الاستزراع السمكى - الجزء الرابع استزراع الأسماك في حقول الأرز: تعتبر زراعة السمك في حقول الأرز إحدى أفضل الطرق العلمية لتفعيل استخدام الأرض الزراعية، وبخاصة في الدول الفقيرة، حيث تسهم في حل مشكلة النقص الحادث في إنتاج البروتين الحيواني وبأسعار رخيصة. ومن المعروف أن مزارع الأرز تتميز بالمساحات الكبيرة مما يعظم من قيم الإنتاج السمكي، خاصة وأن تلك المزارع تكون عادة بعيدة عن البحار والبحيرات ومراكز الصيد، ومن هذه الأنواع المستزرعة في منطقة الشرق الأوسط: السمك المبروك، والبلطي والموزامبيقى، ويتم زراعة القراميط في الولايات المتحدة، ويفضل زراعة البلطي والبورى والموزامبيقى في بيئة الماء المشروب. ويمثل إنتاج الأسماك في حقول الأرز في مصر حوالي 2.4 % من إجمالي إنتاج الأسماك من المصادر المختلفة طبقاً لتقرير الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية عام 2001.
ولاستزراع الأسماك في حقول الأرز عدة فوائد نحصرها فيما يلي: 1. تتغذى الأسماك المستزرعة في حقول الأرز على بعض الحشرات و الطحالب و الديدان الضارة بمحصول الأرز. 2. تؤدي مخلفات الأسماك في الحقل إلى خصوبة التربة مما يقلل من معدلات تسميد الأرز. 3. القضاء علي ظاهرة الريم في حقول الأرز التي تؤثر سلباّ علي إنتاجية الأرز . 4. يؤدي استزراع الأسماك في حقول الأرز إلي زيادة محصول الأرز بحوالي 10 – 12% للفدان، وبالتالي زيادة العائد النقدي للمزارع بزيادة محصول الأرز و الأسماك معاّ. 5. بالنسبة لأسماك البلطي يفضل زراعتها في مزارع الأرز حيث أنها تؤكل في أي حجم في نهاية موسم الاستزراع، وفي ذات الوقت لا تتغذى على محصول الأرز لأنها ليست عشبية التغذية، بالإضافة إلى أنها مقاومة للأمراض خلال فترة التربية. 6. يفضل استزراع أسماك البلطي وحيد الجنس (منتج بالتهجين) لأنها لا تتكاثر فلا تسبب ازدحام الأسماك في الحقل، وبالتالي تحقق معدل نمو أعلى من استزراع البلطي المختلط.
تختلف ظروف زراعة السمك في حقول الأرز تبعاً لمجموعة من العوامل هي: 1. اختلاف نوع التربة وطبيعة الطقس في المنطقة المزروعة. 2. اختلاف أنواع السمك المزروع. 3. اختلاف نوع وطرق زراعة الأرز. 4. اختلاف طرق زراعة السمك وطرق تغذيتها. 5. اختلاف طرق تسميد التربة واستخدام المبيدات بها.
الشروط الواجب توافرها في السمك المزروع: 1. أن يكون قادر على تحمل ظروف الحياة في الماء الضحل. 2. أن يكون قادر على تحمل ظروف قلة الأكسجين الذائب. 3. يمتاز بسرعة النمو حتى حجم التسويق. 4. القدرة على تحمل ظروف ارتفاع درجة الحرارة. 5. أن يكون قادر على تحمل ظروف الماء العكر.
عيوب هذا النوع من الاستزراع: 1. ارتفاع نسبة الفقد في المنتج من السمك، حيث يتراوح ما بين 40 – 60% للإصبعيات، و 20 – 30 % لسمك المائدة، وذلك بسبب الحيوانات المفترسة أو الطيور كأبي قردان. 2. ارتفاع درجات الحرارة خاصة في حالات الماء الضحل الذي يتسم بقلة الأكسجين الذائب. 3. تحتاج إلى جسور وأخاديد بما يشغل مساحة 5 – 7 %من مساحة الحقل. 4. قد يحتاج السمك إلى ماء عميق لا يتحمله الأرز. 5. تحول هذه النوعية من المزارع دون استخدام الوسائل الزراعية الحديثة من ميكنة، وأسمدة كيماوية ومبيدات حشرية، ويمكن التغلب على هذه العيوب بالزراعة المتناوبة بين السمك والأرز.
حقل الأرز: يعامل حقل الأرز كما هو الحال في الأحواض السمكية، إذ يعتبر الحقل حوض ضحل الماء، نظراً لوجود الأرز فيه، ويتم توفير سبيل لري الحقل وصرف الماء منه، كما يتم إحاطته بالتربة لحفظ الماء، حيث ينبغي أن تكون الجوانب على ارتفاع 25 سم، وعرض 50 سم من أسفل، و25 سم من أعلى.
أصناف الأرز التي يوصى بزراعتها: يوصى في هذا النوع من الاستزراع السمكي بزراعة أصناف الأرز (جيزة 177، و178)، و (سخا 101، و102) وذلك للأسباب الآتية : 1. مقاومتها لمرض اللفحة و بالتالي عدم استخدام المبيدات الفطرية للأرز . 2. فترة الاستزراع (120 يوما) من الزراعة حتى الحصاد . 3. توفير مياه الري بنسبة 25 – 30 % بالمقارنة بالأصناف القديمة . 4. متوسط إنتاج الفدان من الأرز يتراوح بين 3.5 –4طن / فدان . 5. يمكن استكمال فترة التربية في مصرف قريب من حقل الأرز . مع العلم بأنه يجب مراعاة أن الجورة يكون بها من 3 – 4 نباتات، والمسافة بين الجورة و الأخرى حوالي 15سم، وذلك حتى تتخلل أشعة الشمس النباتات ويتكون الغذاء الطبيعي للأسماك.
تجهيز حقل الأرز لاستزراع الأسماك: 1. ويتم التجهيز عن طريق حفر أخاديد بعرض 50 سم وعمق 30 سم على الأقل، كما تحفر أخاديد أخرى تأوي إليها الأسماك عند ارتفاع وانخفاض درجة الحرارة بالحقل، على أن تكون على عمق 1 متر، ويفضل أن يكون في طرف الحقل ناحية الصرف، وذلك حتى تستخدمها الأسماك كمأوى لها عند انخفاض مستوى الماء بالحقل. 2. يراعى تشوين ناتج حفر الزورق على ريشة واحدة هي الريشة الخارجية للحوض والريشة الداخلية في مستوى حقل الأرز. 3. يتم عمل 2 سرند لكل زورق، وهي عبارة عن برواز خشبي (1×1م) مغطى بسلك سعة فتحاته ضيقة، ويوضع سرند منهما عند رأس الزورق و الآخر عند آخره، وذلك لمنع دخول الأسماك الغريبة للحقل ومنع خروج الأسماك المستزرعة من الحقل، ويراعى تثبيت هذه السرندات جيداّ. 4. تؤمن فتحة دخول وخروج الماء، بحيث يمنع هروب السمك أو دخول أسماك غريبة. 5. يفضل استخدام الماء الشروب المائل إلى الملوحة، حيث أن استعمال الماء العذب يعد مكلفاً، ويفضل المداومة على ري حقل الأرز بالماء ولو على فترات، حتى يتسنى تعويض الماء المفقود عن طريق التبخير أو التسرب، وضمان استقرار مستوى الماء عند حد معين. 6. في حالة استخدام مبيدات الحشائش يراعى إضافة الإصبعيات بعد أسبوع من الرش لتلافي تأثير المبيد وحسب فترة التحريم للمبيد المستخدم.
التسميد العضوي: يستخدم السماد البلدي (زرق الدواجن) بمعدل 30 كجم / فدان بالنثر على قاع الزورق، وذلك قبل نقل شتلات الأرز من المشتل إلى الحقل. يبدأ إعداد المشتل لزراعة الأرز في الأسبوع الأول من شهر مايو ويجب عدم التأخر عن هذه الفترة وذلك لأن التأخير سوف يضر بمحصول الأرز وكذلك يقلل من الإنتاج الكلي للأسماك المستزرعة.
طرق الإنتاج: تختلف طرق الإنتاج حسب حجم السمك، ففي حال إذا ما بدأنا بزراعة الفقس يكون الناتج من الإصبعيات التي يصل طولها إلى 3 سم في 5 أسابيع، أما إذا بدأنا بالإصبعيات فنحصل على سمك للأكل مباشرة، والذي قد يزن قرابة 100 جم في شهرين، وقد تستخدم حقول الأرز لحوض التبويض.
وهناك نوعان من الطرق المستخدمة في إنتاج السمك: أ- الإنتاج الموحد: وفيه يتم حصد الأرز والسمك في وقت واحد، وهو ما يتطلب نمو كل من السمك والأرز معاً في نفس الوقت، ويتم في هذا النوع من الإنتاج تخزين الاصبعبات (5- 8سم لإنتاج سمك المائدة) بمعدل 2 – 3 ألف/ هكتار. ب- الإنتاج المتناوب: وفيه يتم حصد السمك والأرز بشكل متناوب.
نقل الإصبعيات من المفرخات إلى حقول الأرز: 1. بعد فرد شتلات الأرز في الحقل المستديم ورفع منسوب المياه، توضع أكياس الزريعة على سطح مياه الزورق المحفور بالحقل لمدة حوالي 15دقيقة، وذلك لتتأقلم إصبعيات الأسماك على درجة حرارة مياه الزورق، ثم يتم فتح كيس الإصبعيات مع إدخال تيار مائي بطئ، فتخرج الإصبعيات إلى مياه الزورق ويجب أن لا يقل منسوب المياه عن 10- 15سم طوال الاستزراع . 2. تستزرع أسماك البلطي في حقول الأرز بمعدل 500 وحدة للفدان. 3. يجب أن تبدأ بإصبعيات بلطي وزن 2- 5جم حتى تصل إلى الحجم التسويقي في نهاية مدة الاستزراع، حيث يصل متوسط وزن السمكة إلى حوالي 100- 125جم في حالة التغذية الصناعية مع التسميد العضوي، أما عند استخدام التسميد العضوي فقط يصل الحجم التسويقي حوالي 80-100جم.
التغذية الصناعية للأسماك المستزرعة في حقول الأرز: تتم التغذية الصناعية للإصبعيات بنسبة 25% بروتين بعد 24 ساعة من وضعها في الحقل، مع مراعاة وضعها مرتين خلال اليوم، في المرة الأولى الساعة العاشرة صباحاً، وفي المرة الثانية الساعة الثانية ظهراً، وذلك حتى تقلل الفاقد منها، وكذلك حتى لا تؤثر على صفات وجودة المياه في الحقل .
كيفية حساب كمية العلف التي يجب إضافتها: لابد من ملاحظة وزن الأسماك كل 15 يوم، وذلك بأخذ عينة منها بواسطة شلب كبير، وذلك لحساب الزيادة في الوزن، وبالتالي حساب كمية العلف التي يجب إضافتها، ويضاف العلف بنسبة 3% من الوزن الكلي للأسماك المستزرعة. مثال: إذا كانت الإصبعيات المستزرعة 1000 إصبعية، ومتوسط وزن الإصبعية الواحدة 15جم، فإن كمية العلف التي يجب إضافتها تكون 1000إصبعية × 15جم ×3/100 ( نسبة العلف) =450جم يومياً. ويمكن الاستغناء عن إضافة العلائق الصناعية نظراً لارتفاع ثمنها واستخدام العلائق غير التقليدية (مخلفات مصانع الأغذية ومخلفات المخابز)، وكذلك يمكن خلط بعض مخلفات المحاصيل الحقلية وإضافة مجروش الذرة الصفراء و الردة، وذلك لزيادة ربحية المزارع.
حصاد الأسماك: من طرق الحصاد أن يتم حصد الأزر والسمك مرة واحدة في السنة، أو من خلال طريقة تعرف بثلاثية الحصاد في السنة ويتم فيها مرتان للأرز ومرة ثالثة للسمك، وهناك طريقة ثالثة يتم فيها الحصاد كخمسة مرات للأرز أو السمك على مدار سنتين.
أما الخطوات العملية للحصاد فهي: 1. بعد انتهاء مدة زراعة الأرز وعند نضج السنابل، يبدأ الصرف التدريجي لمياه الحقل وتتجه الأسماك إلى الخندق، فيتم جمعها بواسطة شبكة عادية يمسك طرفيها في اتجاه طرفي الزورق. 2. يتم نقل الأسماك إلى مكان تجميعها وتغسل ويتم تدريجها على حسب حجمها، وتوضع في أقفاص بلاستيكية تمهيداً لبيعها . 3. وينبغي على الزارع أن يراعي فترات غمر الحقل بالماء، وهى الفترات التي ينمو فيها السمك قبل أن تتم عملية صرف الماء من الحقل بغرض إعطاء الفرصة للأرز للنضج والإزهار.
ساحة النقاش