- ترجمه د. رانيا الوردى
أستاذ مساعد الأدب الألمانى بكليه التربيه جامعه عين شمس
عضو الهيئه الإستشاريه العلميه لهيئه إنست الدوليه بفيينا الداعمه للحوار الثقافى القومى والعابر للقوميه منذ 2011 وحتى الآن
عضو مجلس إداره الجمعيه العلميه للكاتب النمساوى يورا صويفر بفيينا منذ 2011 وحتى الآن
مقدمه:
مع إقتراب رأس العام الجديد، أعتقد من الضرورى ترجمه ونشر هذه القصيده الشعريه للكاتب النمساوى الثائر يورا صويفر، الذى عاصر مراحل ما قبل الطفرات الإقتصاديه والتحولات السياسيه ومات فى معتقلات هتلر ولكنه ترك ميراث أدبى يوضح كيفيه التحول السلمى لمجتمع الحداثه. فى حين نادى الشاعر النمساوى الثائر فى قصيدته "أنشوده الإنسان البسيط" بضروره ثوره الإنسان ضد نفسه لميلاد الإنسان الجديد، أكد الشاعر فى هذه القصيده على ضروره ثوره البشريه ضد نفسها لكى تستعيد بصيرتها وتتحرك بوجه مؤمن نحو رأس العام الجديد حتى يمكن ميلاد العام الجديد. إن القصيده تمثل دعوه للسلام. والجدير بالتقدير والإحترام أن هذه الدعوه جاءت من شاب ثائر مات فى معتقلات هتلر وعمره لا يتجاوز 26 عام. وقد جاءت دعوه صويفر للسلام فى زمن عاصره صويفر، حيث إحتدمت الثورات والصراعات والحروب. وقد ظهر صويفر داعيا للسلام ومؤكدا فى أعماله الأدبيه على الثورات الإصلاحيه الداعمه لثقافه السلام والداعمه لإعاده بناء الإنسان والمجتمع.
ترجمه القصيده:
البشريه رأت: عامها القديم
كان رثا وكان قذرا.
البشريه رأت: بالدماء
وبالعرق كان العام ملوثا.
وقع الإنهيار فى يناير.
وجدوه قصير جدا وخائف.
وأقسم أمامه جموع العاطلين
ياله من طويل جدا!
ياله من طويل جدا!!
البشريه رأت: أن ثيابها
لا تريد أن تناسب أحدا
ولهذا السبب رأت أنه من الأفضل
حياكه ثوب جديد.
كان اليل بارد. وقفت البشريه
متوجهه الأمل تاره وعاريه تاره أخرى.
وإنطلقت يد نشيطه لقائد على إيقاع الساعه.
دقت الساعه الثانيه عشره، ونادى القائد.
الإنحناء بعمق نحو الأرض:
العام - أنا أتحدث بموضوعيه -
يقف أمامكم لطيف جدا!
البشريه تضحك وتشرب وتنام،
وينام اليل بطريقه غايه فى البراعه.
وتعدو فى أحلامها فارحه
فى العام الجديد! فى العام الجديد!
البشريه شعرت بمرض شديد
عندما أفاقها بهزه صقيع مبكر يقظ
وعندما ربطها رجلا، يجوز له ذلك،
بمقعد الحديقه العامه،
قالت له بحريه وبصراحه مماثله
أنها بالطبع ليست إمرأه متسوله!
وتسائلت ألم ير أن: عامها سيكون لامعا ونظيف وجديد.
رجلا لوى شفتيه متهكما
ولكن البشريه نظرت إلى العام الجديد.
نهضت وقالت:
العام، العام الجديد يضغط!
يضغط مسببا جرحا للعنق والأكتاف!
أسدل عليه الأستار، مريله مهلهله!
كان طويلا جدا، أو فى واقع الأمر.
قد يكون قصير جدا؟قد يكون قصير جدا؟
مر العام بصعوبه، الخطوه الحره
فيه كانت تعنى الألم والنهنهه!
ومن خلال قماشه ذى التفصيله السيئه، لم ير المرء إلا الرقع وهى تتلألأ.
نعم، بارقه نور بنيه لدم ينزلق
خلال إنسجته ضعيفا ولامعا.
فرقع بصوت أجوف مثل الديناميت
درز العام، درز العام...
عام جديد؟ لا، لم يكن أبدا كذلك.
البشريه كانت عمياء البصيره.
حول المرء سترتها القديمه نحو ضؤ النجوم.
سترتها القديمه، التى غزت ووغزت،
حولوها بلا نهايه.
ولكن البشريه لم تراه.
تحركت ببطء بوجه مؤمن
نحو رأس العام الجديد.
ملحوظه: المترجمه لم تشارك او تدعو لثوره 25 يناير على الرغم من الاقتناع بمبادئها تخوفا لتحول الثوره إلى ثوره دمويه مثلما حدث مع الثوره الفرنسيه. ويجدر الإشاره أن المترجمه كتبت رساله الدكتوراه الخاصه بها فى النموذج الفكرى للتحول فى مرحله ما قبل الطفرات الاقتصاديه والتحولات السياسيه فى المانيا. وقد أشرف على هذه الرساله أ.د. مشيره سويلم رئيس قسم اللغه الألمانيه بكليه التربيه جامعه عين شمس آنذاك وا.د. زيجفريد شتاينمان الأستاذ الزائر الألمانى بجامعه الأزهر آنذاك.وقد تم نشر هذه الرساله عام 2009 فى واحده من أكبر دارات النشر بألمانيا. كما اشتركت عام 2010 فى اول مؤتمر الكترونى على مستوى العالم افتتحه بنظام الفيديو كونفرس رئيس الاتحاد الأوروبى وأمين عام منظمه اليونسكو. كما ترأست أحد الجلسات الالكترونيه فى هذا المؤتمر، التى دارت حول النماذج الفكريه فى العلوم الانسانيه لعبور الأزمة العالميه الراهنه بأبعادها الثلاثه ( الفقر والحرب والاغتراب). كما اقترحت وطبقت من قبل الثوره المصريه وحتى عام 2015 مشروعا يدعم الأمل لدى الشباب فى إمكانية العبور للمستقبل وإن ساد الظلام. كما دعمت من قبل اندلاع الثوره المصريه فكره انشاء مكتبه سياسيه فى الجامعات المصريه لدعم التربيه السياسه لشباب الجامعات باعتبارها مدخلا رئيسيا لدعم التحول الديمقراطى. ولم يكن قبولها عام 2011 لتكون عضو مجلس إداره الجمعيه العلميه للكاتب النمساوى الثائر يورا صويفر بفيينا إلا ايمانا منها بدور الثورات الإصلاحيه فى دعم إعاده بناء الإنسان والمجتمع. هذه الثورات الإصلاحيه على المدى الزمنى القصير والمتوسط والطويل عرضها الكاتب الثائر فى أعماله الأدبيه ليستحق عن جدار وإستحقاق أن يتم حفل تأبين له عام 2012 تحت رعايه رئيس جمهوريه النمسا وبحضور وزير الدفاع النمساوى ووزير الداخليه تاكيدا لتصالح الجهات الأمنيه مع الشباب الثائر فى مراحل ما قبل الطفرات الإقتصاديه والتحولات السياسيه