جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
كتبت : هاجر اسماعيل
(بلال فضل ..مؤذن الشيطان ) هذا هو عنوان الكتاب الذي ألفه الشيخ أحمد عشوش أحد أهم قيادات الحركة السلفية الجهادية في مصر ، وعنوان الكتاب وتفاصيله يتهم فيها عشوش بلال فضل بالعلمانية والكفر والتجاوز في حق الله عز وجل والرسول صلي الله عليه وسلم .. وحينما طلتب عمل حوار مع الشيخ رحب باللقاء ولكن بشرط واحد هو أن يلقي عليه الأسئلة " رجل " لأنه لا يختلط بالنساء ، وهنا كان أمامي إما أن أرفض أو أستعين بأحد زملائي للاقتراب أكثر من أفكار شيخ لا يظهر كثيرا في وسائل الاعلام ولكنه مؤثر جدا في أوساط شباب السلفيين .. وقررت الاختيار الثاني ، وبالفعل استعنت بزميلي محمد فتحي ليكون معي في أثناء اجراء الحوار ، والغريب أني بمجرد وصولي إلي دار الاحسان بمدينة نصر لمقابلة الشيخ عشوش رحب بي رواده من الشباب وأجلسوني في غرفة يفصل بيني وبينهم ستارة وجلس الشيخ عشوش ورائها ، وبدأ زميلي في طرح الأسئلة التي أعددتها وبدأت أنا في مناقشته في اجاباته من وراء الستارة ، والحقيقة أن اجابات الشيخ عشوش وان كانت صادمة للكثيرين إلا تلفت الانتباه لوجود شيوخ في مصر يلتف حولهم مئات الشباب ولا نعرف عنهم أى شيء .. في السطور القادمة رؤية شيخ أمضي 18 عاماً من عمره في المعتقلات بسبب أفكاره التى نعرضها كما هي .. ولكم حرية الاقتناع بها أو لا . في البداية لماذا اخترت بلال فضل ليكون محور كتابك عن العلمانية ؟! أنا لا أعني شخص بلال فضل بعينه ، فهو واحد من من وقعوا في خطأ يتكرر في مصر وهو سب الله والرسول صلي الله عليه وسلم وسب عموم المسلمين ، فهو يزعم وكتب أن من يعتقد بأن الجنة لا يدخلها الا مسلم أبله ، فهذا " سب " وأول ما يقع علي الله وعلي الرسول لأن النبي قال أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة والله عز وجل هو الذي حكم بأن الجنة لا يدخلها إلا المسلم ، وأنا بينت بالأدلة من الكتاب والسنة أن الجنة يدخلها المسلمون فقط ، وهو بذلك يسب عموم المسملمين لأنه يسب الله والرسول وأنا تيقنت أن هذا الكلام يحتاج الي وقفة لبيان الحقيقة ، وهذه الوقفة لا يمكن أن يقوم بها الا من يمتلك الشجاعة ولذلك فاذا كان يمتلك الشجاعة في سب الله فأنا أمتلك الشجاعة في أن أقول له أنت كفرت والله يقول النبي أولي بالمسلمين من أنفسهم ، فماذا أقول لمن سب الله ؟! وما يقوله بلال فضل هو حقيقة التوجه العلماني في مصر وهم يمثلون شياطين الأنس الذين يستخدمون وسائل الاعلام في الترويج لأفكارهم ويجب ان يكون هناك رد عليهم ، لذلك هذا الكتاب اعتبره ردا علي كل العلمانيين وليس المقصود هو شخص بلال فضل ، فأنا لا يوجد بيني وبينه أي مشكلة من أي نوع ، فالمسألة أبعد من بلال فضل بكثير ولكنه هو من وضع نفسه في هذا الاطار بهذه الأفكار . ولكن هناك اختلاف بين الناس في فهم معني العلمانية .. فما هو مفهومكم لها ؟! نحن نفهم العلمانية كما فسرها أصحابها وهي قامت في اوروبا علي مبدأين وهما التطاول علي الله والاباحية ، وأنا قدمت في الكتاب بالأدلة والبراهين من كتب الغرب ومؤسسي العلمانية في الغرب وهو الفيلسوف جان جاك روسو وهو نبي السياسة في الغرب وكتابه العقد الاجتماعي هو الفلسفة الحاكمة للحياة السياسية في أوروبا وأمريكا ، وهذا الكاتب لا يعتبر أن الله عز وجل خلق العباد بل يقوم علي فرضية أن العبد وجد أولا علي الأرض علي صورة منفردة ثم بعد ذلك وجد الحاكم وأنا قدمت له صورة حقيقة من مذكراته واعترافاته ، وهو كان رجلاً زانيا أنجب 5 أبناء من الزني وألقي بهم في الشارع ورفض أن يتولي تربيتهم وقدمت نماذج للعلمانيين أو المتأثرين بفكر روسو مثل الشيخ محمد عبده وهو رجل كان يشك في وجود الله وكان ينكر البعث والحساب وأنكر وجود رسالة من الرسول صلي الله عليه وسلم فهذا هو الملحد الكافر ، وهذه ليست أقوالي ولكنها حقائق تاريخية كتبها بنفسه وكتبها عنه أصدقاؤه وتلامذته مثل اللوارد كرومر وبلانت ، وذكر بلانت في كتابه أن محمد عبده كان يشك في الاسلام كما كان بلانت يشك في المسيحية ، وأيضا سعد زغلول كان لاعب قمار وباع ما يزيد عن 400 فدان للعب القمار وكان متضرراً من نفسه وقال لا تصلوا علي ولا تغسلوني لأني لا أستطيع أن أتوقف عن لعب القمار ، اضافة الي قائمة طويلة من العلمانيين مثل حلمي سالم الذي سب الله في قصائده ونشر له أحمد عبدالمعطي حجازي في مجلة وزارة الثقافة ، وهو رجل علماني ليبرالي يدعو للديموقراطية ومن باب الحريات في الوقت الذي لا يجرم فيه القانون المصري سب الله والرسول ولكنه يجرم سب رئيس الدولة وهذه كلها مفاهيم علمانية وديموقراطية .. فكيف أعتبر العلماني زعيماً يدافع عني ويضع لي قانونا أو دستورا في الوقت الذي وضع الرسول والقرآن منهج واضح للمسلمين ؟! . ولكنك لا تتحدث عن العلمانية والليبرالية الا في العري والانحلال ولا تحدث عن الايجابيات ؟ أنا لا أعرف عن العلمانية والديموقراطية والليبرالية سوي الانحلال وسب الله والتطاول علي رسله ، دلوني علي شيئ أخر أستدل به ، فأنا راجعت أشعار من يسمون أنفسهم بالمثقفين مثل محمود درويش ونزار قباني ولم أجد فيها الا الكفر ، ولم أجد أي ايجابية واحدة في هذا النظام ، ففي الوقت التي كانت تتحدث فيه أمريكا عن الحريات لم يكن يجرؤ أي شخص علي تأسيس أو الدعوة لحزب شيوعي خلال فترة الحرب الباردة ، وكذا الوضع في الاتحاد السوفيتي لم يكن يجرؤ شخص واحد علي الحديث عن حزب رأسمالي أو ليبرالي ، فأين هي الحرية ؟! اضافة الي من ينادون بحقوق الانسان يعيشون علي خير الدول العربية والاسلامية التي نهبوها طوال عقود الاستعمار فأين هي حقوق الانسان والعدالة التي تحدثون عنها ؟! . ولكن تجربة حزب النور السلفي قامت بناء علي هذه التعددية التي دعت اليها الليبرالية ؟ ومن قال أننا نري أنها تجربة جيدة ؟! فحزب النور وحزب الحرية والعدالة وغيرها من الأحزاب التي تعتبر نفسها أحزاباً دينية أو ذات مرجعية دينية هي أحزاب علمانية لا دينية طالما أنها قبلت الوجود في ظل وجود أحزب شيوعية ويسارية وعلمانية ولبيرالية وهذه الأحزاب كلها لا وجود لها في دولة الاسلام والقانون المصري الذي وضعه فرنسيون يحظر وجود أحزاب علي أساس ديني أو بمرجعية دينية وحزب الحرية والعدالة انصاع للقانون ورفع شعار الاسلام هو الحل من دعاياه فكيف يقولون أنهم أحزاب دينية فهذه الأحزاب لا وجود لها في دولة اسلامية . وما شكل الدولة الاسلامية التي تتحدث عنها ؟! هي دولة عدالة والكتاب والسنة حاكم للمنهج السياسي ونحن نتكلم عما أقره العدل في الاسلام ونحن نرد الديموقراطية ونرفضها لأنها صادمة لصريح القرآن الكريم فالله عندما أهبط آدم وحواء أهبهطهم بمنهج واضح لا يمكن مخالفته فالله عزوجل عرف الجريمة وعرف العقوبة ونزل بقانون واضح من السماء وحكم بين ولدي آدم بالقانون ووزع بينهم في المسائل الاقتصادية والاجتماعية ونحن لا نقول إن الحلال والحرام اختيار ..انما هو إلزام ، ولا يوجد اختيار في شرع الله علي عكس نظرية العلمانية التي ترفض وجود الله وتري أنه اما أن خلق الانسان نفسه أو وجد نتيجة التطور وفي الحالتين من حقه أن يحكم نفسه بقوانينه ، ونحن نري ان الله خلقنا ويحكمنا بقوانينه وهذا هو أصل الصدام ، وهنا أود أن أقول للعلمانيين ..لا تستحوا مما تعتقدون ولكنكم توارون في الكلام وتخالفون في العرض ثم في التنفيذ تحاكون العلمانية الأوروبية ، والدولة التي أتحدث عنها يكون فيها الرئيس أو الأمير أو الخليفة هو منفذ شرع الله في الأرض ويجب أن ينفذه سواء بالدعوة أو بالقوة لمن لا تردعه الا القوة وهذا الأمير أو الرئيس لا يجب أن يكون شخصاً عادياً ولكنه يجب أن يكون الأكثر علما وفقها في الدين لأنه من ينفذ شرع الله في الأرض وليس مثل مرشيحي الرئاسة الآن الذين لا يعرف بعضهم كيف يصلي من الأساس ، ويجب أن يتغير القانون المصري الذي يبيح الزنا واللواط ولا يجرمه وهذه اباحية لا يمكن أن نقبلها ، ومن يقول أن الزنا حلال أو أنه من حقوق الفرد فهذا كفر ، ولسنا نحن من نكفره ولكنه هو من كفر نفسه بمخالفته للثوابت ، وأنا أريد أن أوضح العلمانيين رأيهم في هذه الأمور وليقولوا علي ما يشاؤون ، يقولون رجعي متخلف ولكني لا أقول إلا أن هذا هو شرع الله . هل معني هذا أنكم تطالبون بفرض الحجاب علي غير المحجبات مثلا في الوقت الذي لم نسمع فيه عن فرض الرسول صلي الله عليه وسلم الحجاب علي أي امرأة ؟ في الحقيقة أن هذا مما أختلف فيه مع الاسلاميين الموجودين علي الساحة الذين يخادعون العلمانيين أو يخادعون المسلمين وهذا خطأ ، فهناك فرق كبير بين الدعوة والحكم ، فوسائل الدعوة هي الترغيب وأقدم لك البرهان والنتائج علي الله ، أما الحكم فأنا لي مهمة أساسية وهي أن الحكم هذا لا يتنافي مع الدعوة ، فعندما أكون حاكم فدوري هو تنفيذ شرع الله بالقوة ، فالدولة الاسلامية لا مكان فيها لمتبرجة أو غير مصلي ، فالمرأة ليست حرة لتريني جسدها واذا كان معها زوجها أو أخيها فهو رجل ديوس أما بالنسبة للرسول صلي الله عليه وسلم فهو لم يحتج الي تطبيق حدود علي المتبرجات ، فبمجرد سماع حديث الحجاب من الرسول لم يعرفن سيدات النصاري من كثرة الغطيان لأنهم كانوا يعظمون الحلال والحرام . وهل تري أن المجتمع المصري مهيأ لتنفيذ الشرع بالقوة ؟ نعم فالشعب المصري هو من جاء بالاسلاميين في الانتخابات البرلمانية رغم كل أبواق العلمانيين التي تغطي علي وسائل الاعلام ، وبالرغم من اعتراضي علي الانتخابات البرلمانية لأنها بنيت علي باطل ، فالقانون والنظام المصري كله نظام غير اسلامي ويجب اعادة تأسيس دولة اسلامية ونحن لن نشترك في الحياة السياسية طالما أنها لا تقوم علي أساس اسلامي وسوف نصل الي الحكم عن طريق ثورة مثل التي أبعدت حسني مبارك عن الحكم والي وقتها سوف نظل ندعوا المصريين ونفههم أصول دينهم ونرفع عن أعينهم غشاوة العلمانية . وماهو وضع المسيحين في هذه الدولة ؟ العهد بيننا وبين النصاري هو عهد الذمة في الاسلام فعليهم واجبات ولهم حقوق فعليهم دفع الجزبة وهو مبلغ لا يمثل أى شيء أمام الضرائب التي تفرضها الدولة العلمانية ، وعلينا حمايتهم حماية مالهم وعرضهم وأنفسهم وأنا أؤكد أن النصاري وفي أسوأ عهود المسلمين تمتعوا بكامل حقوقهم أكثر مما يتمتع بها لدي الغرب ، وأنا هنا أؤكد أن الحاكم الاسلامي يجب أن يطبق الشرع ، فالشرع هو أن تلتزم السيدات بالحشمة سواء مسلمات أو مسيحيات ، فالمسلمات يتنقبن والمسيحيات يرتدين الحجاب كنوع من الحشمة لأنهن متواجدات في بلاد اسلامية ، ويجب أن يخضعوا لشريعة الحكم فيها .
المصدر: بوابة الشباب