بسمة أمل فى بحيرة مريوط
----------
المعدات البرمائية تلتهم البوص الكثيف داخل بحيرة مريوط
<!--
<!--<!--
هذه البحيرة لم يكن يذكرها أى باحث أو صحفى أو سياسى ساعة الانتخابات الا ذكر معها التلوث الذى يصيب محافظة الاسكندرية.
كانوا يتحدثون عن التلوث فى الاسكندرية على اساس ان مصدره هو بحيرة مريوط
وفى الحقيقة ان هذه البحيرة ظلت مجنى عليها طيلة العقود الماضية
فحقيقة الأمر أن بحيرة مريوط شأنها شأن جميع المحميات الطبيعية فى مصر
وكلمة طبيعية كفيلة بأن تشرح لنا موقف البحيرة المسكينة من هذا التلوث الوارد اليها من كل مكان (( بأيدى الإنسان))
وللأسف سنرى ان هذا الانسان فى أغلب الأحيان يكون واحد أو أكثر من صناع القرار.
تصوروا صناع القرار !!!
نعم صناع القرار هم الذين وصلوا بالمحميات الطبيعية فيكى يامصر الى هذه الدرجة من التدنى والتلوث.
وبدلاً من أن يجعلوا من هذه البحيرات مصدراً لجلب الأرزاق بخيراتها الوفيرة والمكنونة بين شواطئها وبدلاً من ان يجعلوها مصدراً لانشراح الصدور.
قلبوا النعمة نقمة.
و جعلوا من منابع الخير بؤراً إجرامية تختبىء فيها قوى الشر والفساد بختلف انواعه
هكذا كانت بحيرة مريوط
حتى أذن الله لها أن تنفض هذا الغبار عن وجهها
وتظهر فى ثوب لم يعهده أهلها من قبل
حاربنا كثيراً حتى حصلنا على كلمة ((موافق))
أتدرون على ماذا كانت هذه الموافقة؟؟
لقد كانت على عزل الصرف الصحى الوارد من محافظة الإسكندرية الى بحيرة مريوط
هل شاهدتم مهزلة أكثر من هذه
صناع القرار أخذوا هذا القرار يوماً ما
قرار القاء الصرف الصحى على لقمة عيش عشرات الآلاف من صيادى الاسكندرية
ولا تعجب من ذلك
فيبدوا ان هذه كانت سنة صناع القرار فى مصر
فما من بحيرة من بحيرات مصر الا ونجد قرار القاء الصرف الصحى فيها من أكثر القرارات تفعيلاً
فبحيرة المنزلة ما زالت تشكو الى الله الوارد اليها من مصرف بحر البقر
وبحيرة ادكوا تأن من التلوث من الصرف الوارد من محطة كوم الطرفاية
وبحيرة البرلس التى حل اليأس عليها بسبب ما تستقبله مكرهة مياه مصرف كتشنر الملوث والذى يحمل مياه الصرف الصناعى الخاص بمصانع الغزل والنسيج والأصباغ بالمحلة الكبرى داخل البحيرة بدون إجراء أى معالجة لها مما يعد كارثة بكل المقاييس ناهيك عن باقى المصارف.
فى وسط هذه الأجواء بدت على وجه بحيرة مريوط بسمة أمل
هذه البيمة بدأت عند ظهور بوادر مشروع الحد من التلوث الوارد من مصرف القلعة الى الحوض الرئيسى بها حيث تطور اسم المشروع الى عزل التلوث بدلاً من (الحد من التلوث)
وازدادت بسمتها عندما بدأ مشروع تغريتها بمياه مصرف غرب النوبارية وانقاذ أكثر من 750 فدان بمنطقة مرغم من الجفاف المحقق
لكن الأمل فى الله مازال قائماً تجاه انهاء مشكلة تزايد نموات البوص بالبحيرة من البحيرة
فقد بدأ مؤخراً مشروع هو الفريد من نوعه
مشروعاً يجرى بمقتضاه تغير خريطة البحيرة من الداخل
فقد تعودنا ان تقوم المعدات الرمائية داخل البحيرات بانشاء ممرات مائية
يسميها أهل البرلس أسراب
ويسميها أهل ادكو ابواب
ويسمبها أهل المنزلة قطعان
وهذه الممرات اعتدنا ان بكون عرضها من 15- 25 متر
أما الأن وفى بحيرة مريوط اختلفت المقاييس
فقد تجاوز عرض الممر الأول والذى لم بنتهى العمل منه بعد تجاوز الـ600 متر
نعم ستمائة متر
ليصل بالصياد الى قلب البحيرة دون عناء
وليدخل هذا المسطح الجديد الى البحيرة بكل خيراته
مخطىء من ينسب الفضل لفرد بعينه
فقد خرج من الإدارة المركزية للتنمية والمشروعات شباب نحسبهم على خير جاهدوا وتحملوا من أجل مزول هذه المعدات الى بحيرة مريوط الكثير على حساب وقتهم وأعصابهم سمعوا ما يرضى أحداً من القول لكن ثقتهم بالله قبل كل شىء انهم يقدمون عملاً لا يبتنغون من ورتئه الا الصالح العام لهذا الوطن حتى ان معظمهم لم يكن ينتظر حتى كلمة الشكر من أحد
ومن بين هولاء
السيد المهندس / شعبان منصور
مدير ادارة صيانة المعدات الثقيلة
السيد المهندس / جمال محمد السيد
مدير ادارة المشروعات بالمنطقة الغربية
لم تثنيه أى ألام عن النزول لتشغيل المعدات وهو جهد ومشقاه لا بعلم فدره الا القريبون من ميدانالعمل
وكان أيضاً للمرأة دور فى حصر نتائج الأعمال على الطبيعة وليس دفترياً
فقد غادر الأنسة ايمان حسين مكتبها وبعيداً عن المكيفات وتحت أشعة الشمس وسط التقلبات الجوية شأنها شأن باقى جهاز التشغيل ، ركبت فوق ظهر الحفار اتسجل احداثيات العمل على الطبيعة
هؤلاء كان غذائهم ان ترى أعينهم البهجة فى أعين الصياد وهم يمسك بثمرة جهده (الحلال) نعم الجهد الحلال ، بعد ان هجر العديد منهم المهنة الى مهن أخرى بعضها غير شريف
بل ان بعضهم هاجر هجرة غير شرعية الى الجنوب الأوربى كاد ان يدفع ثمن هجرته هذه حياته مثلما دفعها غيره ممن سبقوه الى عرض البحر المتوسط فى قوارب غير مهيئة لملاقاة هذه الأمواج العاتية
ليس ذلك فحسب
بل إن التقارير المبدئية تشير الى حدوث طفرة فى نوعية مياه البحيرة بعد سحب عينات من نفس المناطق التى كانت لا تطاق رائحتها
لقد نفضت البحيرة غبار الماضى وفتحت ذراعيها لفد مشرق
كل الدلائل تشير الى أن أيدى التنمية فيها لن تقف عند هذا الحد
لقد انطلق قطار التنمية فى بحيرة مريوط بسرعة تجاوزت كل المقاييس
حتى ان العاملين فى المشروع لا يصدقون أنفسهم
رسائل التهنئة لاتنقطع كل يوم وللأسف مصحوبة باستغاثات باقى البحيرات
فهل من مجيب
استكمال الأعمال ببحيرة مريوط يحتاج الى بضعة أشهر
والتلوث فى خلال هذه الأشهر ينهش فى انتاج باقى البحيرات
متى تمتد أيدى المعونه الى باقى البحيرات
نسمع عن منحة متعثرة قدرها 76 مليون جنيه لبحيرة ادكو
ونسمع عن 150 مليون جنيه أهدرت فى ردم جزء كبير من بحيرة البرلس أثناء التطوير المزعوم من شركة المقاولون العرب
ومئات الملايين أهدرت فى حملات الازلة ببحيرة المنزلة
متى يتم توجيه هذه الملايين الى وجهتها السليمة ؟
متى يستجيب صناع القرار الى صرخاتنا بشراء معدات بهذه الملايين لتطوير البحيرات بدلاً من اهدارها فى نتائج سلبية
هل تعلم ان قيمة المعدات العشرة الأخيرة التى اشترتها الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية والتى قلبت كيان بحيرة مريوط لايتجاوز 17ملوين جنيه والتى يجرى بها الآن تغيير خريطة التوزيع النباتى بالحوض الرئيسى للبحيرة.
وان ماتم انفاقه لردم أكثر من 300 فدان ببحيرة البرلس تجاوز الـ 150مليون جنيه
وأن بحيرة ادكو تلهث على مبلغ 76مليون جنيه
متى ينتبه صناع القرار الى أن قرارات التنمية الحقيقة تأتى من أهل العلم والخبرة داخل ديوان الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية
رسالة الى جميع المحافظين ممن تقع أجزاء من البحيرات المصرية فى ذمتهم:
ضعوا ايديكم فى ايدى صناع القرار داخل الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية
لا تنصتوا الى المقالات الصاخبة التى ترد على صفحات الجرائد وفى برامج التوك شو
الناس داخل الثروة السمكية يريدون ان تظهر نتائج جهد المخلصين بينهم
مقالات الجرائد وفى برامج التوك شو لا هم لها الا الشهرة بالتشهير بسلبيات لا دخل للهيئة بها
فالبحيرات مجنى عليعا بفعل القرارات السابقة من المحليات بالقاء نواتج الصرف الصحى والصناعى بها
لا تضيعوا وقت البلد فى الوسائل المتبادلة بينكم
واستثمروا هذا الوقت فى ممارسة الضغط الكافى على المتسببين فى تلوث مياه البحيرات حتى يغسلوا ذنوبهم بشراء معدات تخدم مشارييع التنمية داخل البحيرات المصرية
اللهم قد بلغت
اللهم فاشــهـــد
م . جمال حافظ
ساحة النقاش