كتبت/ريم ناصر
لقد كرم الله المسلمين و نعمهم في كل زمان و مكان و عظم من شأنهم و قدرهم و جعل منهم علماء و اولياء ذو شأن و مكانة و رفعه ( ألا إن اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) لانهم اختاروا درب الجهاد في طاعته و عبادته مهما كلفهم الامر , و طلب العلم أحد طرق الجهاد في سبيل الله و معراج الصلاح و الفلاح الى جنته و نعيمه .
فأمرهم بألا يضعفوا أو تلين عريكتهم مهما تكبدوا من مشاق في الحياة الدنيا بشتى مناحيها .. قال عز وجل : -
( و لقد خلقنا الانسان في كبد ) أي في تعب و مشقة، لانهم في عليين دنيا و دين في الأولين و الآخرين ضامناً جنتهم لحسن عملهم و تقواهم و صلاح أمرهم بدنياهم , فحثهم أن يكونوا كالبنيان المرصوص إذا مس
أحدهم جرح فسيتألم كل مسلم جراء هذا الجرح الذي أصابه , فهذا هو الدين الاسلامي الحنيف الذي غزا العالم أجمع بوسطيته و أثار الحنق و الأحقاد لدى بعض الموتورين و المتعصبين و المتطرفين في العالم .
قال رسول الله صلي الله عليه و سلم (مثل المؤمنون في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى ) و الأيام دول بين الشعوب و الدول أياً كانت او علا شأنها- فاليوم افراح و غدا اتراح .
بالأمس القريب عاد جثمان المغفور لها الشهيدة / مريم مصطفى عبد السلام ذات (التاسعة عشر ربيعا) و التي كانت تستكمل دراستها بإحدى الجامعات ب ( نوتينجهام شمال انجلترا) بعد ان اغتالتها يد العنصرية و الغدر و الخسة و النذالة على أيدي عشرة طالبات بريطانيات من اصول افريقية في 2/3/2018 ليواري جسدها الطاهر التراب بمدافن العائلة بالقاهرة .
و لقد ساهم الإهمال الطبي بصورة كبيرة في مقتلها بعد أن تم نقلها الى أحدى مستشفيات (لندن) و هي في حالة يرثى لها و التي استقبلت حالتها بفتور .. ليس لشيء سوى أنها من أصول (مصرية) و أخرجتها على أثر ذلك بعد حوالي 5 ساعات رغم حالتها الحرجة و خطورتها التي كانت ظاهرة للعيان و مدى شدة احتياجها لرعاية كامله و علاج دقيق لتعود الى مقر سكنها و تسوء حالتها بعد بضعة أيام و تدخل في غيبوبة على أثر الجراح التي أسخنت جسدها و تنقل إلى المستشفى مرة أخرى , و يتم أجراء أكثر من 8 عمليات جراحية لها بدون رحمة على أيدي أطباء يفتقدون للدين و الرحمة و من أين يأتون بهما , و فاقد الشيء لا يعطيه ؟!!
و من مشرط إلى مشرط سرق الجراحون بالمستشفى اللاندنية(عمرها) لتفيض روحها إلى بارئها في 18/3/2018 بعد الإهمال الطبي الجسيم و المتعمد من الأطباء الذين أقسموا بملء أيمانهم على القيام بما في وسعهم و جهدهم في إنقاذ حياة المرضى بغض النظر عن دياناتهم و جنسياتهم أو ألوانهم و هل يجدي القسم لمن لا قسم ولا دين له ؟
عندنا مثل من صميم الإسلام الوسطي ( إكرام الميت دفنه)لأسباب كثيرة لا يعلمها المتطرفون الانجليز و هذا يتم فقط في بلد الدين و الإسلام و المسلمين (مصر) مع أي جنسية كانت .. مصر بلد الود و التسامح .. لكن في بلاد الفرنجة الذين لا عهد لهم ولا دين استلزم الأمر 52 يوم بالتمام و الكمال حتى يعود جسد الشهيدة النحيل الى أرض الوطن بعد أن تم تشريحه لمعرفة ما به من أصابات و التمثيل به بمعرفة جراحين ( جزارين لندن ) !!
وماذا بعد عودة الجثمان ؟
عدة تساؤلات تطرح نفسها :
• في رقبة من حق مريم و دمها الذكي الذي سال بدون رحمة أو شفقه على يد مرتزقه و من اناس نزعت من قلوبهم الرحمة ؟
• أم المستشفى التي أهملت في حق علاجها و لفظتها خارجا بعد سويعات من استقبالها رغم شدة احتياجها لجراحات عاجلة و عناية مركزة لسوء حالتها ؟
• أم الأطباء المشرفون على حالتها ؟
• أم الطالبات العنصريات اللاتي لم يقبض إلا على أصغرهن سناً و تم اخراجها بعد فترة وجيزة لحداثة عمرها ف القتل و وضعها تحت الإقامة الجبرية بمعرفة (أسكوتلاند يارد) و الذي يكتشف الجرائم قبل وقوعها ؟
** و من خلال هذا المنبر الإعلامي أقول :
وراء (مريم) مصر كلها تتساءل : -
هل الإنسان المصري دمه و ماله و عرضه رخيص إلى هذا الحد ؟
لان هذه الحوادث تكررت في كثير من الدول !!
و السؤال موجه للسيدة الفاضلة / نبيله مكرم (وزيرة الهجرة)
• ما هي نتيجة التشريح الذي تم بعد قرابة الشهرين ؟ هل مازال الجناة طلقاء يلهون و يعربدون و يتمتعون بحياتهم هنا و هناك و يعيثون ف الأرض فسادا أم تم توجيه الاتهام لهم جنائياً و تم القبض عليهم و محاكمتهم و أيداعهم أحدى دور (رعاية الأحداث) لقضاء مدة الحكم الصادرة ضدهم ؟!!
(نرجو مخاطبة الحكومة البريطانية والاهتمام اسوة بما فعلته الحكومة الايطالية في قضية رجيني)
بسم الله الرحمن الرحيم
( و اذا المؤدة سألت بأي ذنب قتلت )
سؤال تطرحه (مريم) و هي في العالم الآخر الى كل من يهمه أمر المصريين في الخارج ؟