محمد نوح
بدأ الفنان الراحل حياته في المسرح الغنائي المصري كمطرب وممثل، واشتهر بقدرته الفائقة على عزف عدة آلات موسيقية، بينها البيانو والعود والكمان والناي.
محمد نوح تخرج من كلية التجارة في جامعة الإسكندرية، ثم نال دبلوم معهد الموسيقى العربية، كما درس في جامعة ستانفورد الأميركية في التأليف الموسيقي.
ولحن محمد نوح موشحات وأغنيات لمطربين كبار، بينهم نجاح سلام، وعلي الحجار، ومحمد الحلو، ومحمد ثروت، وعفاف راضي، كما وضع الموسيقى التصويرية لعدد كبير من الأعمال الفنية، وتولى إخراج عمل سينمائي بعنوان "رحلة العائلة المقدسة".
وكون الراحل في أعقاب حرب عام 1973 فرقة «النهار» الغنائية، وقدم من خلالها موجة جديدة من الأغاني الوطنية الحماسية، وفي مرحلة تالية من حياته كون «رباعي نوح» الذي تكون من ابنه وابنتيه بالإضافة إليه، كما أسس فرقة «النهار» المسرحية التي قدمت عددا من الأعمال.
وتعتبر أغنيته الشهيرة على الإطلاق «مدد مدد شدي حيلك يا بلد» التي باتت أحد أيقونات النضال المصري في مجالات كثيرة، وتم ترديدها على نطاق واسع خلال أحداث الثورة المصرية، ومن أشهر وأبرز أغانيه «دلعو يا دلعو والحب محدش منعو»، و«بحبك يا حياة»، و«لا على بالي»، و«حبيبتي يا حبيبتي».
وظهر الراحل كممثل في عدد من الأفلام السينمائية، أشهرها «الزوجة الثانية»، و«شباب في العاصفة»، و«السيد البلطي»، ووضع موسيقى أفلام «قلب جرئ» و«كريستا».
كما لحن الرحل محمد نوح أول أوبريت مصري عالمي حمل اسم «انقلاب»، وكان آخر ما كتب الراحل صلاح جاهين قبل وفاته.
وكان الفنان الراحل قد قرر الاعتزال في أوائل التسعينيات، لكنه كان يقطعه على فترات متباعدة بأعمال فنية قليلة وظهور نادر في وسائل الإعلام، بينما كان يقضي معظم وقته في القراءة ومتابعة الأحداث الجارية.
وشهدت السنوات الأخيرة تدهورا ملحوظا في صحة الفنان الكبير، كان أكثرها ضررا بالنسبة إليه ضعف قدرته على التركيز البصري، الذي منعه من هوايته الأهم وهي القراءة، والتي استبدلها شيئا فشيئا بمتابعة التليفزيون.
ورحل الفنان الكبير محمد نوح، فجر اليوم الأحد، عن عمر يناهز الخامسة والسبعين، بعد صراع طويل مع المرض، حيث كان يعانى من اضطرابات بالقلب، دخل على إثرها المستشفى، ليخضع لبعض الفحوصات الطبية.
ومن المقرر أن تقام مراسم تشييع الجنازة، اليوم الأحد، بعد صلاة الظهر، من مسجد رابعة العدوية بحي مدينة نصر شرقي القاهرة.