قال القيادى البارز فى جماعة الإخوان المسلمين الدكتور عصام العريان إن الجماعة تعمل على تأجيل مواجهة متوقعة مع حكام مصر العسكريين، والحفاظ على مسافة بينها وبين الأحزاب الإسلامية الأكثر تطرفا، وتأمل بأن تستمر الولايات المتحدة فى دعم البلد ماليا دون ضغوط سياسية، على حد قول صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

 

وفى مقابلة أجرتها الصحيفة مع نائب رئيس حزب الحرية والعدالة قال العريان: إن الحزب يعتزم السماح للحكومة المؤقتة بالاستمرار فى العمل حتى التاريخ الذى حدده المجلس الأعلى للقوات المسلحة لتسليم السلطة، وانتخاب رئيس الجمهورية فى يونيو المقبل.

 

وعلقت الصحيفة: «بالنسبة إلى العديد من المصريين فإن هذه اللهجة الاسترضائية تثير انتقادات متكررة بأن جماعة الإخوان كثيرًا ما كانت راغبة جدًا فى استيعاب من هم فى السلطة. وأوضحت: «لا يزال الكثير من الناس يتحدثون عن تعاون جماعة الإخوان فى البداية مع الحكومة العسكرية بقيادة الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر بعد انقلاب 1952 إلى أن انقلب عبدالناصر على الجماعة، وأمر بشن حملة واسعة ضدهم حيث اعتقل وأعدم العديد من قادتها».

 

وأضاف العريان أن الجماعة لا تتوقع أن يتخلى الحكام العسكريون عن السلطة من تلقاء أنفسهم، إلا أن الخطوة الأولى التى يقوم بها الحزب لإزاحة العسكر هو الدفاع عن سلطة البرلمان فى اختيار 100 عضو فى الجمعية التأسيسية لصياغة دستور البلاد، وتابع: «بالطبع الجيش يريد تأجيل أو التشويش على تكوين هذه الجمعية، ورغم سعى المجلس العسكرى إلى سلطات دائمة فإن الجمهور يرفض استمرار حكمه بأى شكل من الأشكال».

 

فى المقابل، رأى العريان أن: «حكم مصر فى الوقت الراهن يتطلب التعاون بين المجلس العسكرى والحكومة الانتقالية والبرلمان، وبمجرد انتخاب رئيس جديد والتصديق على دستور جديد، ففى غضون ثلاثة أشهر يمكن للجيش أن يعود إلى ثكناته بأمان».

 

وأعرب القيادى الإخوانى عن ارتياحه من أنه بعد عقود من عدم الثقة المتبادل تبدو واشنطن مستعدة لقبول حكومة بقيادة الإخوان فى مصر.

 

ونحى العريان جانبًا التقارير الأخيرة التى أفادت بأن الجماعة تخطط لرفض المعونة الأمريكية لمصر بما فى ذلك المعونة العسكرية التى تبلغ 1.3 مليار دولار سنويًا، والتى تتلقاها مصر منذ التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد عام 1978، حيث قال: «إذا كانت الولايات المتحدة على استعداد لدعم حكومة ديمقراطية فى مصر، فهذا الأمر يعنى الكثير بالنسبة لنا»، مضيفًا أنه يأمل أن: «تستمر المساعدات الأمريكية ولكن دون ضغوط سياسية».

 

وأشار إلى أن الإخوان يحترمون اتفاقية كامب ديفيد لأنه التزام يقع على عاتق الدولة وليس على جماعة أو حزب. فى الوقت نفسه، شدد العريان على أنه حان الوقت لإسرائيل كى تفهم الآثار المترتبة على الانفتاح الديمقراطى للربيع العربى، الذى منح صوتا جديدا للغضب العربى ضد الاحتلال الإسرائيل للأراضى الفلسطينية.

 

وفيما يتعلق بفوز حزب النور السلفى فى الانتخابات البرلمانية بنحو 25% من الأصوات حتى الآن، اعترف العريان بأن الجماعة فوجئت بالقوة الانتخابية التى أظهرها حزب النور.. «من الواضح أنهم قوة سياسية». وتابع: «نأمل أن نتمكن من جذب السلفيين نحونا وسيتم تسخير كل منا وفقًا لاحتياجات الشعب». وأكد أن المشاركة فى العملية السياسية الديمقراطية سيعدل من الفكر السلفى، كما عدل سابقا من فكر الإخوان..» الانخراط فى العملية السياسية كان جيدا للإخوان، ونأمل أن يكون هذا الأمر جيدا للسلفيين أيضا، فعندما تواجه الحقائق على الأرض تعمل على تطوير أدوات جديدة ونتعلم».

 

وردا على سؤال حول موقف الإخوان من الدعوات السلفية لحظر بيع الخمور وارتداء البكينى، قال: «هل أنت متأكد من أن هذا الأمر مهم؟ نحن حريصون على مناقشة القضايا الرئيسية». وتابع: «بناء الديمقراطية فى العالم العربى، تحقيق التوافق بين ثقافتنا العربية الإسلامية والقيم والمبادئ الديمقراطية هو العبء الأكبر بالنسبة لنا».

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 97 مشاهدة
نشرت فى 11 يناير 2012 بواسطة kalamtha2er

عدد زيارات الموقع

416,094

تسجيل الدخول

ابحث