الجزء الرابع
●أحداثها الدامية : لقد أدت الأسباب والعوامل والأحداث المتلاحقة المحتقنة والمهيأة للانفجار أدت إلى قيام حركة شعبية مسلحة وبعد قرار حمامات الدم بتصفية الشعب السوري وتطهير إنساني عرقي ديني بحث في سورية كلها كمذبحة جسر الشغور وقرية كنصفرة ومذبحة سجن تدمر ومذبحة تدمر النسائية ومذبحة مدينة حلب في حيي المشارقة وبستان القصر وجزرة قرية سرمدا أما في مدينة حماه أنزلت قوات العصابة الإرهابية في 24-2-1980 كتيبة مؤلفة من 30 دبابة من اللواء 47إحتلت مداخل المدينة وساحاتها الرئيسية إرهابا للمواطنين الآمنين وإمعانا في قهرهم إستأنفت حماه في 1-3-1980 إضرابها تضامنا مع مدينة حلب الجريحة ففرضت السلطات الإرهابية منع التجول فيها وجابهت جماهيرها الغاضبة بالرصاص فقتلت العشرات منهم وجرحت المئات عبرت المدينة عن غضبها العارم على النظام الإرهابي البعثي المتطرف وممارسته وذلك بإعلانها الإضراب العام الشامل في 5-3-1980 فتحركت عناصر سرايا الدفاع الإرهابية والقوات الخاصة وقوات من اللواء47 بقيادة العميد الإرهابي علي حيدر لتطويق المدينة وإحتلال مراكزها الرئيسية فشنت قوات النظام الإرهابي في 6-3-1980 حملة تمشيط شرسة لأحياء المدينة مصحوبة بإطلاق نار كثيف من مختلف الأسلحة فداهموا البيوت وأخرجوا سكانها العزل إلى قارعة الطريق تحت الضرب بأعقاب البنادق والرشاشات ثم رموا من إنتقوه برصاصهم وأطلقت عناصر المخابرات العسكرية في 1-3-1980 النار على الطلبة المتظاهرين وأصابت سبعة منهم وفي اليوم الثاني أطلق رجال المخابرات من سيارة جوالة رصاص أسلحتهم على المارة في منطقة المرابط وباب البلد فسقط عدد من المواطنين بين قتيل وجريح وأطلقت قوة من الوحدات الخاصة في 7-3-1980 الرصاص والقذائف عشوائيا فأصابت مئذنة مسجد[سوق الشجرة] وهدمت عددا من البيوت وحصدت أرواح العديد من الأهالي أقتحمت عناصر الأمن الإرهابي منزل آل حقيني وقتلت ثلاثة منهم مع صهرهم الذي كان زائرا عندهم وأفاق سكان المدينة في الساعة 3 صباحا في 7-4-1980 على أصوات سيارات النجدة تعلن منع التجول في المدينة أعقبها إطلاق نار غزير من مختلف الأسلحة الثقيلة والخفيفة التي توزعت في أنحاء المدينة وكانت فرقة مدرعة كاملة مع كتيبتين من الوحدات الخاصة قد حاصرت حماه وأحتلت مواقعها الرئيسية في ليل اليوم الفائت ومع الصباح الباكر بدأت حملات التمشيط وتطويق الأحياء التي إستمرت إسبوعا كاملا إستباحت خلاله عناصر السلطة الإرهابية المدينة وقراها وأعملوا فيها الحرق والنهب والتدمير ومارسوا مع أهاليها أشنع وسائل القمع والإرهاب والإذلال وزجوا في السجون والمعتقلات أكثر من 200 مواطن وقتلوا العشرات من أبناء حماه منهم :
1- الدكتور عمر الشيشكلي :رئيس أطباء العيون في سورية .وعضو مجلس نقابة الأطباء والبالغ من العمر 45عاما وقد عثر على جثته على طريق بلدة [محردة] حيث أخذ من داره في ساعات الفجر الباكر، وأن الوحدات الخاصة قد ألقت بجثته في الشارع بعد أن إقتلعت عينيه، وقطعت بعض أوصاله وهو حي، وقد بدت من تشنجات وجهه مظاهر التعذيب الشديد الذي تعرض له قبل أن يطلقوا عليه النار ويردوه قتيلاً.وهدموا عيادته الطبية بعد أن نهبوها .
2- الدكتور عبد القادر قندقجي صاحب مشفى الحكمة وهو طبيب طبيب جراح إختصاصي .
3- أحمد قصاب باشي : البالغ من العمر 55 عاما عثر على جثته في [جسر باب الهوى] قلعوا أظافره وقطعوا أصابعه قبل أن يمزقها الرصاص وكان رجال الأمن الإرهابية قد أخذوه من منزله قبل يومين .
4- خضر الشيشكلي [82] سنة حرقوه بصب مادة كيميائية /الأسيد/ عليه في منزله وهدموا منزله بعد أن سرقوا محتوياته .
وحاصرت قوات الوحدات الخاصة في 21-5-1980 أسلحتها منطقة جامع الأحدب وضربوا باب المسجد واقتحموه وقتلوا المؤذن [رئيف سنو ] كما دمروا منزلا لآل قاطرجي يقع خلف المسجد وقتلوا ثمانية طلاب تتراوح أعمارهم بين [13-20] سنة وأحرقوا منزل عبد القاددر حداد وهو يعمل بمهنة خياط وقتلوا ولديه والمنزل المجاور له [بيت العطري] وقتلوا ثلاثة مواطنين من المارة وفي اليوم الثاني داهمت جماعة قوات الأمن الإرهابية [بيت الشعار] في حي المشارقة [البرازية] وقتلوا رب العائلة وأولاده وفي اليوم الثالث على التوالي قصفت عناصر المخابرات الإرهابية منزل عائلة [ذكرى] في حي باب القبلي وقتلوا من فيه ودمروا منزل لآل بزبوز وآخر بجواره كما داهموا منزل [بيت ريحان ] في حي المشارقة /البرازية/وقتلوا من فيه وفي 5-6-1980 طوقت قوات كبيرة من الوحدات الخاصة بقيادة العميد الإرهابي علي حيدر بعض الأحياء القديمة في المدينة وأثناء عملية تفتيش البيوت السكنية أقدمت العناصر المتطرفة على إخراج السكان من منازلهم وعمدت إلى فرزهم وجلد الرجال والأطفال منهم بكبلات الحديد وأعقاب البنادق وفي اليوم الثاني من هذا التاريخ قامت قوات الوحدات الخاصة بالهجوم على طلاب كلية الطب البيطري وأشبعوهم ضربا وركلا وقد أغمي على 4 طلاب أردنيين ونقلوا إلى المستشفى كما تعرض الدكتور مسلم عبد الرزاق والمهندس عبد الحميد عرابي والشيخ عبد الحميد طهماز إلى أشد أنواع الإهانات والتعذيب والضرب بالأحذية وأعقاب البنادق وفي اليوم الثالث على التوالي شنت قوات الأمن والمخابرات الإرهابية حملة إعتقالات جماعية شمل [500] مواطن أودعوا في معسكر الإعتقال باللواء 47 قرب قرية معرين وأثناء هذه الإعتقالات تعرضت النساء في بيوتهن للإعتداء بالضرب ونسفت بعض البيوت وقامت القوات الخاصة في 26- 6-1980 بتفتيش حي البرازية وحي البارودية وقتلت سبعة مواطنين منهم 3 من آل الشقفة و2 من آل الحيط وواحد من آل جنباز وفي 10-8-1980 تعرض سكان منطقة قلعة المضيق والقرى المجاورة لها لحملة إرهاب وتعذيب خلال عملية تمشيط قامت بها قوات الوحدات الخاصة وأسفرت عن قتل وجرح عدد من المواطنين وقصفت قوات الوحدات الخاصة في 28-8-1980 بقيادة الإرهابي العميد علي حيد حي الكيلانية بالمدفعية والصواريخ وأدى هذا القصف إلى تدمير عدة منازل سكنية ومحلات تجارية، وسقط عدد من القتلى والجرحى.
كما شنت عناصر المخابرات الإرهابية في 30-9-1980 حملة اعتقالات في صفوف الطلبة أسفرت عن اعتقال (22) طالباً. كما أقدمت قوات الوحدات الخاصة في 10 -10 -1980 على تطويق وتمشيط العديد من أحياء المدينة، تعرض خلالها المواطنون للإهانة والتعذيب، وراح ضحية هذه الحملة (20) مواطناً عرف منهم الدكتور طاهر حداد ومساعده رشيد قاسم آغا.
كما تعرض حي الحميدية في الحاضر في 5 - 10 -1980 لحملة تمشيط ومداهمة وتعرض سكان الحي خلالها للضرب والسباب.
وأرتكبت الوحدات الخاصة في 6 - 12 -1980 خلال أرهب عملياتها جريمة بشعة بقتلها (16) مواطناً عند النصب التذكاري و (6) عند منطقة بئر الارتوازية و(2) على طريق جبرين . وأعدمت (26) مواطناً آخرين، واعتقلت العشرات من سكان المدينة.
وقامت عناصر الأمن الإرهابية في 12 - 12 -1980 باعتقال جميع أصحاب المكتبات والمحلات الكائنة في وسط المدينة وأخضعوا لعمليات الإرهاب والتعذيب.
تعرض أهالي [حي الصابونية]في 15-12-1980 خلال عملية مداهمة وتفتيش شنتها القوات الخاصة، للإهانات والضرب واعتقال (600) مواطن منهم، بعد أن حشروا في المدرسة رجالاً ونساء وأطفالاً، تحت البرد والمطر.
كما إعتقلت عناصر المخابرات الإرهابية في 17 - 12 - 1980 (16) مواطناً من العاملين في (مؤسسة الكهرباء) بدعوى معارضتهم للنظام.كما حاصرت الوحدات الخاصة في 7 - 1 - 1981 منطقة الأسواق التجارية ثم شرعت باقتحام المحلات، ونهبها على مرأى من أصحابها وكانت الغنائم كبيرة من سوق الصاغة حيث سبائك الذهب والحلي والمجوهرات. كما قتلت السلطة الإرهابية في 13 - 1 - 1981 (4) مواطنين بينهم رجل مسن (75) سنة. وطوقت عناصر المخابرات والوحدات الخاصة الإرهابية في 15 - 1 - 1981 حي الحميدية والبارودية وجمعوا الشباب والشيوخ والأطفال، وساقوهم مقهورين إلى (حديقة أم الحسن) قرب نهر العاصي، ثم عمدوا إلى تعذيبهم ورميهم في النهر في جو البرد القاسي، وقاموا بإلقاء البعض منهم من فوق البنايات العالية. واعتقلت عناصر السلطة الإرهابية في 17 - 1- 1981 الطالبة هبة دباغ ووالدتها، وماجدة لحلح. والصيدلي أديب قرطاوي وتوفيق قرطاوي. كما أطلقت دورية مخابرات في 4 - 2 - 1981 النار في حي العليليات إرهاباً للمواطنين، وقصفت الوحدات الخاصة المساندة لها بيتاً يسكنه عجوزان مسنان فتهدم المنزل فوق ساكنيه، كما قتل شخصان من المارة. وتعرضت منطقة الحاضر في 14 - 2 - 1981 لحملة تطويق مفاجئة، ومداهمة للبيوت، وتفتيش للسكان، واعتقال عدد منهم. وحاصرت قوات السلطة الإرهابية في 15- 4 - 1981 منطقة الصابونية وداهمت منازلها وهدمت أحد أبنيتها بقذائف (آر. بي. جي) واعتقلت عدداً من سكانها.
فمنذ 11/ تشرين الأول عام/1981 كانت مدينة حماه تعيش أقسى أيامها بمناسبة تبديل البطاقات الشخصية، إذ نصبت حواجز ثابتةً وطيارة تفاجئ المواطنين للكشف عن هوياتهم وأمرتهم أن يسيروا رافعي الأيدي بالهويات أو أن يعلقوها على الصدور، واتخذت ذلك ذريعةً لإهانة المسنين والنساء وما تبقى من الأطباء والمهندسين بالضرب والسباب. ولم يرعوا حرمة النساء اللواتي ينزع عنهن سترهن أو يضربن بالعصي وأعقاب البنادق.
ومن الأمثلة الشائعة تفتيش المواطن والمسدسات مسلطة على رأسه أو ضربه وشتمه إذا تشابهت كنيته بأحد الملاحقين، أو تطويق حي بأسره، وإخراج الناس لإذلالهم وامتهان كرامتهم، وذلك بإدارة وجوههم إلى الجدار رافعي الأيدي ساعات ثم اختيار أفرادٍ بعينهم لحلق نصف شعر الرأس لأحدهم، أو حلق أحد طرفي شارب الآخر، أو نتف لحية شيخ مسن أو حرقها بقداحات الغاز، وقد طلب من أحد الرجال المسنين في (حي البارودية) –وهو يبغ السبعين- أن يرقص بالقوة، فعاد إلى بيته ولم يخرج حتى مات كمداً بعد شهر.
ومن أنواع الاضطهاد إرغام المارة على الاستلقاء أرضاً ورفع الأرجل في الهواء لتلقي وابل العصي والكرابيج، ثم الدحرجة على منحدر. أما إذا اتهم أحد الناس باستقبال أحد الملاحقين، فإنهم يمسكون المتهم من يديه ورجليه، ويلوحون به في الهواء يقذفون به من سطح بيته إلى الشارع مهما كان الارتفاع.
ويطلبون من آخرين في الساحة الرئيسة الركوع لحافظ أسد، ويرفض أحد المواطنين فتفقأ عينه حتى يركع، ثم يرفض فيقتل. وإذا استجاب المواطنون تحت وطأة الحصار وتهديد السلاح للهتاف لحافظ أسد، ضحك ضباط الوحدات الخاصة وعناصر سرايا الدفاع مقهقهين قائلين: لقد أحب أهالي حماة حافظ أسد غصباً عنهم.
وقد تعود أهل المدينة على تنبيه بعضهم قبل إحكام التطويق على أحيائهم بإطلاق النداءات وقرع الأبواب، تمهيداً للهرب والتواري، كما تعودوا أيام الجمع أن تتفقد النساء رجالهن بعد صلاة الجمعة، لأن السلطة –من عادتها- أن تطوق مسجداً أو أكثر في كل جمعة، وتخرج المصلين في سياراتها العسكرية، لتنتزع منهم الاعترافات تحت التعذيب الوحشي، حول المجاهدين والمواطنين المعارضين للسلطة، فيعود الرجال والكهول والفتيان مكسوري الخاطر، لا يستطيعون المشي على الأقدام المدماة المتورمة. أحذيتهم بأيديهم، وأبصارهم منكسة إلى الأرض، فيهرع الأطفال يتعلقون بالآباء ويجهشون بالبكاء، ويحمدون الله تعالى أن كان العدوان على غير الأعراض.
ولم يسلم المواطنون المسيحيون من الاضطهاد، فقد صوب أحد عناصر السلطة في القلعة سلاحه وضرب صليب كنيسة السيدة العذراء الكائنة في (حي المدينة) فكسره. كما تطاول عناصر السلطة على بناتهم فتحرشوا بهن، كما دوهمت بيوتهم بحجة البحث عن السلاح والملاحقين. وحقروا مطران حماة بشكل بشع فهاجر إلى أمريكا.
ومثلما تحرشوا ببنات المواطنين المسيحيين تحرشوا ببنات المواطنين عامة في الطرقات وألزموا المارة بعدم التطلع إلى عناصر السلطة أو التحديق في سياراتهم. وبحجة هذه التهمة اعتدوا على المواطنين في الشوارع أو نقلوهم إلى المعتقلات. وبلغ الظلم والاستفزاز أوجههما حين عمدت السلطة إلى تفجير البيوت بألغام الديناميت على أثر وشايةٍ أو تقرير من أي عميل يفيد أن أحد المعارضين زار البيت أو تردد عليه. ويتم التفجير بلا إنذار لإخلاء البيوت أو السكان المجاورين، بل يطلقون على الجيران النار رشاً لأنهم لم يبلغوا على وجود عناصر معارضةٍ للسلطة، وفيما يلي نورد عدداً من أسماء البيوت التي فجرت قبل شهر شباط:
- تفجير بيت عبد الكريم قصاب في حي الشيخ عنبر
- تفجير بيت لآل مريوما (مسلم الطماس) في حي الشيخ عنبر
- تفجير بيت نزار عمرين في حي العليليات
- تفجير بيت أحد قنفوذ في حي الفراية
- تفجير بيت حمدو الخرسة في حي السخانة
- تفجير بيت الشيخ أحمد بوظان في حي العليليات
- تفجير بيت هاني الشققي في حي الباشورة
- تفجير بيت بشر الشققي في حي الباشورة
- تفجير بيت هاني علواني في حي العليليات
- تفجير بيت الشيخ نافع علواني في حي (شارع الشيخ علوان)
- تفجير بيت عبد الرزاق خطاب البارودي في بساتين حي البارودية
- قصف بيتين آخرين في حي الصابونية
- تفجير بيت لآل دبش في حي العليليات
- تفجير بيت الحاج عبد الحمد حواضرية في حي العليليات
- تفجير بيت نعسان عرواني في حي البارودية
ومع تهديم بيتٍ لآل علواني تهدمت أربعة بيوت لآل العلواني والصمصام والغرابيلي والنجار وثلاثة بيوت أخرى تضررت أيضاً، كما أصيبت زاوية
الشيخ علوان (التي تضم ضريحه) وتهدم جدار منها.
وفي 2 شباط 1982 حشد النظام الإرهابي البعثي القوات الخاصة وسرايا الدفاع واللواء 47 دبابات واللواء 21 ميكانيك والفوج 21 إنزال جوي وقوات التدخل السريع برئاسة العقيد الإرهابي علي ديب مدعومة بسلاح جوي غزت مدينة حماه لتصبح المدينة منطقة عمليات عسكرية واسعة وتم قصف المدينة بنيران المدفعية وراجمات الصواريخ وأسلحة محرمة دوليا وبشكل عشوائي ولمدة أربعة أسابيع متواصلة الإرهابي المتطرف رفعت الأسد فقد أقدمت سرايا قوات سراي الدفاع التابع للنظام الإرهابي البعثي في اليوم الثالث من إجتياح مدينة حماه على جمع سكان حي حماه الجديدة [ مجزرة الملعب البلدي ] وأطلقت نيران الرشاشات عليهم ثم تمت مداهمة البيوت وقتل من فيها دون تميز وتم سلب ونهب الممتلكات حيث قتل فيها 1500 شخص في حي الملعب البلدي لوحده ثم مجزرة مقبرة سريحين حيث قتل فيها 40 شخص وخارجها 200 شخص حيث تعتبر هذه المجزرة من أبشع المجازر التي إرتكبت حينها و[مجزرة حي البياض ] حيث قتل في النهار 100 شخص وفي الليل 80 شخص وألقت بجثثهم في حوض تتجمع فيه مخلفات مصنع بلاط تعود ملكيته للمواطن عبد الكريم الصغير.
وشهد اليوم الخامس [ مجزرة حي سوق الشجرة ] بقصف حي "سوق الشجرة" بشدة واجتاحت قوات النظام السوري الحي وأطلقت النيران على الشباب والشيوخ في الشوارع ولاحقت من لجؤوا إلى المساجد فأجهزت عليهم وقُدر عدد الضحايا بحوالي 160 قتيلاً.
كما قتلت عناصر الأمن والجيش السوري أفراد أسر آل علوان وحمود كوجان وآل أبو سن رجالهم ونساءهم وأطفالهم، بعضهم رميا بالرصاص وبعضهم طعنا بالسكاكين وتوفي بعضهم تحت الأنقاض جراء القصف وتفجير البيوت بالديناميت. كما أقدمت قوات النظام في اليوم ذاته على قتل ما يزيد عن 70 مواطنا بينهم نساء وأطفال بعد حشرهم في دكان الحلبية لبيع الحبوب وأضرمت النيران في الدكان لتقضي على من بقي منهم على قيد الحياة حرقا
و في اليوم السابع من الاجتياح وقعت [ مجزرة سوق الطويل ] حيث قتلت قوات الأمن 30 شابا على سطح السوق، كما قتلت السلطة الشيخ عبد الله الحلاق البالغ من العمر 72 عاما أمام بيته ونهبت ممتلكاته. وأيضا أطلقت قوات الأمن النار على 35 مواطنا، بعد أن نهبت نقودهم وساعات الأيدي، وتم حشرهم في دكان عبد الرازق الريس للمواد المنزلية فقتلوا جميعا إلا حدثين يبلغان من العمر 13 عاما تمكنا من الفرار من خلال سقيفة الدكان
كما قامت مجموعة من سرايا الدفاع في نفس اليوم [مجزرة حي الدباغة ] حيث قتلت 220 مواطنا من "حي الدباغة" بعد أن وضعتهم في قبو فيه منشرة للأخشاب ثم قاموا بإحراق المنشرة. وقُتل ضمن أحداث هذا اليوم خمسة أفراد من آل بدر، وقتل المواطن زياد عبد الرازق وزوجته وابنه البالغ من العمر عامين. كما قتل من آل عدي الأب وثلاثة أبناء، وقتل آل دبور في حي "الدباغة"، وقتل المواطن محمد مغيزيل وأولاده مع أنه من الكتائب الحزبية (البعثية) المسلحة.
كما إرتكبت [ مجزرة حي الباشورة ] حيث قضت السلطات الإرهابية على آل محمد فهمي الدباغ وقد بلغوا 11 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 58 عاما (الأب) وست سنوات (أصغر الأبناء). ولقيت السيدة حياة جميل الأمين وأولادها الثلاثة الذي لم يتجاوز أكبرهم الحادي عشر ربيعا نفس المصير، وقد قام عناصر الأمن بقطع يدي السيدة حياة وسلب حليها. ثم توجهت عناصر قوت النظام إلى حيث يسكن آل موسى في نفس الحي والبالغ عددهم واحد وعشرون قتلوا جميعا بما في ذلك رضيع لم يبلغ السنة ونصف. كما لقي آل القاسية وآل صبحي العظم من نفس الحي المصير ذاته حيث قتلت عناصر النظام زوجة المرحوم صبحي العظم البالغة من العمر ثمانون عاما وابنه البالغ من العمر 60 عاما. كما أطلقوا الرصاص على تسعة وثلاثين سيدة وأطفالهن مع ثلاثة رجال من آل مشنوق في نفس الحي ولم ينج منهم إلا السيدة انتصار الصابوني.
ووقعت في نفس اليوم مجزرة آل الصمام في "حي الباشورة" والتي راح ضحيتها سبعة عشر شخصا بينهم أطفال ونساء ونجا منهم أربعة. ومن المجازر التي ارتكبت في حي "الباشورة" مجزرة عائلة الكيلاني وراح ضحيتها أربعة، ومجزرة مسجد الخانكان ومجزرة أبو علي طنيش وآل تركماني ومجزرة الثانوية الشرعية وراح ضحية هذه المجازر ما يزيد عن ستين شخصا بينهم أطفال ونساء.
في اليوم التاسع من المجزرة دهست دبابات النظام مواطنين فروا من النيران عرف منهم صالح عبد القادر الكيلاني (52 عاما) و فواز صالح الكيلاني (21 عاما).
كما إرتكبت العصابة البعثية [ مجزرة حي العصيدة ] ففي اليوم الحادي عشر وقعت مجزرة آل المصري في "حي العصيدة" حيث أطلقت قوات النظام الرصاص على أربعين من سكان الحي فقتلتهم جميعا. وبعد دخول (حي) "الدباغة" بخمسة أيام قتلت السلطات ستة أفراد من آل الصحن وقامت بنهب البيت. كما قامت ب[ مجزرة حي الشمالية ]
وتفيد المعلومات أن مئات المواطنين العزّل قتلوا في حي "الشمالية" في اليوم الرابع عشر من المجزرة بعد أن لجؤوا إلى أقبية البيوت للاحتماء من بطش قوات النظام. ومن أبرز المجازر التي وقعت في هذا الحي مجزرة آل الزكار ومجزرة زقاق آل كامل ومجزرة آل عصفور. كما قامت [ مجزرة حي الشرقية ] ففي اليوم السابع عشر جمعت قوات السلطة من بقي من أهل حي "الشرقية" وجردوا الرجال من ملابسهم في البرد الشديد ثم حشروا الجميع في مسجد وفجّروه بهم فقتلوا جميعا. وكما قامت ب[مجزرة حي البارودية ]
ففي اليوم الثاني والعشرين جمعت السلطات ما يزيد عن 25 من آل شيخ عثمان وذلك في حي "البارودية" وقتلتهم، وذهب ضمن هذه المجزرة أسرة محمد الشيخ عثمان حيث تشير المعلومات أن عناصر السلطة بقروا بطن زوجته الحامل وقتلوا الأطفال السبعة وأضرموا النار في البيت.حيث قتلت 260 شخص .
كما إرتكبت مجزرة [ مقبرة سريحين ] والتي تيعتبر أبشع المجازر الجماعية التي وقعت في حماة في أحداث شباط (1982) حيث ذهب ضحيتها أعداد كبيرة من المدنين من الرجال والنساء والأطفال، لم تعرف أعدادهم بالتحديد ولا أسماؤهم جميعا. حيث يقدر من قتلوا 40 شخص وخارجها 200 شخص فقد قامت قوات النظام بإحضار المئات من سكان المدينة على دفعات وأطلقت النار عليهم وألقت بجثثهم في خندق كبير. وبحسب شهادة أحد الناجين كان ضمن فوج ضم المئات وعند وصولهم إلى المكان وجدوا مئات الأحذية على الأرض وأكواماً من الجثث في الخندق. ويروي الناجي أن قسما منهم أُنزلوا إلى الخندق وآخرون تُرِكوا على حافته وأطلقت قوات النظام النار على الجميع فلم ينج منهم إلا بضعة أشخاص. كما إرتكبوا [ مجزرة معمل البورسلان ] وتحت إمرة الجيش مباشرة اقتاد الجنود الآلاف من الرجال.. تركوهم في العراء وتحت المطر والبرد بلا طعام.. وكانت التحقيقات تنتهي بجثث جديدة تتلقفها الأفران ذات الحرارة المرتفعة جداً في داخل معمل البورسلان .كما إرتكبوا [ مجزرة مدرسة المكفوفيين للصم والبكم وفاقدي البصر ] حيث داهم جنود سرايا الدفاع مدرسة للمكفوفين في منطقة المحطة. ويقوم على التدريس فيها شيوخ عميان مقيمون.. لم يجد الجنود في داخلها سواهم، ومعظمهم ناهز الستين من العمر.. وبعضهم متزوج وعنده عدد من الأولاد. كان الجنود يضربون الشيوخ بالجنازير.. فتسيل الدماء من رؤوسهم وأيديهم حتى يتوسل المكفوفون. لكن الجنود لم يتوقفوا عن الضرب إلا بعد أن يؤدي هؤلاء المساكين رقصات لإمتاع الجنود، وبعدها كانوا يشعلون النار في لحاهم، ويهدد الجنود من جديد -إما الرقص وإما الموت حرقاً. فيرقص الشيوخ العميان. والجنود يضحكون. وحين تنتهي المسرحية. يتقدم الجنود بكل بساطة، ويشعلون النار في ثياب المكفوفين، ثم يطلقون الرصاص، ويخر العميان صرعى، وتتابع جثثهم الاحتراق. من الذين قضوا في هذه المجزرة الشيخ شكيب وهو كفيف ناهز الستين من عمره، والشيخ أديب كيزاوي وعنده تسعة من الأطفال، والشيخ أحمد الشامية مقرئ القرآن الضرير. كما إرتكبوا [ مجزرة الأطفال ] بقتل الأطفال الأبرياء
ففي نهاية شارع الثامن من آذار، حيث يتقاطع مع سوق الطويل، يقع (الجامع الجديد) في داخله وقعت مجزرة رهيبة بعد أربعة عشر يوماً على بداية المجزرة. كان الناس قد بدؤوا يخرجون قليلاً إلى الشوارع. طلب الجنود من الأهالي التوجه نحو سيارات الخبز في طرف الشارع. أسرع عدد كبير من الأطفال، وكانوا بالعشرات، حملوا الخبز وقفلوا عائدين، اعترضهم الجنود، وطلبوا إليهم الدخول إلى الجامع الجديد، وهناك فتحوا عليهم النار.. وسقطت الأجساد الطرية، وسالت دماء الأطفال البريئة على الخبز الذي كان لا يزال في الأيدي الصغيرة. كما إرتكبوا [ مجزرة الفتيات ] حيث قام الجنود الإرهابيين بالدخول إلى الملاجئ ، وينتقون الفتيات الصغيرات، ولا يعرف الأهل بعد ذلك عنهن شيئاً. في حمام الأسعدية الكائن في منتصف سوق الطويل، وجدت جثث كثيرة لفتيات معتدى عليهن ومقتولات.كما أرتكبوا [ مجازر المستشفى الوطني ] وهذه المجازر فاقت الوصف والتصور. داخل المستشفى الوطني تمركزت واحدة من فرق الموت التابعة لسرايا الدفاع بصورة دائمة طوال الأحداث، وكان عملها أن تجهز على الجرحى من الأهالي. كان الوضع في داخل المستشفى رهيباً فظيعاً، القتلى بالعشرات يملأون الممرات والحديقة الخارجية، وفي بعض الأماكن تكدست الجثث فوق بعضها، وبدأت تفوح منها روائح الأجساد المتفسخة. معظم هؤلاء القتلى كانوا من الذين يرسلهم المعتقل الملاصق للمستشفى في المدرسة الصناعية حيث يموت كل يوم العشرات.
أكثر الجثث كانت مشوهة أو مقطعة أو مهروسة أحياناً، وكان من الصعب التعرف على أي واحدة منها. تجمع كل يوم أكوام الجثث في سيارات النفايات، وتنقلها الشاحنات إلى الحفر الجماعية.
أحياناً كان يفد إلى المستشفى بعض الجرحى. هؤلاء كانوا لا ينتظرون طويلاً. فإن فرقة الموت تباشر عملها بهمة ونشاط. وبالسكاكين والسواطير تعمد إلى تقطيع الجسد الجريح وعمدوا على تقطيع المرضى ومن يحضرونهم من الجثث ووضعهم في أقدار وطبخ لحوم من تم تقطيعه من المواطنين حيث تناول الجيش من الطبخ الإنساني
و في إحدى المرات، قتلوا جريحاً من حي الحاضر يدعى (سمير قنوت)، وأخرج أحد الجنود قلبه .
وفي [ مجزرة الجامع الجديد ] حيث دخل الجيش الإرهابي وفرق الموت المسجد فأخرج المصلين وقتلهم ومنهم من قتلهم داخل المسجد وحرق ذقونهم و شواربهم ومنهم من ضربوا بقسوة جدا على رؤوسهم بالبنادق ووجوههم وأرجلهم والصفع باللكمات والكفوف لقد ضربوا بقسوة جدا جدا فمنهم تهشم وجهه و منهم من كسرت يديه ورجليه لأن بعض الضباط معه عصا غليظة وبعضهم تكسرت جماجمهم وأضلاعهم قبل إعدامهم وكان عددهم 70 شخص من أعمار [ 15 و17 و25 و 60 و 40 سنة ] من دون تفريق بين صغير أو كبير وارتكبوا [ مجزرة القلعة ] التي قتل فيها أكثر من 100 شخص
وهنا يذكر ضابط سوري شريف عن قصة فتاة صاحبة الـ ١٤ ربيعا وأخيها صاحب الـ ١٨ سنة فقال :[[ تلك القصة التي مزقت قلبي وأثرت في حياتي ولن أنساها ما حييت ومادمت لم الفظ أنفاسي , وفيها أننا توجهنا إلى منطقة لم أعد أذكرها وكان ذلك في يوم السبت في الساعة الثانية عشرة ليلا , فلما وصلنا طرقنا الباب وكان هذا أول بيت نطرق بابه بأيدينا , حيث أننا كنا نكسر الأبواب وندخل فجأة إلى البيت , , و عندما ندخل نتوزع فورا في أنحاء البيت كله , فتجد الأطفال يرتعبوا ومنهم من يشل لسانه ومنهم من يبدأ يرجف وهناك من كبار السن يصفرنون في الأرض, الحقيقة لم ندخل بيت إلا وخاف من فيه جدا وأكثرهم يبكى كثيرا لأننا ندخل كالوحوش ونقتل فورا بدون سبب, فتح لنا الباب فدخلنا فورا ووجهنا بنادقنا على العائلة وأنا كنت واحد من الذين اقتحموا البيت وكنا حوالي ١٢ عسكري وصف ضابط , وبعد دخولنا البيت رأينا ثلاث بنات والأم والأب , فسألنا الأب والأم فقلنا أين أيمن مرءة , وأين مجد مرءة, فقال لنا الوالد إنهم عند أختهم يزورون هناك ويدرسون من أجل الفحص بعد أسبوعين, فأخذنا معنا الأم وكانت خائفة جدا وزوجها كان خائفا أكثر والبنات اصفرت وجوههن , ذهبنا إلى بيت ابنتها وكان المنزل في منطقة الحاضر فدخلنا البيت بعد أن كسرنا الباب, فوجدنا أربعة أطفال نائمين على الأسرة ومنهم من كان على الأرض وكانت أمهم وأبيهم, ثم رأينا شاب عمره ١٨ سنة , كان هادئا وكان ابيض الوجه ,وجهه كالنور وكانت الكتب بين يديه يدرس في هذه الساعة المتأخرة, وكان عنده طفلة جميلة جدا ترى البراءة في وجهها , وكانت الكتب أيضا بين يديها , كانوا هم الوحيدين الغير نائمين, وبعد دخولنا استيقظ كل نائم فبدأ الأطفال بالبكاء والصراخ من الخوف, فسألنا الشاب ما اسمك قال ايمن مرءة , ثم سألنا الأم التي معنا أين ابنك مجد؟ فقالت ليس عندي ولد اسمه مجد عندي هذه البنت اسمها مجدة , فتفاجئنا ثم قلنا للرقيب هناك شيء خطأ, نحن أتينا الى هنا لنقبض على شابين أيمن ومجد ,و هذه بنت صغيرة اسمها مجدة , فاتصل الرقيب ونقل ذلك للضابط أمامي كنت أسمع كلامه حرفا حرفا , سيدي نحن وجدنا أيمن ولايوجد شاب اسمه مجد ولكن هناك بنت اسمها مجدة وهي أخت لأيمن ماذا تريدني أن أفعل؟ قال له الضابط اقبض على الاثنين,! قال له حاضر سيدي فدخلنا البيت مرة ثانية وطلبنا من أيمن ومجدة أن يلبسوا ثيابهم ويذهبوا معنا وهنا بدأت الأم والأخت الكبيرة في البكاء , فكان الولد يقول لأمه ماما ليه عم تبكي أنا مالي عامل شي , هلا بحققوا معي وبرجع البيت فقبلته أمه ثم قال لها لاتخافي يا أمي هلا برجع, وكانت الطفلة البريئة تبكي وتقول والله انا مالي عاملة شي , شو مساوية الله يخليكم أرجوكم , ثم ركضت الأم لبنتها مجدة وهي في حالة خوف شديد وتبكي وكل من في البيت كان يبكي ماعدا الشاب أيمن , وطوال الطريق للباب كانت البنت تتمسك بأمها, فقالت الأم خذوني أنا بدلا منها الله يوفقكم والله أولادي أبرياء وعمرهم ما آذوا إنسان وبنتي هاي صغيرة أرجوكم أبوس أيدكم وأرجلكم , ولكن لم نكن نسمع ولا نحس كنا كالضباع والذئاب , لقد كان موقفا يبكي الحجر ويدمي القلب, فأمسكت أنا بيد الولد وصديق آخر أمسك بيد البنت, ثم ركبنا سيارة الغاز ٦٦ فجلس الشاب أيمن في أرض السيارة وجلست الفتاة في مقابلي على المقعد الخشبي وأنا كنت بجانب الشاب انظر إلى وجهه وأقول ماشاء الله وجهه نور, وكان هادئا جدا وبعدما مشينا بالسيارة خمس دقائق اتصل صف الضابط بالضابط وقال له لقد قبضنا على الاثنين سيدي , فقال له الضابط أعدمهم على الطريق , فقال حاضر سيدي!
فتوقفت السيارة ثم نادى صف الضابط فلان وفلان فنزل اثنين من رفاقي , فقال اعدموا الشاب , ثم أنزلوا الشاب وكان سائق السيارة يلبس شماخ ,فربطوها على عيونه وكرفص الشاب , و هذا كان أمام عيني أخته الطفلة البريئة , وكانت تزيد في بكائها وتتوسل وتقول والله أخي بريء أرجوكم , وبعد ربط عيونه ابتعدوا أمتارا قليلة و اطلقوا عليه الرصاص مخزنين كاملين ٦٠ طلقة , وهو يقول الله اكبر الله اكبر , وبعدها توجه الجنود إلى السيارة وركبوها [ مع البنت ] وبعد مسير دقيقتين وقفت السيارة ونادى صف الضابط باسمي ونادى لرفيقي وقال أنزلوا البنت, فنزلت أنا ونزل رفيقي وكانت الساعة الواحدة والنصف ليلا وأمسكت بيدها وأنزلتها من السيارة وكانت تلبس بوط جلد بني وتضع ايشاب على رأسها وتلبس مانطو وكان في رقبتها زردة ذهب خفيفة وهي تبكي طبعا عندما نزلنا من السيارة, كانت السيارة تبعد عنا أكثر من ٥٠٠ متر وكان الوضع متوترا جدا, حيث أن الإخوان كانوا يقاومون بشراسة وأصوات الرصاص والمدافع و القواذف كانت تملأ السماء وفي كل مكان , فأجلسنا مجدة على تلة تراب, وكنت لا أرفع نظري عنها وعندما جلست وهي تبكي بكاء شديد وترجف وتقول لي أبوس إيدك والله نا بريئة أنا مابخرج من البيت أبوس اجرك, المنظر والموقف يا إخواني ليس كالكلام, وضعت يدي على ركبتيها وطلبت منها أن تعطيني الطوق برقبتها ذكرى , فقالت بكل براءة والله هذا هدية من عمي فطلبت منها أن اقبلها من جبينها وعيوني يملئها الدموع فرفضت , فنهضت وأنزلت بارودتي لكي أطلق الرصاص عليها وكان رفيقي يستعجلني ويقول لي بسرعة يافلان قبل أن تأتينا قذيفة أو قناصة, وعندما أردت أن أطلق النار بدأ جسمي يرجف وأنا أنظر إليها وهي كالبدر وتبكي وتتوسل فوضعت بارودتي [ البندقية ] في كتفي وتركت رفيقي ومجدة وركضت وأنا ابكي كالأطفال وجسمي كله يرجف, ووصلت للسيارة وعند وصولي قفزت إلى السيارة وتمددت على بطني وغبت عن الوعي وبعد عشر دقائق سكبوا علي المياه وتفقدوا جسدي حسبوه أنني أصبت فقلت لهم لا , فنزل جندي آخر وذهب لهناك واعدموا مجدة, فماتت الطفلة ومات قلبي معها ومع أخيها, وبعد عشر دقائق وصل الضابط بسيارته الجيب مع مرافقيه وقال ماذا حصل معكم قلنا له سيدي أعدمنا الشاب والفتاة فقال أين عدمتم الشاب أراد أن يتأكد فذهبنا لندله على الشاب ايمن ليراه والوقت بين إعدام الشاب وأخته وقدوم الضابط ليتأكد كان حوالي ٢٥ دقيقة , وعندما ذهبنا رأينا الشاب ايمن وهو يتحرك ٦٠ رصاصة في جسمه ومازال يتحرك, فأخرج الملازم مسدسه ووضعه بعد شبرين عن رأسه وأطلق على رأسه أربع رصاصات وعدنا إلى البنت فجاء الملازم ونظر إليها ووضع يده على نبضها ليتأكد أنها ميتة فكانت قد أسلمت روحها لبارئها ]]
حيث أعدم الكثير من الناس وجمعهم ويأتي التركس مع سيارات الحجر القلاب [كميون] فيحملهم التركس كان منظر بشع عندما يحملهم التركس لأن شوك أصابعه تدخل في أجساد الشهداء فترى من هذا يديه وهذا رأسه وهذا أمعائه وهذا رجله المتدلية والدماء تسقط منهم والتركس مليئ بالدماء ومنهم من تدخل أصابيع التركس فيهم وهم أحياء لأنهم يعدمون بشكل إعدامات جماعية فكانوا يسقطون على الأرض فوق بعضهم فمنهم من يكون مات ومنهم ينزف حتى الموت ومنهم يبقى على قيد الحياة فيشحرون في التركس في قلب السيارات وتذهب السيارات إلى الغاب فتحفر الحفر لهم هناك فتكبهم فيها كالقمامة ومن ثم يتم طمرهم بالتراب حيث يسمع أنين بعض الأحياء منهم وحتى المنازل المسيحية لم تسلم من الإرهاب البعثي فقد قتل أيضا العديد من الأخوة المسيحيين وقتل رجلا أرمنيا في حي الجلاء فقد تقاسمت حماه معاناتها ومأساتها التي تعتبر مأساة العصر بين أديانها وأطيافها حيث حصل كل ذلك في ظل ثورة شعبية مسلحة بقيادة حركة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مكونات الشعب في حماه حتى المسيحية لنظرة حركة الإخوان المسلمين التحررية والتوجه الإسلامي المدني حيث برز إسم المناضل البطل الشهيد بسام أرناؤوط الذي كان يعتبر ثعلب الثورة فقد كبد العدو النصيري - الإسرائيلي الإرهابي البعثي خسائر فادحة وهائلة أنهك فيها جيش البعث الإرهابي رغم عدم التكافؤ في العدد والعتاد ودب فيهم الرعب والخوف فقد كان يتنقل بين الأحياء بطريقة أذهلت عقول قادة وعقداء العصابة الإرهابية البعثية حتى كانوا يتمنون أمنية في التعرف عليه وإلقاء القبض عليه فقد عرف المناضل الذكي الشهيد بسام أرناؤوط بذكائه الشديد فقد كان يتنكر بزي إمراء ويلقي قنبلة بين دبابات الجيش الإرهابي المتطرف وأحيانا كان يركب دراجة هوائية ويلقي قنبلة على دبابات الاحتلال الإرهابي وهذا الأمر سبب إحباطا معنويا للعناصر الإرهابية البعثية المتطرفة
ونظرا لكثرة عدد المعتقلين لجأت السلطات الإرهابية إلى استخدام العديد من المؤسسات العسكرية والمدنية لاستقبال أفواج المواطنين دون اعتبار لصلاحيتها لإيواء المعتقلين. واستخدمت السلطة معتقل اللواء (47)، ومعتقل الثكنة، ومعتقل المطار، والمحلجة الخماسية، والمنطقة الصناعية ومدرسة غرناطة ومدرسة الصناعة، ومعمل البورسلان، ومعتقل المخابرات العسكرية، ومعتقل الأمن السياسي، ومعتقل أمن الدولة، ومعمل الغزل، ومعمل البلاط، ومركز الدفاع المدني. وتشير التقارير أن بعض هذه المقرَّات استقبلت أعداداً كبيرة لا طاقة لها على استيعابها. فقد تجمع في مدرسة الصناعة ذات الـ (50) غرفة و(10) ورش قرابة 15 ألف مواطن، حيث تم حشر ما بين 90إلى 100 مواطن في الغرفة الواحدة، وما يقرب من 200 في القاعات والورش. ثم زج بـ 7000 آلاف مواطن في معتقل البورسلان الذي هو أرض مفتوحة غير مسقوفة وذلك في أيام البرد القارص. أما محلجة أبي الفداء (المحلجة الخماسية) فقد ضمت ما بين 7 إلى 8 آلاف معتقل، حبسوا لفترة مؤقتة ويعتقد أن غالبيتهم تمت تصفيته جسدياً بينما نقل آخرون منهم إلى سجن تدمر.
ولقد عانى المعتقلون صعوبات شديدة بسبب الازدحام ونقص الغذاء والكساء والرعاية الصحية، هذا بالإضافة إلى التعذيب الجسدي بمختلف الوسائل اللاإنسانية. وبحسب إفادات بعض المعتقلين الذين نجوا فإن السلطات استخدمت وسائل قرض الأصابع بآلات حادة والتعذيب بالملزمة حيث يتم الضغط على الأطراف العلوية والسفلية للمعتقل حتى يتمزق لحمه وتتهشم عظامه.
ومن ألوان التعذيب المكبس الحديدي للضغط على الرأس، ومنها الخازوق الذي كان يُجلس عليه المعتقل حتى يسيل الدم من دبره.
ومن أساليب التعذيب أيضا تعليق المعتقل من يديه ورجليه في السقف مع تجريح بطنه وظهره بآلة حادة، ومنها كذلك الصعق بالكهرباء في المناطق الحساسة والكيّ بالحديد المحمى والضرب بالعصي والسياط.
وقد وثقت بعض المصادر أسماء مئات ممن توفوا رهن الاعتقال بسبب التعذيب وترجع أسباب الوفاة إلى الضرب بعمود خشبي على الرأس أو الصعق بالكهرباء أو الرمي بالرصاص أو النزيف الشديد بعد قطع الأعضاء أو بنفخ البطن والأحشاء حتى تتقطع أو بسبب الإصابة بأمراض فتاكة جراء تدهور الأوضاع الصحية.كما قامت العناصر الإرهابية البعثية بشهادة ضابط لم يكشف عن إسمه بجلب المواطن محسن كليب الذي يقطن منطقة المشارقة قرب[ تل الشهداء ] وإحضار أخوه إلى أمامه وتعذيبه بأبشع وأعنف الطرق ووفاته تحت التعذيب الغير إنساني مما أدى إلى أن المواطن محسن كليب إنهار عصبيا لأنه لم يتحمل رؤية أخيه وهو يعذب أمامه ويلفظ أنفاسه وسبب له حالة نفسية خانقة أدت فيما بعد إلى فقدان عقله وفقدان التمييز المادي ليأكل كل شيء يجده في طريقه حتى المعدن
ويأتي في لأخر قرارا وحشيا ولا إنسانيا من الإرهابي المتطرف رفعت الأسد حيث قرر الإرهابي المجرم رفعت الأسد تدمير حماه كلها فقد كان يريد قصفها كلها فوق شعبها لكنه تراجع عن ذلك بسبب معارضة قوية من عناصر وطنية شريفة في قوات الوحدات الخاصة التي كانت على خلاف دائم معه فكان أن رفضت العناصر الوطنية الشريفة التابعة لقوات الوحدات الخاصة الخروج من حماه لتدميرها فاجتمع بهم الإرهابي علي حيدر وقال لهم أن الإرهابي المتطرف رفعت الأسد يريد أن يخرجوا من حماه ليدمرها فوق سكانها ولكنهم رفضوا الخروج فأبلغه الإرهابي علي حيدر أن الأمور مستقرة فلا يوجد ضرورة لتدمير كل المدينة هكذا انتهت الثورة بعد مجازر وحشية وأحداث دامية دامت لمدة 27يوما تم فيها قمع وحشي للانتفاضة الشعبية بقساوة نادرة في التاريخ الحديث
ساحة النقاش