<!--

<!--<!--

قصة كاميرا
=====
قد تبدوا طويلة لكن رجاء قف عندها وشييير بنية أن يصل ولو جزء من المعنى
فمنذ أيام
---------
كنت فى أحد المنتزهات فوجدت رجلاً قارب الستين من عمره
هكذا يبدوا من ملامحه
كان يبدوا مهموماً جداً
ملابسه عادية تقريباً لكنهـا لاتقول انه فى حاجة الى مال
اعتقدت فى البداية أن أحوال البلد وراء همه
جلست بجانبه ، فلم يشعر بى
وضعت يدى على رأسه فانتفض
اعتذرت له
فابتسم . . .ودار بيننا حوار عن الدنيا وما بهــا وأنه لا يوجد شىء يستحق كل هذا الهمّ
و فى فضول منى لأعرف ما ألم به سألته و أنا أقدم كلمة وأرجع كلمة
لكنى وجدته مشتاق الى اخراح مافى جعبته
قال الرجل :اننى فى حيرة من أمرين
الأول
====
يتمثل فى رسالة مزعجة وصلتنى منذ أيام
يقول : الرسالة من سيدة لا أعرفهــا وليست معى على صفحتى ، بل لم يسبق لى الدخول على صفحتهــا
الرسالة معهــا مقطع فيديو بشع
لبشاعة مقطع الفيديو المصاحب للرسالة
قلت قبل أن أقوم بأى رد عليهــا ادخل على صفحة صاحبة الرسالة
وكان مقطع الفيدو الوارد مع الرسالة لرجل فى وضع غير لائق
يقول : وجدت أن صفحتهــا عادية جداً
بل بهــا أحاديث وآيات قرآنية ونصائح
وصور ورد ، وحيوانات وبعض أشعار . . . وما إلى ذلك
يقول الرجل: فتجرأت وبعثت لهـا تعليق على أحد الأدعية الموجودة لديهــا
يقول الرجل سألتهــا : ( وصلتنى رسالة من سعادتك ومقطع فيدو لرجل تعرفينه )
ما سبب هذه الرسالة؟
فقالت فى البداية انه صاحبك وذكرت اسمه رباعى
فقال : لكنى لا أعرف أحداً بهذا الإسم الرباعى ، وانا بالفعل لا أعرف أحداً بهذا الإسم
فقط أعرف رجلاً يتشابه معه فى الإسم الأول فقط
لكن ليس معنى أن أقول لك ان حسن عبد السلام بيومى المواردى (صاحبك) أنه كذلك
قلت له قد يكون لك زميل دراسة أو جار اسمه حسن
قال بلا لكن ليس كل حسن أعرفه يكون هو الذى تقصده تلك السيدة
خاصة وهى هى تذكر الإسم رباعى
ثم قال الرجل ورغم ذلك
--------------
أردت أن أعيد النظر الى المقطع ( المهزوز)
لكن حيائى منعنى أن أكمل المشاهدة
وتوالت رسائلها بصورة سريعة وبكلمات قصيرة
كلهــا غيظ مما شاهدت
قالت انه فتح الكام وصور نفسه أمامها هكذا
تقول وهى مستائة جداً
ان كنت تعرفه (خليه يكلمنى)
يقول الرجل شعرت بحرج شديد
ماهذا الذى أسمعه؟
أهى مستائة مما رأت أم ماذا؟
و تجنباً لسوء الظن منى: نصحتهــا بأن تراجع نفسها
فأحداً لم يدرى ما الحوار الذى دار بينها!!
وقلت ربما يكون صدر منها قولاً استوعبه الرجل من زاوية خاصة
قال الرجل أعتقد ذلك
وانتهت الحوار بين الرجل والسيدة
ثم قال : بحثت بين أصدقاء الفيس عن اسم هذا الرجل فلم أجده
وبحثت بالشبه فلم أجده وذلك لكى أشفى صدرى وأريح ضميرى بأن أحد من بين من اخترت أو قبلت اضافتهم غير متورط فى هذه المشكلة
والحمد لله لم أجد
قلت له اذاً ما يحزنك ( الموضوع بذلك انتهى )
قال لا . . ان انتهى عندك فلم ينته عندى
وهذا هو الأمر الثانى
==========
واستطرد قائلاً: ان هذا الرجل صور نفسه بملء ارادته
يعنى يعلم أن هناك كاميرا تسجل خطاياه
تخيل كان ممكن الكاميرا تتعطل دون أن يدرى
لكن فيه كاميرات تانية شغالة
لدى كل منا كاميرات تسجل كل حركة وسكنه ، وما بتعطلش
 ( الكاميرات دى)  هى

---------

 ملكان عن اليمين وعن الشمال
وجوارح تسجل علينا ، وهم شهود علينا يوم العرض
غرغت عيون الرجل بالدموع
-------------
حاول ان يتماسك
فقطع بكائه بقوله اسمع هذه النغمة
وفتح الموبايل على ترتيل جميل بصوت شبابى لقول الله عز وجل

(حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون * وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون *وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون)
ثم قال
-------
قد يتمكن هذا الرجل أن يمسح هذا المقطع الآن

لكن هل سيهرب من جلده حين يشهد عليه ؟؟
ماذا لو مات أثناء خطيئته ؟؟
ترى سيُبعث على ما مات عليه!!!
قلت : أكيد..
ناهيك عن ان ما فعله أمام امرأة لا تحل له هو دين فى رقبته سيدفعه فى محارمه

يبدوا اننا تقاسمنا احساس الخوف من الحساب بالفضائح سواء فى الدنيا أو الآخرة
فتشابكت أيدينا بقوة من الخوف
وكأن بيننا صداقة عمر تائهة
قمنا يمسك بعضنا بيد الآخر
وكأنه عهد بيننا ألا ندع للشيطان مجالاً بيننا
فساعة الحساب لا محالة قدامة

واستودعنى قائلاً وهو يشير الى جلد يده
=======
خلى بالك . . . . الكاميرات شغالة
وتذكرنا سوياً وصية الحبيب صلى الله عليه وسلم لأبى ذر

(يا أبا ذر احكم السفينة فإن البحر عميق ، وخفف الحمل فإن العقبة كؤود، وأكثر الزاد فإن السفر طويل ، واخلص العمل فإن الناقد بصير)
نسأل الله لكم ولنا العافية فى الدين والدنيا والآخرة....

وخلوا بالكم من الكاميرا لأنهــا شغالة وما بتعطلش

م. جمال حافظ

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 136 مشاهدة
نشرت فى 3 يونيو 2014 بواسطة jamalhafez

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

126,238