"كتب/عبدالله صالح الحاج-اليمن"
كيف نرتقي للتعايش والسلام؟
التساؤل في حد ذاته مثير وهام ويعمل على تشغيل العقل والتفكير بعمق وبعد نظر مع لحظات من التأمل الخلاق بكل وعي وادراك لادراك الإجابة على هذا التساؤل المثير والهام بالطبع ليس لدى الفرد فحسب بل ولدى الأفراد والجماعات ولدى ايضآ شعوب مجتمعات دول العالم كافة.
بالاول اذا عرفنا وادركنا المعنى لكيف نرتقي؟ وفهمنا وعملنا بالمعنى تحقق الهدف الأسمى من معنى الرقي وكيف نرتقي؟
نقصد هنا الرقي والارتقاء بالعلاقات الإنسانية ايجابآ وليس سلبآ والتي تنبي دون أن تهدم العلاقات فيما بين بني البشر.
ولن يكون الرقي والارتقاء الا بالسمو نحو العلا وتخلق الإنسان بالأخلاق الفاضلة واتصافه بالصفات الحميدة والأخلاق النبيلة في حسن التعامل مع الغير ويتسامى بأخلاقه نحو العلا ويرتفع عن كل الصغائر ويتغظى عن هفوات وأخطاء الآخرين ممن حوله ماامكن الى ذلك سبيلا ويلتمس العذر للاخرين ويحسن الظن بهم في السر والعلن وان يتجسد منه كل هذا بالقول والفعل. الآن وبعد أن عرفنا كيف نريقي؟
نحتاج إلى معرفة وادراك معنى التعايش والسلام وكيف نرتقي للتعايش والسلام؟
التعايش في ابسط تعرف ودون ان نفكر ونتأمل مليآ في المعنى بعمق هو:
القبول بالتعايش مع الاخر على نفس النطاق والمربع وقد يكون هذا النطاق على سبيل المثال قرية او مدينة أو دولة أو وطن من الأوطان او الكرة الأرضية بأكملها والعالم بأسره.
يكون التعايش منبي في انصع صوره الايجابية قائم على نباء العلاقات التكاملية وكلآ يكمل الاخر وايضآ قائم على تبادل المنفعة دون ضررآ ولاضرار دون الاخذ بالاعتبار لماهية الديانة او الجنس او العرق او اللون فيما بين بني البشر عامة.
وفي إطار التعايش والقبول بالاخر تضمحل مثل هذه الفوارق ويكاد تنعدم بالبتة كلما زاد الوعي الفكري والثقافي لدى الأفراد والجماعات والشعوب والإمم وتتحقق معنى المواطنة والتي تعني حق العيش لكل مواطن من مواطني العالم بعزة وشموخ دون أن توجد اي فوارق وامتيازات طبقية او عرقية او سلالية او... الخ وطالما ان هذا المواطن يقوم بجميع الواجبات التي هي عليه نحو دولته ووطنه فلهو حقوق يجب أن تعطى له كاملة دون انتقاص وفقآ للتشريع والدستور والنظام والقانون والذي كفلها لكل مواطن من مواطني العالم وفي أي دولة من دول العالم.
وقد يكون القبول بالتعايش مع الاخر في القليل النادر من الحالات محدود ومقصور كلآ على ذاته وغير قائم على عدم وجود اي علاقات تذكر ومثل هذه الحالة النادرة الشاذة حكم النادر لاوجود له
وسنضرب على ذلك مثال:
حينما يتحقق السلام على أرض فلسطين مابين الكيان العربي للشعب الفلسطيني صاحب الحق والكيان الاسرائيلي المحتل الغاصب عندما يصبح هناك قابلية للعيش وتعايش الكيانين العربي والاسرائيلي وقبول كل منهما التعايش مع الاخر قد يكون التعايش في مثل هذه الحالة غير قائم على عدم وجود أي علاقات وكل كيان مكتفي في العيش على حد ذاته دون وجود أي علاقات حينما يتحقق التعايش والقبول بالاخر يتحقق السلام والامن والاستقرار العالمي هل سيتحقق هذا؟ وياترى كيف ومتى ومن الذي سيعمل على تحقيق السلام العالمي ياترى؟