محمد الظواهرى
كتب ــ مصطفى هاشم وأحمد عويس:
أثار احتفاء بعض الشباب السلفى فى ميدان العباسية مساء أمس الأول بالشيخين محمد الظواهرى ــ الشقيق الأكبر للشيخ أيمن الظواهرى زعيم القاعدة ــ والشيخ مصطفى مرجان أحد قيادات تنظيم الجهاد، بصحبة الداعية السلفى محمد حسين يعقوب، وترديد المتظاهرين شعارات جهادية ومخاوف البعض من العودة إلى مسلسل العنف والعنف المضاد بين المجموعات الجهادية والدولة، لاسيما بعد ذبح شاب سلفى خلال اشتباكات العباسية على يد مجهولين.
وكانت مسيرة تضم العشرات من المعتصمين يتقدمها ملثمون بغطاء أسود على الوجه، رافعين الأعلام السوداء، قد طافت محيط وزارة الدفاع، مساء أمس الأول، تقدمها الشيخ محمد الظواهرى، الذى خاطب المعتصمين قائلا: «جئنا لتطبيق شرع الله وإسقاط العسكر».
وأكد الظواهرى أنهم جاءوا بمسيرتهم إلى وزارة الدفاع لتطبيق شريعة الله التى لا بديل عنها، وإسقاط حكم العسكر بعد أن استحل دماء المصريين فى مظاهرتهم السلمية بميدان العباسية، مضيفا خلال كلمته المقتضبة «لا بديل عن الشرع والإسلام ليحكم بيننا».
وردد المحيطون بالظواهرى هتافات «حاكم حاكم بإذن الله»، «بالروح بالدم نفديك يا إسلام»، «يسقط يسقط حكم العسكر»، «الظواهرى قال لله الجهاد عرف الله».
وتساءل مدير مركز الأهرام للدارسات السياسية والاستراتيجية الباحث فى ملف الحركات الإسلامية ضياء رشوان: هل رؤية الشيخ الظواهرى أو مرجان للصراع السياسى تحكمها جماعة الجهاد؟»، مؤكدا أن «الشعارات التى رددها أنصارهم هى شعارات جهادية وتخيف أى متابع»، لافتا إلى أن حزب البناء والتنمية ــ الذراع السياسية للجماعة الإسلامية ــ رفض الاعتصام أمام وزارة الدفاع وطالب المعتصمين بالرجوع إلى ميدان التحرير.
وتابع رشوان لـ«الشروق»: هذه الشعارات تثير المخاوف فمن الوارد أن تتحول من مجرد شعارات إلى أفعال، فمن الممكن أن يكون من بين المعتصمين بعض الشباب الذين لديهم أفكار جهادية أو مجموعات صغيرة من الجهاديين غير المنضبطين، ويفسرون هذه الشعارات على طريقتهم، وهو ما قد يؤدى إلى أخذها كمبرر فكرى وشرعى للقتل»، مشيرا إلى أن الجهاديين لا يحتاجون إلى فتوى ولا إذن من الشيوخ للقتل.
من ناحيته حذر القيادى بالجماعة الإسلامية ناجح إبراهيم من ظهور جماعات عنف مضاد خلال عام من الآن، وذلك عقب استهداف المتظاهرين بالسلاح والقنابل الحارقة.
وأضاف إبراهيم: هناك عوامل ستساعد على ذلك على رأسها رخص ثمن السلاح المهرب من ليبيا، لافتا إلى أن قلة الخبرة والاندفاع الشديد وانعدام التجربة لدى قطاع عريض من الشباب الثائر الآن يعرضهم للانجراف وراء دعاوى استخدام السلاح ضد من استخدمه معهم.
واستبعد إبراهيم أن تعود الجماعات التى استخدمت العنف من قبل، مرجعا ذلك إلى أن قادة هذه الجماعات أصبحت تمتلك من الوعى والخبرة والمراجعات الفكرية ما يمكنهم من عدم الاصطدام مرة أخرى برموز الدولة أو محاولة التغيير بهذه الطريقة، مشددا على أنه لو اندلعت أعمال مسلحة فسيقودها الشباب الذين تملكهم اليأس من تحقيق أهدافهم.
وانتقد إبراهيم بشدة وجود الشقيق الأكبر لزعيم تنظيم القاعدة محمد الظواهرى فى اعتصام العباسية، وقال: وجود الظواهرى يضر بالمعتصمين أكثر مما يفيدهم ويصدر انطباعات عن انتماء بعضهم لتنظيم القاعدة ويؤكد الحديث عن النية للاتجاه إلى العنف فى الرد على الهجوم على المعتصمين.