اعداد حمدى احمد
ضياء الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد المالقي المَعروف بابن البيطار، والملقَّب بالنباتي
ولد في عام 593 هـ الموافق 1197م. لقب بالمالقي نسبة إلى مالقة بالأندلس (أسبانيا الآن)، ولقب بالنباتي لأنه كان عالم عصره في علوم النبات، وينسب ضياء الدين إلى أسرة مشهورة في مالقه تعرف باسم البيطار، وربما يرجع هذا إلى اشتغالها بالبيطرة، خصوصا أن أباه كان بيطريًا حاذقًا. درس ابن البيطار علوم النبات في مطلع شبابه في إشبيلية على يد أبو العباس بن الرومية النباتي، وعبدالله بن صالح، وكان ابن الرومية صاحب شهرة عظيمة في علم النبات، والذي ألف كتاب الرحلة الذي بقي المرجع الكبير في عالم النبات لعدة قرون، فورث ابن البيطار هذه السمعة الجيدة عن أستاذه، بل إن صيته فاق أستاذه فيما بعد لموهبته ودأبه، وكثرة ترحاله إلى بلاد العالم الإسلامي وبلاد أخرى لدراسة أنواع النباتات.
اطَّلع ابن البيطار على كل ما تُرجِم من كتب اليونانيين وعلوم الأوائل من غير العرب، وقد ساعده على ذلك معرفته بعدد من اللغات كالفارسية واليونانية، حيث درس كتب الطبيب اليوناني ديسقوريدس وجالينوس وأبقراط وابن سينا والإدريسي وأبي العباس النباتي دراسة مستفيضة حتى أتقنها تمامًا، وشرح النقاط الغامضة فيها،
كان لابن البيطار في القاهرة ودمشق تلاميذ أخذوا عنه الطب وعلم النبات منهم:
أحمد بن القاسم ابن أبي أصيبعة: التقى لأول مرة بابن البيطار في دمشق، وكان يصاحبه إلى ظاهر دمشق للتعشيب، ويدرس معه عيون الكتب في الأدوية المفردة، وهو صاحب كتاب عيون الأنباء.
إبراهيم بن محمد السويدي الدمشقي: كان لابن البيطار أثر عميق في نفسه قد تجلى في كتابيه السّمات في أسماء النبات وكتاب التذكرة الهادية والذخيرة الكافية.
داود بن عمر الأنطاكي: وهو طبيب سوري كان ضريرًا، غير أنه مَهَرَ في صناعة الطب، وكان رئيسًا لأطباء مصر، وكان كتاب تذكرة أولي الألباب المشهور بتذكرة داود صدى للأثر الذي تركه ابن البيطار فيه.
وفاته
توفي ابن البيطار في دمشق عام 646 هـ الموافق 1248م وهو في الحادية والخمسين من عمره. وافته المنية وهو يقوم بأبحاثه وتجاربه على النباتات، وتسرب إليه السم أثناء اختباره لنبتة حاول صنع دواء منها.