بستان الأدب العربي

مجلة لنشر كل أنواع الأدب العربي من شعر ونثر وقصة ومقالات وخواطر

الجمال, ليس في الكلمات,
ولا في المعاني,
الجمال في الوهج الذي يشع من الحروف,
في تلك الشرقطة التي تلامس أوتار الروح
وينتج عن هذا التلامس موسيقى وسحر وعذوبية,
ينتج عنه عناق بين الأرواح
وغياب عن الإدراك والوعي
وعالم الحس والفكر والواقع ,
ينتج عنه إنصهار وذوبان وانفجار وبركان.
أنا كل ما أحتاجه هو تلك اللمسة من الحنان,
هو هذا الوهج ,
هو تلك الشرقطة,
فأنا مادة شديدة الإنصهار,
أنا مادة شديدة الإنفجار,
سريعة الإشتعال والانتشار.
كلماتك أسلاك معدنية موصلة للحرارة والكهرباء,
كلماتك بارود.
بدون تلك الكلمات الرقيقة العفوية,
بدون تلك الشرقطة 
وهذا التلامس الروحي الرقيق,
أنا لوح من رخام بارد على قبر عتيق.
من دونها تموت في داخلي, كل يوم,
الأحاسيس الجملية,
يموت الحلم,
يموت السحر
وتموت العبقرية
ويذبل النبوغ,
فأنا لا أزرع على الصخر
ولا أنثر بذوري في الريح.
هل تدركين, الآن, أهمية تلك الكلمات ؟؟
الأحاسيس المرهفة لا تحتاج الى كلمات,
فهي مشحونة بالوهج والضوء.
أنا لا أقرأ الكلمات,
أنا أتفرج على الهمسات,
أتأملها مثل المندهش ومثل المبهور, 
أتلمس الشفاه الندية التي تسلخها من الجذور,
أنا أتشرد في تلك الهالة التي تشع من السطور,
أنا أعانق الصدى الذي يأتي على جوانح الطيور,
أنا أسمع لهثات الروح التي تتهادى مع أمواج البحور,
وأنصت الى خفقات الفؤاد مع نسمات الليل الباردة,
أنا أنهل من عبير الأنفاس على زجاج النوافذ, 
وتداعب أذناي حرارة الوشوشات مع حفيف الستائر
كلماتك تحملني الى عالم من السحر والوداعة ,
وأشعر بأنني أمشي على الغيوم 
وأضيع في متاهات الحلم والبهجة والسرور,
كلماتك تأسرني وتكبلني
وأشعر معها بالكثير من الخضوع والإستسلام والهيمنة,
أشعر بقشعريرة تسري في داخلي,
تهزّني بحنان ودلع وقوة ,
تخلط كل محتوياتي,
أشعر بحرارة ودفء في أعماقي,
وأشعر بأن كل التراكمات تسخن وتغلي,
وأشعر بأن كل الأحاسيس الحلوة
بدأت تطفو مثل فقاعات الهواء الكبيرة,
تبحث عن مخرج ,
تبحث عن زهرة برية,
تبحث عن روح تائهة متمردة غجرية ,
تبحث عن أنفاس دافئة حنونة وعطرية,
تبحث عن خفقات القلوب,
ترسم بألوان الغروب,
لوحات للعشق والهوى,
تزّين بها الطرقات,
تزرعها على المفارق والدروب,
تلملم خيوط الليل عن عيون الشجر,
وحبات الندى عن خدود الزهر,
وتفرش باقات الأمل والحب
وتمسح دموع القهر,
مع إطلالة الفجر,
ومع ولادة النهار.

ـــــــــــــــــــــ
إبراهيم العمر.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 124 مشاهدة
نشرت فى 11 نوفمبر 2016 بواسطة jousryeleow

بستان الإبداع العربي

jousryeleow
مجلة تهتم بالأدب العربي ورعاية المواهب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

171,464