة بريماك وهى تعتمد على استخدام النشاط المحبب لدى الطفل كمعزز لسلوكيات أخرى فكلما قام الطفل بأداء جيد يقوم المعالج بعملية تعزيز لهذا السلوك والتعزيز هنا يكون باستخدام النشاط المحبب لدى الطفل ومن أهم السلوكيات أيضاء التي يستخدم فيها هذا النوع من العلاج هي السلوكيات العدوانية التي تحتاج إلى التفريغ النفسي والانفعالي، وكذلك الأطفال الذين يعانون من الحركة الزائدة. وتقوم جلسات تعديل السلوك باستخدام الخيل على مبدأ أن العناية بالخيل وإطعامها وتقديم الرعاية لها والتدرب على ركوب الخيل سوف يجعل الشخص يركز أو يوجه انتباهه إلى أمور جديدة ويصرف تركيزه واهتمامه إلى المشكلة إلى يعاني منها، بمعنى أن رعاية الخيل والتدرب على قيادتها يوفر راحة عاطفية من المشكلة التي يعاني منها الفرد ويوفر له طاقة إضافية للتعامل مع الصعوبات التي يعاني منها.
ويعتبر الأطفال أفضل المرشحين للعمل مع الخيول لأن مجرد رؤية القليل حول كيفية التواصل مع الحصان ، يمكن الطفل من أن يتعلم كيفية تغيير أو مراقبة سلوكه حتى أولئك الأطفال الذين يعانون من اضطرابات عاطفية أو نفسية يمكن استخدام العلاج بالخيول معهم ، والطفل يستطيع في كثير من الأحيان إقامة علاقة بسهولة أكبر وأسرع من البالغين. فالأطفال تقبل الأمور على علاتها ، وأكثر انفتاحا على تطوير العلاقات على قدم المساواة بينه وبين الحصان بدلا من محاولة السيطرة عليه .
ومن خلال رعاية الخيل يكتسب الطفل الذي لديه مشكلات سلوكية مهارات جديدة تساعده فى نشاطات حياته اليومية وتخفف من التوتر والقلق النفسي أو الإحساس بالإحباط والخوف من الفشل أو الخوف من التعرض للانتقاد المستمر وخاصة الأطفال الذين يتعرضون لانتقاد مستمر من قبل الأبوين أو أفراد الأسرة. وإن تمكّن الطفل من قيادة الحصان والنجاح في تقديم الرعاية له، يساعد المعالج على تعديل كثير من السلوكيات غير المرغوبة لديه وتحقيق الأهداف العلاجية النفسية والسلوكية، ولقد طبقت العديد من برامج ركوب الخيل على الأطفال الذين يعانون من اضطرابات سلوكية، حيث تم تدريبهم على القيام بمجموعة من التمارين الرياضية بمساعدة الخيل بهدف التقليل من القلق وزيادة الدافعية عندهم وزيادة الثقة بالنفس وتطوير مهاراتهم الاجتماعية، وقد حقق هذا البرنامج نتائج جيدة وملموسة.
أما في حالة الأطفال الذين يعانون من التوحد واضطراب نقص الانتباه غالبا ما يكون الجهد المبذول من قبل العاملين مع الطفل من أجل تنمية التواصل ولقد أكد الكثيرون من الذين يمارسون العلاج بهذه الطريقة بان وضع الطفل مع الخيول ، يمكنهم من تحقيق الكثير من ذلك كما أن الكثيرون منهم أكد أن العلاج باستخدام الخيول يعمل على تحفيز الحواس عن طريق اللمس. وذلك باستخدام جلد الحصان، ولمس شعر الذيل، والأنف أللينة. كما أنهم يوكدون أن اكتشاف هذه الأحاسيس عن طريق اللمس كثيرا ما يساعد على جذب انتباه الطفل ، وحفز الطفل لتنمية المهارات أللفظية كما ان العلاج باستخدام ألخيول ينمى العديد من المهارات الحركية كما تساعد الطفل على تعلم مهارات جديدة. ، وزيادة ثقته بنفسه، مما يزيد من رغبته واستعداده لتعلم مهارات في المنزل أو في المدرسة. كما تزيد من قدرة الطفل على التفاعل اجتماعيا وذلك من خلال جلسات العلاج باستخدام الخيول والتي يتم فيها تعليم الطفل كيفية التفاعل مع الناس من خلال السماح للطفل بالعمل واللعب مع الأطفال الآخرين ، وتعليمه كيفية التعامل مع الصراع الذي يحدث فى العلاقات الاجتماعية ، كما أكد الذين يتعاملون بهذه الطريقة أن العلاج بالخيول ساهم كثيرا فى تحسين الحالة المزاجية للأطفال التوحديين فلقد قصوا كثيرا أن هناك ثورات غضب تحدث وان الأطفال يتوقفون فجاءه عند ممارسة العلاج بالخيول ويبتسمون ابتسامة هادئة وتحدث هذه الابتسامة بسهولة وبشكل متكرر .
وبالرغم من النجاحات العظيمة التي يتحدث عنها أصحاب هذه الطريقة إلا اننى أرى انه يجب إجراء العديد من الدراسات والبحوث للتأكد من النتائج حيث أن كثيرا من أنواع العلاجات تقوم بعمل المهدي لفترة قصيرة ثم سرعان ما ينقلب الحال وتصبح الحالة أسوا فالكورتيزون يساعدنا على الراحة وتخفيف الآلام ولكنه يهدم الكثير داخل جسم الإنسان
وأخيرا أتمنى ألا يمارس هذا النوع من العلاج إلا من قام بدراسته أو من له سابق معرفة به حتى لا يصبح هذا النوع من العلاج عمل من لا عمل له ويتسبب فى أضرار كبيرة للأطفال .
المصدر: ttp://kayanegypt.com
نشرت فى 13 نوفمبر 2010
بواسطة kayanegypt
جمعية كيان لرعاية ذوي الإحتياجات الخاصة
جمعية أهلية , لا تهدف للربح . تعمل في مجال رعاية و تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال تقديم الخدمات التأهيلية لهم بشكل متكامل , بواسطة فريق من المتخصصين. تهدف إلى تقديم نموذج رائد للتأهيل في مصر و الوطن العربي, و تنمية و تاهيل الكوادر المتخصصة و تكوين توجه إيجابي »
تسجيل الدخول
ابحث
أقسام الموقع
عدد زيارات الموقع
1,705,357
مركز كيـــان للتدريب
" إن التدريب بمثابة إستثمار للموارد البشرية المتاحة في مختلف مستوياتهم و تعود عوائده على كل من المؤسسة والموارد البشرية التي تعمل بها "
- بدأت فكرة إنشاء مركز كيان للتدريب والتنمية والاستشارات في بداية عام 2007 حيث عقد مجموعة من الدورات التدريبية التمهيدية في جمعية كيان للوقوف علي مدي احتياج مجال التربية الخاصة وذوي الاحتياجات الخاصة للتدريبات.
- بدأ تجهيز قاعة مخصصة لمركز التدريب في بداية عام 2008 و بدأ النشاط الفعلي للمركز في شهر مارس 2008.
ساحة النقاش