جارديانا النيل

و حديث الصباح

------

الصَرصُور و الفَراشة

------

إن من أيات الله فى أرضه أن خلق الجمال ليمَتع به الناظرين و فى كل مخلوق وضع مِسحة مِن جمال رحمة بنا ...

فكان الجمال نسبيا يختلف مِن شخص لأخر

بل من حيوان لغيره و هكذا

 

و من الأراء التى كانت شاذة بعض الشئ

عندما تحدثت الكاتبة فاطمة الناعوق

عن جمال احدى الطيور و معه حشرة

 

كانت تتغزل فى الغُراب الذى يرمز للخراب

و كم هو طائر رائع الاناقة بلونه الاسود

حتى الصرصور هو كائن جميل لديها

بلونه و شواربه يجعلها تتفحصة فى دِعة

ههههه

 

و قد تكون وجهة نظر فكما قلت الجمال 

نسبيا فى كل شئ فمَن فَقد البياض لونا

يكتسب جمال العيون او جمال الروح

و هكذا ..

 

و لا ضَرر من نسيان أن الغُراب ناعق بالخراب

لنتمتع بجمال الريش

 

إنما ليس فى كل وقت يكون الجمال نعمة

نسعد بها خاصة انه خُلق ذو عمر قصير

تماما كالفراشة الجميلة 

و التى تُبهرنا بالوانها الرائعة و مرحها

المحبب الا انها ذات عمر قصير

 

تعيش بين الزهور متنقلة على أفنان الشجر

مُتباهية زاهية ...منطلقة فى حب

نحو الجمال ايضا فتحترق

 

فالضوء هو عدوها الاول و به تُصعق

و كم تناولها الشعراء فى أشعارهم

فوصفوا و تفننوا ...

 

ها هو ناجى يقول فى قصيدته ظلام

------

كنت فى برج من النور على

قمة شاهقة تغزو السحابا

و انا منك فراش ذائب

فى لچين من رقيق الضوء ذابا

فرح بالنور و النار معا

طار للقمة محموما و آبا

آب من رحلته محروقا

و هو لا يألوك حبا و عتابا

 

فهل تتساوى تلك الحشرة الرقيقة الراقية

فى جمالها مع صرصور يسكن الشقوق

بين الأتربة و القاذورات

 

هذا ما رأته عيون البعض فسوا بينه و بينها

ظلم بائن أن تضع فى كفتى ميزان

ثِقَلين مختلفين و تُقنع نفسك بأن الوزن

تماما... 

 

و هكذا اليوم يوضع الرديئ مع الجيد و غصبا

 لابد من أن تتعادل الكفتان

و الا نار و دمار تلك سمة العصر السادى

الذى ساده أعداء النجاح.

 

مجهولى الهوية... الراغبين فى وأد الفكر

و المفكرين لمجرد الشعور بالنقص و الأقلية

 

شتان بين متفهم لفكر فيقوم بالنقاش مع صاحبه

و متوثب لفكر كى ينقض عليه بلا منهج 

فيسئ و تسوء...؟!

 

نحن رواد الحرف و لن أقلل من نفسى بعد اليوم

لنا دور هام فى الحراك الأدبى بقدر ما نطلع

على الحياة بكل أمورها

 

و ليس لأحد سلطان على قلم ينهض بقضايا

و يناقشها الا لو كان موشوما بالجهل و الدونية

 

و كم من مقولة غيرت وجه التاريخ سواء بالسالب او الايجاب .

 

و ما نسعى اليه حملة الراية مِمَن سبقونا

أن نكون فى الجانب الايجابى من الشط الأخر

أن نكون وجها لعملة رائجة و ليست عملة زائفة

 

من أيام كتبت عن موضوع سينما إيناس و تناولت

فيه ما يسوء الجو العام من عُرى و هبوط فكرى

و أدبى مُتدرجة من بداية عصر الهبوط حتى

مهرجان الجونة

 

و إذا بصحافى كبير و بدلا من النقد بموضوعية 

أو حتى الاعتراض على عُرى سافر أو تواقق مع

الإسفاف ألا أنه وقف عند نقطة بعيدة كل البعد

عن الموضوع و هو من كتب هذا؟

 

و السؤال أسفر عن نفسية عنجهية

فيبدو أنه ظن أن لا أحد يكتب غيره

أو باﻻصح تفاجأ من تناول مختلف بابعاده

عما طرحه هو بمقال له فكان عليه أن

يثأر لقلمه و أسلوبه الركيك فيحبط من فاقه

عرضا و تحليلا و جمالا .

 و عز عليه أن يشكر و يساند

و اتخذ جانب السفهاء ذوى العقلية المحدودة

متباهيا أنه كاتب كبير و له و له و له

 

فما إن اخبرته أننى أيضا لى و لى و ليس

ذنبى انك لم ترانى الا شاعرة.

فظن أننى مُغيبة غارقة الخيال بلا هدف

حتى انتفخت اوداجه صلفا .

 

و من هنا أقول ليس لكائن من كان أن يحبطنى

او يكسر قلمى أو يُهمش أرائى فيما أعرض

إلا إذا كنت في ركب المُلحدين مثلا

أو تجميل الموبيقات .

أو تدشين لحفل زفاف جماعى لعبدة الشيطان

أو تمجيد من يكتبون بجهل و إملائى و لغوى

أو تحريض على الأسلام أو الدولة

 

فليس معقولا أن أكن ممن لهم مواقع ثقافية

تتحرى الدقة مع كبار الكتاب حين ينشرون

و يأتى ناشر ركيك النص و القول و يرفض

منى تصحيح ما يقول

 

هناك ما يسمى بالمُدقق اللُغوى بمواقعى

و فى كل موقع محترم او جروب مُنشأ على الرقى

و تنشيط الثقافة الصائبة

 و ليست الثقافة:

الداعرة عارية الرأس من فكرة

عارية الجسد من تشكيل صواب 

عارية الارجل من سند تستند اليه

 

هكذا أنا و لن أتنحى عن دورى و من لا يستقم

له شأنه فهو من سيظل أضحوكة فرسان الكلمة

أما أنا سأظل كما أنا و بريقا يضئ لكل من فقد

الضوء فى دهاليز الحروف ....

 

و لن أبخل على مَن يَود التعلم بقدر علمى

و لن أمحو اسسا كثيرا ما تم دعوتى لارسائها

بمنديات كبيرة طلبوا منى المساهمة 

فى وضع مبادئ التواجد للحاضرين

 

جاردى انا

 

جهاد نوار

gardiana elnil

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 34 مشاهدة
نشرت فى 9 ديسمبر 2020 بواسطة jehadnawar

عدد زيارات الموقع

2,519