الاثنين 25 يونيو 2012 - 03:37 م نيويورك تايمز: البيت الأبيض يشعر بارتياح بعد خسارة شفيق وتجنب احتجاجات عنيفة في الشارع المصري لرفضه كتب: شيماء محمد
الصحيفة: أوباما في موقف حرج بعدما أصبح مؤيدا لعدو واشنطن السابق وناقدا للحلفاء القدامى في مصر
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا تشير فيه الى أن نتائج الانتخابات فى مصر تركت البيت الابيض مرتاحا ولكن حذرا، حيث أن فوز مرشح الإخوان المسلمين يمكن أن يحافظ على مسار انتقال البلاد إلى الديمقراطية على الطريق الصحيح.
كما أن نتائج الانتخابات بددت مخاوف متزايدة داخل الادارة أن لجنة الانتخابات في البلاد ستبطل الانتخابات الرئاسية الأخيرة وتعلن قائد سلاح الطيران السابق، أحمد شفيق، رئيسا للبلاد. حيث كان مسؤولون أمريكيون قلقون من أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تفجر احتجاجات عنيفة بين أكثر من 100 ألف من المصريين الذين تجمعوا في ميدان التحرير لمطالبة الجيش بالتنازل عن السلطة لحكومة مدنية كما وعد.
وتقول الصحيفة انه مع انتزاع فتيل هذا الخطر -- على الأقل في الوقت الراهن -- باعلان فوز مرسى , دعا البيت الابيض الدكتور محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين ، " للدفع من أجل وحدة وطنية من خلال التواصل مع جميع الأطراف والدوائر الانتخابية في المشاورات حول تشكيل الحكومة الجديدة " . كما أشار بيان البيت الأبيض أيضا إلى الجنرالات الحاكمين في مصر ، الذين قاموا بحل البرلمان ، انه " يتطلع الى اتمام عملية الانتقال إلى حكومة منتخبة ديمقراطيا ."
ونقلت الصحيفة الامريكية عن روبرت مالي ، مدير قسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا في مجموعة الازمات الدولية , قوله أن " رسالة البيت الابيض إلى الاثنين تعنى : لا تخربوا هذه الخطوة ، من فضلكم " ,وأضاف أنه " بالنسبة للولايات المتحدة ، فإن الأولوية هي أن العملية الانتقالية تمضي بسلاسة ، من دون عنف وبأقل قدر من عدم الاستقرار . ولكن الولايات المتحدة ليس لديها نفوذ كبير على الأحداث حيث الغرب مشكوك فيه من قبل جميع الاطراف في مصر " .
وتشير نيويورك تايمز أنه بالنسبة للرئيس أوباما، الذي تحدث هاتفيا مع كل من مرسي وشفيق يوم الاحد، فان ازمة صراع السلطة الجارية في مصر قد وضعته في موقف حرج : حيث اصبح مؤيدا لعدو أمريكا منذ وقت طويل، وناقدا لحليف أمريكا في الوقت نفسه.
فدافعت ادارة اوباما عن الشارع العربى وارادته التى حققت الفوز لجماعة الاخوان المسلمين فى حين انتقدت القيادة العسكرية المصرية التى , للمفارقة , خدمت على مدى 30 عاما كحصنا لحماية أهم مصدر للقلق الامريكى فى الشرق الاوسط المتمثل فى معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر واسرائيل .
وفى اشارة الى الضغوط على المجلس العسكرى قال محللون أن المزيج بين الحشود الغاضبة المتزايدة في ميدان التحرير وتحذيرات من الإدارة الامريكية والمجتمع الدولي قد أثر على العسكريين لتجنب حدوث مواجهة دموية محتملة حول الرئاسة . كما كان قد حذر كثير من النواب الأميركيين من ان العلاقة التى عمرها عقود بين واشنطن والجيش المصرى , المستفيد من نحو 1.3 مليار دولار من المساعدات الأميركية , يمكن أن تتهدد إذا أستمر الجنرالات على رفضهم بالالتزام بنتائج الانتخابات . وكان وزير الدفاع ليون بانيتا على اتصال مع المشير محمد حسين طنطاوي .
وتحدث الجنرال مارتن ديمبسي ، رئيس هيئة الأركان المشتركة، عن طريق الهاتف مع نظيره المصري اللواء سامي عنان، مرتين الاسبوع الماضي يوم الاثنين ويوم الجمعة. ورفض أحد المساعدين العسكريين الكبار مناقشة مضمون هذه المكالمات لكنه قال إن الضباط ناقشا الوضع في مصر "فيما يتعلق بالانتخابات والقضايا الأمنية في سيناء".
ورغم ذلك قال العديد من المحللين أن اعتراف الجيش المصري بفوز السيد مرسي ، رغم انه أمر هام من الناحية الرمزية، الا انه لا يلغي الاعلان الدستورى المؤقت الذى اصدره الجيش والذى يجرد الرئيس الجديد من معظم صلاحياته .
ونقلت الصحيفة عن عيد حسين ، وهو زميل بارز لدراسات الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن ، أن "الرئاسة هدية من المجلس العسكرى ، ويمكن سحبها بسهولة جدا من قبل المجلس العسكرى" , وأضاف أنه "لا توجد ضمانات مؤسسية لحكومة مدنية، بالتالى لا ينبغي ان نتحمس للغاية ." وقال إن "الولايات المتحدة بحاجة الى مواصلة الضغط على القيادة العسكرية لتكون خاضعة لأدارة مدنية "، وأضاف "لا يوجد حاليا أي حوافز للمجلس العسكري لتسليم السلطة " .
وقال احد كبار مسؤولي الادارة الامريكية أن السفيرة الاميركية في مصر ، آن باترسون، كانت قد نصحت المسؤولين في واشنطن بعدم اصدار الكثير من الضوضاء والتصريحات علنا حتى بعد قرار الانتخابات ، خوفا من تفاقم الوضع السياسى المتوتر بالفعل الجاري في القاهرة.فمنذ أن بدأت الحركة الديمقراطية في مصر العام الماضي ، تكافح إدارة أوباما لتحقيق التوازن الصحيح بين الاستقرار والديمقراطية . لكن في الأشهر الأخيرة، انحازت الادارة الامريكية على نحو متزايد الى جانب الشارع العربي، محذرة الجيش بشكل صريح أنهم ليسوا سوى حكومة انتقالية مؤقتة وليس عصبة عسكرية حاكمة مستمرة.
وتشير نيويورك تايمز أن هذه الاستراتيجية هى عالية المخاطر، لأن المستفيد الأكبر هو جماعة الاخوان المسلمين، التي لا تهدف بالضرورة ان تكون متوافقة مع مصالح الأمن القومي الأميركي . ونقلت الصحيفة عن إدوارد ووكر، سفير الولايات المتحدة السابق فى مصر ، فى برنامج فى شكبة سي ان ان الاخبارية الامريكية , " انه سيكون من الصعب للغاية بالنسبة لنا العمل مع جماعة الاخوان المسلمين ، وخصوصا أننا قد عزلناها وتجاهلناها على مدى السنوات ال 30 الماضية".
وقال السناتور جون كيري، وهو ديمقراطى يشغل منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية ، يوم الاحد انه خلال زيارته الأخيرة إلى مصر، التزم مرسي بحماية الحريات الأساسية، بما في ذلك حقوق المرأة وحقوق الأقليات والحق في حرية التعبير والتجمع . وأضاف السيد كيري فى بيان أن السيد مرسي قال أيضا أنه يفهم أهمية العلاقات مع أمريكا وإسرائيل فى مرحلة بعد الثورة .
لكن، رغم كل ذلك، قال كيري: "في نهاية المطاف، وكما هو الحال في أي مكان في العالم ، الأفعال ستكون أكثر أهمية من الكلمات "