بستان الأدب العربي

مجلة لنشر كل أنواع الأدب العربي من شعر ونثر وقصة ومقالات وخواطر

سقطت "قرطاج" فى يد الرومان عام 146 ق م. من المعلوم أنها إستمرت فى الوجود حوالى 700 سنة. بذلك يعود تاريخ النشأة إلى عام 846 ق م.
نجد أسطورة مكتملة عن نشأة هذه المدينة فى مؤلفات "يوستينوس" الإغريقى: كان الملك "بيجماليون" يحكم مدينة "صور" أكبر مدن فينيقيا. شقيقته "أليسا" متزوجة من "أكرباس" كاهن معبد "ملقرت". من المعلوم أن "فينيقيا" كانت قائمة على التجارة فى المقام الأول. بسبب الحملات الآشورية على فينيقيا، أصبح الحكام و التجار يعانون من كساد التجارة، بينما الأموال تنهال على المعبد من عامة الشعب. لذلك قام "بيجماليون" بقتل "أكرباس" للإستيلاء على ثروات المعبد. أخفى جريمته عن شقيقته. لكن بعد بضعة أيام، رأت "أليسا" زوجها فى الحلم يخبرها بما حدث و ينصحها بالرحيل بطريقة مخادعة حتى لا يفتك بها أخيها. 
أعلنت عن رغبتها فى العيش فى قصر أخيها. هناك إستطاعت أن تجمع حولها عدد من الأعوان المعارضين لأخيها. فى اللحظة المناسبة أبحرت متجهة إلى "قبرص" حيث إلتقت كاهن معبد "عشترت" الذى تعاون معها على أن تظل الكهانة متوارثة فى عائلته. وافقت ثم أمرت رجالها بإختطاف ثمانين فتاة قبرصية، و أمرتهم بالزواج منهن فى حفل زفاف جماعى، ليصبحوا بعد ذلك نواة المدينة الجديدة التى تنوى إقامتها. 
ثم إتجهت إلى سواحل أفريقيا. رحب السكان المحليون بالغرباء لأنهم رأوا الفرصة مناسبة للتجارة و الربح الوفير. عرضت "أليسا" شراء قطعة أرض صغيرة فى حجم جلد الثور. وافق الأهالى لأن الأرض المطلوبة صغيرة جداً. لكن "أليسا" مزقت جلد الثور فى شكل شريط رفيع جداً فى غابة الدقة. هكذا إستولت على مساحة كافية لراحة أتباعها المنهكين من الرحلة الطويلة. 
أتى السكان المحليون من المناطق المجاورة للمشاركة فى التجارة طمعاً فى المال. أتى ممثلون من "أوتيكا" التى كانت مستعمرة فينيقية قريبة، و تعاونوا معهم فى تأسيس المدينة. هنا بدأ السكان المحليون يتزمرون، فقاموا بفرض ضريبة سنوية تُدفع لهم مقابل حق إستغلال الأرض. 
عندما حفر الفنيقيون أساس المدينة عثروا على رأس ثور. هذا يعنى حسب معتقداتهم أن الأرض خصبة لكنها صعبة الإستغلال. حفروا الأساس فى مكان آخر، و عثروا على رأس حصان. إعتبروا هذا رمزاً للقوة اللازمة لتأمين المدينة الجديدة. 
لأن الفينيقيين تجار بارعين أذكياء، إزدهرت المدينة بسرعة. هذا لفت أنظار الملك المحلى "هيابارس"، فطلب الزواج من "أليسا" أو الحرب. لكن "أليسا" كانت مخلصة لذكرى زوجها المقتول. أقامت النيران و ألقت بعدد كبير من القرابين، ثم ألقت بنفسها فى النيران. 
هذه هى الأسطورة، لكن ملاحظات المؤرخين كثيرة. 
* من كتابى "قرطاج"، دار مشارق.
* موعدنا الخميس القادم، إن شاء الله.

حسام أبو سعدة.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 181 مشاهدة
نشرت فى 15 سبتمبر 2016 بواسطة jousryeleow

بستان الإبداع العربي

jousryeleow
مجلة تهتم بالأدب العربي ورعاية المواهب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

171,720