نظم مركز النيل للإعلام بمطروح ندوة بعنوان " الأزهر و نشر الفكر الوسطي في المجتمع بالتعاون مع المنطقة الأزهرية و كلية رياض الأطفال بمطروح . جاء ذلك بحضور لفيف من قيادات المجتمع المدني و قيادات الأزهر و العديد من طالبات كلية رياض الأطفال و هيئة التدريس بالكلية . حاضر في الندوة الدكتورة نيللي عميد كلية رياض الأطفال بمطروح و فضيلة الشيخ خالد إبراهيم شلتح مدير عام إدارة التوجيه بمجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة و فضيلة الشيخ حمادة محمد عيسى بمجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة و فضيلة الشيخ عاطف أحمد علي مدير عام منطقة وعظ مطروح و فضية الشيخ كارم أنور عفيفي واعظ أول بمنطقة وعظ مطروح و عضو لجنة الفتوى . بدأت الندوة بالتعريف بالفكر الوسطي بأنه ليس كلاماً عابراً أونوايا حسنة ، بل هو فكر عميق قائم على رؤية كاملة للوجود و تأصيل الحياة ، كما أن مشكلة الإنسان أنه يميل عموماً إلى اعتبار ثنائيات الحياة متناقضة ، إما خير أو شر ، أسود أو أبيض ، مع أو ضد . و أكد المحاضرون على أن الوسطية تؤمن بأن أغلب ثنائيات الحياة هي ( ثنائيات تكاملية و ليست تناقضية) ، فالمرأة والرجل متكاملان و أحدهما يكمل الآخر في الحياة ، و أي طرف ينقص يؤدي إلى نقص الطرف الآخر بل غياب الحياة بكاملها . الريف والمدينة كذلك يكمل بعضهما البعض، كذلك: العلم والدين ، بما يعني أن الوسطية تتجنب الوقوع في التطرف التبسيطي في ( مع أو ضد ) ، بل تعمل على إيجاد الحل الوسط العقلاني و الواقعي الذي ( يتوسط ) و يجمع بين طرفي الثنائية . فالوسطية تعني بكل بساطة : تجنب التعصب و التطرف في جميع مواقف الحياة ، الاجتماعية و الفكرية و الدينية و السياسية ، و حتى الفردية و النفسية . و في ذلك السياق يجب أن تكون الوسطية ضرورة حتمية لمواجهة هذه الهجمات الشرسة التي تواجه ديننا الإسلامي الحنيف من جانب عدد من الأشخاص و عدد من الجماعات التي تتاجر بالدين، وتنشر الفكر المتطرف وتغذّي العنف في مجتمعاتنا العربية والإسلامية. و اختتمت الندوة بالتأكيد على أن الفكر الوسطي هو مستقبل الإنسانية ، لأن تجارب كوارث التعصب الغربي تدفع إلى البحث عن الحلول الوسطى المعقولة من أجل تطوير حضارة إنسانية و اقعية ، و ما أشد ما تكون أمتنا و أجيالنا الشابة بحاجة للفكر الوسطي من أجل التخلص من الانفصام والتطرف والتشرذم بين الثنائيات المهيمنة منذ أجيال طويلة
