المجاهدة الجزائرية جميلة بوحريد
الجزائر (أ. ش. أ)
أكدت المجاهدة الجزائرية جميلة بوحريد، ثقتها فى أن ثورة "25 يناير" ستحقق أهدافها التى قامت من أجلها، وأنه برغم الصعوبات التى تمر بها ستحقق كامل أهدافها، شاء من شاء وأبى من أبى.
وقالت بوحريد - فى تصريحات لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بالجزائر، على هامش مشاركتها اليوم فى الاحتفال، الذى أقامته السفارة المصرية بالجزائر بالذكرى الأولى لثورة 25 يناير- إن جميع الثورات فى العالم تمر بصعوبات من أجل تحقيق أهدافها، غير أنها فى نهاية المطاف تنجح فى إنهاء عهود طويلة من الظلم والقهر.
وأضافت: إن ثورة 25 يناير ستؤثر بلا شك على جميع الدول العربية، خاصة أن مصر من الدول الرائدة وتقود الأمتين العربية والإسلامية على مر التاريخ، وأنها ستضرب مثالا على أن الشعوب التى تريد انتزاع حريتها وحقوقها عليها أن تضحى بالغالى، متمثلا فى أرواح الأبطال من خيرة شبابها.
وأعربت المجاهدة الجزائرية عن إعجابها بما حققه الشباب المصرى فى إنجاح ثورته، مؤكدة أن الثورة فى مصر حققت الكثير من أهدافها، وأن الشباب المصرى سوف يتبوأ فى المستقبل القريب القيادة فى بلاده ويجعل من مصر إحدى الدول العظمى فى العالم، رافعًا راية الحرية والكرامة، وسيبقى شهداء ثورة 25 يناير نجومًا تضىء العالم العربى.
وأعربت جميلة بو حريد عن أسفها للأحداث الدامية التى تشهدها الثورات فى سوريا واليمن، والتى قتل خلالها الآلاف من الأبرياء.. وقد حرص العشرات من المصريين والأجانب المشاركين فى حفل الذكرى الأولى لثورة 25 يناير، الذى أقيم بحديقة السفارة المصرية بالعاصمة الجزائرية، على التقاط الصور التذكارية مع المجاهدة الكبيرة جميلة بو حريد، التى حرصت على حضور الاحتفال منذ بدايته وحتى اختتامه، وسط حفاوة وترحيب كبيرين من السفير عزالدين فهمى، سفير مصر بالجزائر، وأعضاء السفارة وعميد الجالية المصرية سميح السيد.
وألقى سفير مصر لدى الجزائر السفير عزالدين فهمى، كلمة خلال الاحتفال الذى أقامته السفارة المصرية بعد ظهر اليوم وحضره كمال رزاق بارة المستشار لدى رئاسة الجمهورية الجزائرية، والدكتور محيى الدين عميمور وزير الثقافة والإعلام الجزائرى الأسبق، وسفراء الدول العربية والإفريقية والأجنبية، أكد فيها أنه رغم مشاعر الفرح التى تلف الذكرى الأولى ثورة 25 يناير لاستعادة الحرية والديمقراطية إلا أنه توجد مشاعر حزينة على الشهداء الذين تحملوا ثمن الحرية الباهظ.
وأضاف، أن الشعب المصرى أبهر العالم فى مشاركته الكبيرة فى اختيار نوابه لمجلس الشعب، كما سيستكمل دستوره ويحدد أسلوب الحكم، رافعًا شهادات النجاح أو الفشل للقائمين على العمل والمتحملين للمسئولية فى كافة المواقع، مشيرا إلى أن ثور 25 يناير أكدت التفاعل بين شعوب الأمة العربية، وأن أحساس الشعوب لا تقيده الأنظمة أو مظلة الجامعة العربية فإذا "بالبوعزيزى" ينادى خالد سعيد ومحمد بلال وعبد الكريم بلحاج فى الجنة وغيرهم ينضمون إلى شهداء الثورة الجزائرية الباسلة مثل ديدوش مراد وعميروش والعربى بن مهيدى.. فرحين بأن تضحياتهم أعادت للشعوب كرامتها..
وأوضح أنه من النتائج الإيجابية لثورة 25 يناير إعادة اللحمة إلى العلاقات المصرية الجزائرية التى تأثرت بسحابة صيف ملوثة بأنفاس بعض من ذوى المصالح الذين غابت عنهم لفترة المصالح الأهم للشعبين والدولتين الكبيرتين.
وأكد فهمى، فى ختام كلمته، أن مصر والجزائر قادرتان بفضل إدارتهما وأبنائهما المخلصين على تحقيق المزيد من تطلعات شعبى الدولتين فى حياة أفضل وأرقى.. من المعروف أن المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد ولدت عام 1935 فى حى القصبة بالجزائر العاصمة وكانت البنت الوحيدة بين أفراد أسرتها، وكان لوالدتها التأثير الأكبر فى حبها للوطن، وعندما اندلعت الثورة الجزائرية عام 1954، انضمت بوحريد إلى جبهة التحرير الوطنى الجزائرية للنضال ضد الاحتلال الفرنسى وهى فى العشرين من عمرها ثم التحقت بصفوف الفدائيين، وكانت أولى المتطوعات لزرع القنابل فى طريق الاستعمار الفرنسى، ونظرًا لبطولاتها تصدرت قائمة المطلوبين لسلطات الاحتلال.
وفى 1957 ألقى الفرنسيون القبض عليها عقب إصابتها برصاصة فى الكتف، وتم إصدار الحكم عليها بالإعدام، وتحديد يوم 7 مارس 1958 لتنفيذ الحكم، لكن العالم كله ثار واجتمعت لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة بعد أن تلقت الملايين من برقيات الاستنكار من كل أنحاء العالم، مما جعل قوات الاحتلال الفرنسى تؤجل تنفيذ الحكم الذى تم تعديله إلى السجن مدى الحياة، وبعد تحرير الجزائر خرجت جميلة بوحريد من السجن وتزوجت محاميها الفرنسى.