الخميس، 30 أغسطس 2012 - 10:01
افتتح الرئيس محمد مرسى الدورة السادسة عشرة لقمة دول حركة "عدم الانحياز" صباح اليوم الخميس، فى العاصمة الإيرانية طهران التى تستمر أعمالها لمدة يومين بمشاركة نحو 120 دولة، مشددا على أن مصر بعد الثورة عازمة على أن تكون طرفا دوليا فاعلا.
وأشاد مرسى فى بداية كلمته التى ألقاها اليوم بالجهود التى بذلتها كوبا ودورها فى الحركة خلال السنوات التسع الماضية، كما استهل الرئيس خطابه بالثناء على الصحابة "أبوبكر وعمر وعثمان وعلى".
كما أكد أن دعم السوريين فى نضالهم هو "واجب أخلاقى"، كما أكد أن نزيف الدم السورى فى رقابنا جميعا.. وقد انسحب الوفد السورى إلى قمة "عدم الانحياز" مع بدء حديث الرئيس مرسى عن الملف السورى.
وقال مرسى: "نحن مطالبون بتوفير الدعم السياسى لحصول فلسطين على عضوية الأمم المتحدة"، مضيفا: "علينا الحفاظ على حقنا فى استخدام الطاقة النووية، وسنحافظ على التزامنا بدعم حركة عدم الانحياز للقيام بدورها".
وقال الرئيس "نجتمع اليوم فى واحدة من أهم اللحظات فى تاريخنا المعاصر بعد ثورة الشعب المصرى، هذه الثورة التى بدأت قبل سنوات لكن نتائجها تبلورت فى 25 يناير".
ونوه مرسى إلى أن الثورة المصرية مثلت حجر الزاوية فى "الربيع العربى" ونجحت فى تحقيق أهدافها السياسية لنقل السلطة إلى الحكم المدنى"، مشيرا إلى أن مصر اليوم دولة دستورية وديمقراطية وحديثة.
ونبه مرسى إلى التحديات الجمة التى تواجهها الدول الأعضاء فى حركة "عدم الانحياز"، وقال "إن النظام الدولى الراهن يتعرض لاختبار بشأن الأزمات العالمية، وأن قدر حركة عدم الانحياز أن تلعب دورا محوريا فى هذه المرحلة لمواجهة جميع مظاهر التمييز والتعصب والإرهاب الدولى الممنهج وأزمة المناخ".
وأشار مرسى إلى أن الحركة لم تغير مبادئها رغم تغير الخريطة السياسية للعالم، لكنها رغم ذلك حافظت على ثوابتها رغم تغير الخريطة السياسية وطبيعة العلاقات الدولية.
وتقدم الرئيس مرسى للقمة بتقرير مفصل عن فترة رئاسة مصر الدورية لحركة "عدم الانحياز".
ونوه الرئيس محمد مرسى- فى كلمته فى افتتاح القمة 16 لقمة "عدم الانحياز"- إلى أن الحركة نجحت فى تحويل رؤى آبائها المؤسسين من مبادئ إلى أفعال.. وقال: "الحركة نجحت فى تحويل رؤى آبائها المؤسسين من مبادئ إلى أفعال، ومن فكر إلى سلوك، ومن مكمن ضعف إلى مكمن قوة على الساحة الدولية.
وفيما يلى نص كلمة الرئيس محمد مرسى:
"الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله، "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"..السيد الرئيس محمود أحمدى نجاد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، السادة أصحاب السمو والفخامة الملوك والرؤساء، ورؤساء الوزراء والوزراء.
السيد ناصر عبد العزيز رئيس الدورة 66 للجمعية العامة للأمم المتحدة، السيد بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة والسادة الحضور.
أعلن افتتاح القمة 16 لحركة دول عدم الانحياز، يسعدنى أن أشارك معكم اليوم فى فعاليات القمة السادسة عشر لحركة عدم الانحياز، تلك الحركة التى نجحت فى تحويل رؤى أبائها المؤسسين من مبادئ إلى أفعال، ومن فكر إلى سلوك، ومن مكمن ضعف إلى مكمن قوة على الساحة الدولية.
ولا يفوتنى أن أجدد الشكر لجمهورية كوبا لما قدمته من عمل صادق لدفع مسيرة حركة دول عدم الانحياز خلال فترة عضويتها بتلك الحركة فى الأعوام التسعة الماضية، وأن أرحب بعضوية "تورويكا" الجديدة و الجمهورية البلوفيرية الفنزولاية التى ستستضيف القمة السابعة عشر للحركة فى عام 2015 إن شاء الله.
أرحب بكل حب وإخلاص بالسيد بان كى مون أمين عام الأمم المتحدة والسيد ناصر عبد العزيز رئيس الوزارة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة، وأن أثنى بحق على مشاركتهما فى فعاليات هذه القمة المهمة التى تنعقد بطهران.
نجتمع اليوم فى واحدة من أهم اللحظات فى تاريخنا المعاصر بعد ثورة مصر، بعد ثورية الشعب المصرى السلمية التى كانت بدايتها قبل ذلك بسنوات، ولكنها تبلورت فى الخامس والعشرين من يناير من عام 2011 حيث تحرك المصريون على قلب رجل واحد ليغيروا نظاما استبد بهم ولا يتحرك لمصلحة هذا الشعب.
استطاع المصريون بفضل الله ثم بتضامنهم ووحدتهم أن يعبروا مرحلة انتقالية صعبة فيها الكثير من التحديات وكانت وحدة الصف ووحدة الفعالية ووحدة الأهداف وقوة الأداء وسلمية هذه الثورة وانضمام الشعب والجيش وتوحد هذه الفعالية بين جيش مصر الأبى وشعبها صاحب التاريخ الطويل فى النضال وفى الجهاد وفى مقاومة كل أنواع الظلم والاستعمار.
ولعل بدايات حركة دول عدم الانحياز كانت أيضا بمشاركة فاعلة من مصر بقيادتها حين إذن التى كانت تعبر عن شعبها، فلقد كان عبد الناصر يعبر عن إرادة الشعب فى كسر الهيمنة الخارجية على إرادة الشعوب الناهضة فى ذلك الوقت.
لقد مثلت الثورة المصرية فى الخامس والعشرين من يناير حجر الزاوية بالنسبة لحركة الربيع العربى، حيث كانت قبلها بأيام قليلة ثورة تونس، ثم تلتها ثورة ليبيا واليمن والآن ثورة سوريا على النظام الظالم فيها.
لقد نجحت بفضل الله الثورة المصرية فى تحقيق أهدافها السياسية فى انتقال السلطة الآن إلى سلطة مدنية حقيقية تم انتخابها بإرادة المصريين وحدهم، الآن مصر دولة مدنية بكل معنى الكلمة، الآن مصر هى الدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة التى يتولى أبناؤها بإرادتهم دفة أمورهم كاملة.
وحرص مرسى عند نقله رئاسة الدورة السادسة عشرة لدول عدم الانحياز المنعقدة فى طهران اليوم إلى الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد على اعتماد قاعدة "التصويت" برفع الأيدى على اختيار نجاد من جانب رؤساء الوفود المشاركين رئيسا لدورة السادسة عشرة للقمة.
وسأل مرسى الحضور فى القاعة، هل توافقون؟ ورفعوا أيديهم بالموافقة بالإجماع، عندها أعلن الموافقة على اعتماد نجاد رئيسا للدورة الجديدة لحركة "عدم الانحياز".
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال الرئيس محمد مرسى "يجب إقرار حق الشعب الفلسطينى فى تقرير المصير وتأسيس دولته، وينبغى علينا دعم حق الشعب الفلسطينى فى إنشاء دولته العضو فى الأمم المتحدة وإن مصر ستدعم أى تحرك فلسطينى فى الجمعية العامة أو مجلس الأمن إذا ما قررت القيادة الفلسطينية ذلك".
وحث مرسى الفلسطينيين على إتمام المصالحة الوطنية، وقال "مصر تستنكر قيام إسرائيل بمنع وزراء من حركة عدم الانحياز من عقد اجتماع فى رام الله، وهم المطالبون بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطينى وتسليط الضوء على معاناته".
وبالنسبة للملف السورى، أكد مرسى أن مصر على أتم الاستعداد للتعاون مع كل الأطراف لحقن الدماء فى سوريا، وقال: إن مصر تدعو الأطراف الفاعلة لاتخاذ مبادرتها من أجل وقف نزيف الدم وإيجاد حل للأزمة فى سوريا.
ولفت مرسى إلى التحديات الإضافية التى تستدعى تعزيز أواصر التعاون بين شعوب الحركة ومصر، وقال "ندعم مبادرة إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وكافة أسلحة الدمار الشامل، فكل دول المنطقة دخلت فى معاهدة حظر الانتشار النووى باستثناء إسرائيل"، منوها فى الوقت ذاته بأن مصر تدعم حق استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية.
وشدد مرسى على أن نجاح حركة عدم الانحياز مرتبط بموقف أعضائها المشترك دون التخلى عن ثوابت ومبادئ الحركة، مؤكدا تمسك أعضاء الحركة أكثر من أى وقت مضى بهذه المبادئ.
من جانبه، قال الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد- خلال كلمته فى الجلسة الافتتاحية لقمة عدم الانحياز بطهران- إننا نجتمع اليوم لبحث مجريات أحداث العالم، وأنا متأكد أن هذا العالم غير راض عن الأوضاع السائدة من افتقاد للحرية والعدالة ومحاربة الفقر.
وأكد أن القمة تأتى لمناقشة أهم التطورات التى طرأت على العالم والوصول إلى واقع أفضل للعالم، لافتا إلى أن هناك بعض الدول والمجموعات والقوى التى تسيطر على العالم، كما أن بعض الدول تعمل على نهب ثروات وممتلكات دول أخرى.
وأضاف: أن بعض الدول تصبح عرضة لهجمات الدول الكبرى، حيث يتم غزوها وانتهاك حقوقها ومن ثم بيع الأسلحة وتجارة البشر ونشر زراعة المخدرات الأمر الذى يهدد الأمن والسلم، مؤكدا أن المؤسسين لهذه الحركة رفعوا أصواتهم، احتجاجا على ذلك لكن البعض يلوم بعض الدول لشيوع هذه الأحداث قائلا: "هناك أشخاص يعملون بإخلاص لإنقاذ الوضع الراهن".
وتابع: أن العالم يسعى لمكافحة الفقر، كما أن معظم دول العالم تعانى من ديون خارجية تفوق إنتاجها، فى الوقت الذى تقوم فيه الولايات المتحدة بتزييف وثائق بقيمة مليارات الدولارات وتفرض الحروب على الأمم من أجل زيادة أرباح الدول الغربية، مؤكدا وجود مجموعة قليلة من الدول تستغل خيرات بقية دول العالم لكن حوكمة العالم الحالية هى المسئولة عن الوضع الراهن.
وحول الوضع فى فلسطين، أكد نجاد أن مجلس الأمن لم يفعل شيئا للفلسطينيين سوى تعزيز وضع الكيان الإسرائيلى على الرغم من أن معظم دول العالم تؤمن بحقوق الشعب الفلسطينى، وقال: إن "هذا المجلس احتل مكان الجمعية العامة التى تضم كل دول العالم وبات يتخذ القرارات بدلا عنها ولذا فإن الأمم والحكومات المستقلة لا يمكنها الذهاب إلى مجلس الأمن لنيل حقوقها حتى يتغير الوضع الحالى الذى يسود القرارات وهو ما يتطلب كذلك إصلاحات جذرية".
وأكد نجاد أن حركة دول عدم الانحياز يمكن أن تساعد الأمم المتحدة على إصلاح منظومتها، قائلا "يمكن لحركة عدم الانحياز القيام بتحركات مهمة للغاية تحقق السلام والأمن العالميين".