جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
فى مشهد حزين سيطرت عليه رائحة الموت، شيعت مشرحة زينهم أمس 6 من شهداء أحداث شارع مجلس الوزراء التى راح ضحيتها 8 شهداء. غالبية الضحايا كانوا من الشباب وصغار السن، فى مقدمتهم علاء عبدالهادى، طالب بالسنة الخامسة بكلية الطب الذى اعتاد على نزول الميدان وإسعاف المصابين فى المستشفيات الميدانية. «انا نازل أشوف اللى بيحصل، وربنا يستر»، كانت هذه الكلمات هى الأخيرة التى كتبها علاء على صفحته فى موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، قبل مقتله بلحظات، مرتديا البالطو الأبيض. علاء الذى لقى ربه برصاصة دخلت من الأنف وخرجت من مؤخرة رأسه، لم يترك حدثا منذ 28 يناير إلا وكان ينزل للميدان لإغاثة الملهوف والمصاب - كما يقول أصدقاؤه الذين احتشدوا أمام المشرحة فى انتظار إلقاء النظرة الأخيرة على جثمانه. أما المشهد الثانى أمام المشرحة فقد كان لسيدة باكية وهى «تقول أنا عايزة ابنى المهندس»، السيدة هى خالة محمد عبدالله الذى يبلغ 23 عاما، والذى جاء من المنيا باحثا عن العمل. 3 طلقات نارية بالقلب والقدم والكبد انهت حياة محمد قبل أن يجد الوظيفة التى جاء من أجلها من المنيا. وعلى باب المشرحة جلس محمد عبدالرحمن على ركبتيه باكيا شقيقه الأصغر عادل طالب الدبلوم الذى يبلغ من العمر 16 عاما، الجميع يحاول تهدئة محمد الا أن بكاءه يزداد وهو يقول «عمل إيه بس عشان تقتلوه ده ملوش دعوة بالسياسة». العريس الثالث كما قال أهله كان سيد عمر أحمد الطفل الذى يبلغ من العمر 15 عاما، كان يعمل فى مجال صيانة الكمبيوتر، والده الذى تحدث لــ «الشروق»، وعيناه ممتلئتان بالدموع قائلا: «سيد كان عايز يكمل تعليمه ورحت اقدمله فى منازل، بس ملحقش.. ربنا يصبرنا ويرحمه راح عند ربه بعيد عن الظلم اللى شايفينه». أحمد محمد منصور هو الشهيد الرابع فى المشهد الحزين الذى خيمت ظلاله على مصر الثورة فى احداث مجلس الوزراء، أحمد خريج كلية الاعلام كان ينتظر تسلم شهادة تخرجه الا انه لم ينتظر حتى يراها، ليتسلم أهله بدلا منها شهادة الوفاة.
المصدر: الشروق