- حرق مكاتب النهـضة بالمستير وسيدي بوزيد..ومظاهرات حاشدة بسوسة وصفاقس وقفصة
كتب ـ محمد كساب:
اندلعت مظاهرات عارمة في تونس الليلة، وهاجم آلاف المحتجين مقرات ومكاتب حزب حركة النهضة الإسلامية وحرقوا مقار الحزب في المستير وسيدي بوزيد وسوسة والرديف، احتجاجا على عمليات القمع المفرط التى تعرض لها المتظاهرين قبل ساعات بشارع الحبيب بورقيبة.
وخرج الآلاف في مظاهرات حاشدة فى سوسة وصفاقس وقفصة, وسط هتافات ” الشعب يريد إسقاط النظام “، ودعوات للعصيان المدنى العام بجميع المدن التونسية.
وكانت المواجهات التي حدثت بشارع الحبيب بورقيبة قد أوقعت 15 جريحا بين الشرطة والمتظاهرين، في حين اعتبر الرئيس المنصف المرزوقي مستوى العنف بـ”غير المقبول”، مؤكدا مساندته للحكومة.
واستمرت المواجهات عدة ساعات واستخدمت فيها الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في شارع بورقيبة الذي صدر أمر بمنع التجمع فيه، وأشارت حصيلة من مصدر طبي مساء الإثنين، إلى إصابة 15 شخصًا على الأقل، فيما أكدت وزارة الداخلية في بيان نشرته مساء الإثنين إصابة 8 شرطيين بجروح.
وقال “المرزوقي” في تصريح نقله التليفزيون الرسمي “فعلاً هذا المستوى من العنف غير مقبول (..) أنا آسف كل الأسف للجرحى من المتظاهرين السلميين”، وألقي باللوم على المتظاهرين الذين تحدوا منع التظاهر في شارع الحبيب بورقيبة وعلى الشرطيين الذين فرقوهم بعنف، وأضاف “هناك قضية لي ذراع، لا يمكن لي ذراع الدولة، دور البوليس حماية المتظاهرين وليس ضربهم، هم أولادنا والأمن هو أمن الثورة. لا أقبل المبالغة في استعمال العنف”.
وتابع: “أنا أساند الحكومة التي تعمل ليل نهار. تونس مريضة لكنها بصدد التعافي. بعض الأطراف تريد أن تغرق البلاد. أنا أطالب بشيء من روح المسؤولية حتى نعبر المسار الصعب. غير مقبول أن نطلب من حكومة مازالت في حطة رجلها في الركاب أن نقول لها ديجاج (ارحلي)”، وأضاف “كلنا على باخرة واحدة في العاصفة وأمامنا إنشاء الله مرفأ سلام”.
وشاهد تونسيون مصدومون لجئوا إلى المقاهي والمتاجر، مشاهد عنف لم يروا مثلها منذ أشهر في العاصمة التونسية وسط غازات مسيلة للدموع وهجمات نفذها شرطيون على دراجات نارية يحملون هراوات، وعمليات توقيف وضرب متظاهرين بعنف.
واندلعت المواجهات في الساعة العاشرة صباحا في شارع الحبيب بورقيبة الذي تحول إلى رمز الثورة التونسية، حيث التجمعات ممنوعة منذ 28 مارس بقرار من وزارة الداخلية.
وتلبية لنداءات بثت عبر الشبكات الاجتماعية، تجمع مئات الرجال والنساء والمسنين والشبان لإحياء “يوم الشهداء” في ذكرى القتلى الذين سقطوا خلال تظاهرة شهدتها تونس في التاسع من أبريل 1938 وقمعتها حينها السلطات الاستعمارية الفرنسية بشدة. كما طالبوا بإعادة فتح الشارع أمام التظاهرات.
وطالب حزب التكتل اليساري المتحالف مع الإسلاميين، بفتح تحقيق في الأحداث، وطالب بـ”التعرف إلى هويات المدنيين المشبوهين الذين شاركوا في قمع المتظاهرين”.
elbadil |