احنا اسفين يا ابو مينا .. تراه فى الميدان مزهولا يزرع الارض جيئه وذهابا يقول فى نفسه " احقا مات ابنى فى ثوره يناير يا يسوع لا اعتراض على امر قضيت به علينا ولكن دم ابنى ضاع هدرا".. فى الصينيه التى تتوسط الميدان وقف شاب نحيل بشعر طويل يخطب فى الجموع قيل اسمه حمزاوى وقيل ايضا اسمه امريكاوى . تلفت ابو مينا حوله فلم يجد احدا يهتم به فعاد الى كتابه لوحاته التى يطالب فيها بحق الشهيد .. نحل جسده وتلونت بشرته كطين الارض واتسخت ملابسه وطالت اظافره التى ود ان يغرسها فى عيون القتله كل القتله .. تركزت عينيه على وجه الشاب الذى مازال يخطب فى الجموع وجد نفسه يسير الى هناك يندس وسطهم يقترب من الشاب الامريكاوىي يزأر كأسد جريح.. يهتف " يا اولاد الكلب " يحاول ان يصل الى رقبه الشاب والذى يصرخ بصوت رقيع " ابعدوا المجنون ده عنى " يسقط ابو مينا على الارض .. يحمى وجهه بكلتا يديه حتى لا تدوسه الاقدام .. يعدل الشاب من رابطه العنق ويمسح بيديه على شعره الطويل المسترسل .. يخطو ناحيه شارع قصر النيل ومن خلفه تهتف الجموع وتتدافع كاميرات الفضائيات