يأتي تفجير خط الغاز القريب من مدينة العريش ليطرح أسئلة حول استهداف مشروعات لها دور مهم، في تنمية سيناء، حيث أن خط الغاز جزء من عدة مشروعات، تستهدف تنمية سيناء، أم أن هذا التفجير تعبير عن احتقان، بعض البدو، أم أن أصابع الاتهام تشير لعناصر خارجية.
وكان مجهولون قد قامو صباح اليوم في تمام الساعة 8.55 صباحا بتفجير محطة تغذية خطوط الغاز الواقعة بجوار مطار العريش والذي يتجه إلي خط الغاز العربي والمنطقة الصناعية بوسط سيناء وقد تم غلق محابس الغاز من منطقة القنطرة شرق وكذلك المحابس الداخلية وقد تمت السيطرة على المحابس وارتفعت ألسنة اللهب عشرات الأمتار في السماء.
وكانت الحكومة المصرية قد قررت تأسيس شركة تحمل الشركة اسم سيناء للخدمات البترولية على أن يكون 50٪ من العاملين بها من أبناء سيناء، وتقوم الشركة بتقديم مختلف أنواع خدمات العمليات البترولية من حفر آبار ومد أنابيب بترول وبناء مستودعات تخزين وتوريد المواد الكيماوية والمهمات والمعدات وبعض أعمال الصيانة وقياسات وتحاليل للتربة، وتغذية وإعاشة وتوريد عمالة، ويعين كل من رئيس الشركة ورئيس شئون العاملين من أبناء سيناء .
وتستهدف الرؤية الإستراتيجية لقطاع البترول تنمية سيناء من منطلق المصالح الوطنية العليا، باعتبارها قضية أمن قومي.
وقال اللواء جابر العربي رئيس مجلس مدينة العريش أنه في إطار توفير المزيد من فرص العمل لأبناء سيناء تم تأسيس شركة سيناء للغاز للإسراع في توصيل الغاز الطبيعي لجميع مدن سيناء حيث وصل الغاز إلى محطات كهرباء عيون موسى وشرق التفريعة والعريش وكذلك تم توصيل الغاز لمصنعي أسمنت سيناء الرمادي وأسمنت شمال سيناء.
ويبلغ طول المسار 193.5 كم من شرق القناة حتى الشيخ زويد - بتكلفة 192.5 مليون دولار - تم الانتهاء من خط الغاز في نهاية ديسمبر 2000م .
وتقوم شركة جاسكو بتنفيذ خط غاز إلى منطقة الصناعات الثقيلة بوسط سيناء بطول 45 كم بتكلفة 69 مليون جنيه .
هذا وتقوم شركة غاز الشرق بتنفيذ خط غاز العريش - طابا بطول 250 كم لخدمة أغراض التصدير للمشرق العربي .
كما كان يجرى العمل لتنفيذ خط فرعى بمعرفة شركة جاسكو لتغذية محطتي كهرباء المساعيد الغازية والبخارية بطول 7.5 كم بتكلفة 13 مليون جنية
هذا الخط من الخطوط الرئيسة والدولية للغاز ، والتي تغزى بها بعض البلاد المجاورة ومنها إسرائيل .
وجاء إنشاء الشركة ليس فقط لخدمة سياسات قطاع البترول المتواصلة لإضافة احتياطيات جديدة وإنما لتوفير فرص عمل لأهالي سيناء لرفع مستوى معيشتهم فضلاً عن توفير الطاقة اللازمة لإقامة مجتمع صناعي يساعد على الاستقرار وتوطين العاملين واستكمال البنية الأساسية وبالتالي جذب السكان.
وتنفرد سيناء بمزايا متعددة بين مناطق إنتاج الزيت الخام في مصر إلى جانب موقعها الإستراتيجي فإن حقولها تعطى أنواعاً مختلفة من الزيت الخام وبدرجات جودة قياسية.
أما علي صعيد إمداد الغاز فقد تم توصيل الغاز الطبيعي إلى إسرائيل والأردن وسوريا جميعهم تقع خطوطهم بمنطقة وسط سيناء ويتم التحكم فيه من خلال محابس خاصة.
لكن شمال سيناء فى موقف صعب بسبب التوتر المستمر بين الأمن المصري والبدو وسط سيناء، سواء بسبب ملاحقة الهاربين من أحكام قضائية أو البحث عن عناصر أخرى تتعاون مع الأمن وترشد عن أبناء قبيلتها المطلوبين أمنياً، وما بين الخيارين، توشك سيناء أن تشهد حروباً قبلية ومعارك عنيفة بين البدو والشرطة، مما دفع العشرات من البدو إلى التهديد باستهداف خط الغاز المؤدى إلى إسرائيل ومنشآت أخرى حيوية في حالة استمرار الملاحقات الأمنية وما يقولون أنه امتهان كرامة البدو وحرمة بيوتهم.
وكانت اشتباكات بين البدو والشرطة فى مناطق البرث ووادي العمرو وأم شيحان، قد نشبت قبل أيام خلال موجة الاحتجاجات بسبب الظلم الذي يرون أنهم تعرضوا له من الأمن.
عدد من المحتجين البدو اتخذوا من الجبال ملاذا آمنا لهم السلاح والحيوانات البرية وهم يرون أنهم عادوا إلى المربع صفر لما قبل عام 2007، لأنه بعد اعتصام ومظاهرات 2007 وعدتهم الداخلية بالإفراج عن المعتقلين والنظر في الأحكام الغيابية وإطلاق سراح الأبرياء من السجون وحسن معاملة البدو بخلاف قضايا التنمية كل ذلك لم يتحقق منه شيء وباتت وعود الداخلية وهمية، وهم يرون أنه ليس أمامهم إلا المطالبة بتدخل جهات سيادية في سيناء لنتعامل معها لرغبة جارفة في عدم التعامل مع الداخلية التي تصعد في المداهمات. وفي حال إستمرار التصعيد فإن ذلك سيحيل سيناء إلى جحيم وفقا لمصادر قبلية.
موسى الدلح من قبيلة الترابين يقول، إن البدو حماة الحدود من القدم و"نستطيع أن نحمى ونمنع كل شيء بشرط أن تلتزم الداخلية الهدوء معنا ولا تصعد"، مشيراً إلى أن البدو لديهم الكثير من وسائل الضغط .
ويضيف: بعد الظروف الحالية، قام أبناء سيناء بحماية منشآت مصر الحيوية وخاصة خط الغاز الطبيعي بسيناء إلا إن ما حدث هو بالتأكيد بسبب تسلل عناصر إرهابية خارجية عندما استيقظت مدينة العريش على أصوات انفجار ضخم صباح اليوم.
تقع محافظة شمال سيناء في شمال شرقي مصر بين خطى طول 32،34 شرقاً وخطى عرض 29، 31 شمالاً، ويحدها شمالاً البحر المتوسط بطول 220 كم، أما جنوباً فخط يمتد من جنوب ممر متلا حتى رأس النقب ويحدها من الشرق الحد السياسي لمصر مع إسرائيل أما غرباً فيمثل خط ممتد من ممر متلا جنوباً حتى بالوظة شمالاً.
وتبلغ مساحة شمال سيناء حوالي 27564 كم2 ويقدر عدد سكانها التقديرى بـ 311 ألف نسمة لعام 2005، وتنقسم الملامح الجغرافية بشمال سيناء إلى نوعين متميزين أولهما البيئة الساحلية التي تضم السهول الشمالية التي تتاخم البحر المتوسط بعمق 20 - 40كم وهي مغطاة بالكثبان الرملية المتموجة والمنبسطة.
أما النوع الثاني من الملامح الجغرافية هو البيئة الصحراوية التي تسود وسط شمال سيناء والتي تقع في أغلبها منطقة الهضاب والتي تتميز بوجود مجموعة من الجبال العالية والمنفصلة مثل جبل المغارة (776م فوق سطح البحر) وجبل الحلال (881م فوق سطح البحر) وجبل يلق (1094م فوق سطح البحر).
ساحة النقاش