من الشائع قولنا عن الشخص المريض الذي يفقد القدرة على الحركة والشعور بما حوله أنه في مرحلة سُبات، وهو صحيح لأن السُّباتُ لغة أن ينقطع عن الحركة، والروحُ في بدنه، وقال عز وجل: (وجَعَلْنا نومَكم سُباتاً) أي جعلنا نومكم راحة لكم.. وقال ابن الأعرابي في قوله أي قِطَعاً؛ والسَّبْتُ: القَطْع، فكأنه إذا نام، فقد انقطع عن الناس.. والسَّبْتُ من أيام الأُسبوع، وإِنما سمي السابعُ من أَيام الأُسبوع سَبْتاً، لأَن الله تعالى ابتدأَ الخلق فيه، وقطع فيه بعضَ خَلْق الأَرض.
السِّبْتُ الجِلْدُ المدبوغُ، وحديث النبي، صلى الله عليه وسلم، يَدُلّ على أن السِّبْتَ ما لا شعر عليه.. وابْنا سُباتٍ: الليل والنهار، وقيل: ابنا سُبات أخوان، مضى أحدهما إلى مَشْرِق الشمسِ لِيَنْظُرَ من أين تَطْلُعُ، والآخر إلى مَغْرِبِ الشمسِ لينظر أَين تَغْرُبُ.. والسَّبْتُ بُرْهةٌ من الدهر، وأقمْتُ سَبْتاً، وسَبْتَةً، وسَنْبَتاً، وسَنْبَتَةً أي بُرْهةً.. والسَّبْت الراحة، وسَبَتَ يَسْبُتُ سَبْتاً: اسْتَراحَ وسَكَنَ.. والسُّباتُ: نوم خَفِيّ، كالغَشْيَة.. وقال ثعلب: السُّبات ابتداء النوم في الرأْس حتى يبلغ إِلى القلب.
ورجل مَسْبُوتٌ، من السُّباتِ، وقد سُبِتَ، قال ابن الأَعرابي:
وتَرَكَـــتْ راعِيَهـــا مَسْــبوتـا قـد هَمَّ، لمـا نـام، أَنْ يموتــا
والمُسْبِتُ الذي لا يَتَحَرَّكُ، وقد أَسْبَتَ. ويقال سُبِتَ المريض، فهو مَسْبُوت.
والمَسْبُوت: المَيِّتُ والمَغْشِيّ عليه، وكذلك العليل إذا كان مُلْقىً كالنائم يُغَمِّض عينيه في أكثر أحواله، مَسْبُوت.
وفي حديث عمرو بن مسعود، قال لمعاوية: ما تَسْأَلُ عن شيخ نومُه سُباتٌ، وليلُه هُبات؟.. السُّباتُ: نوم المريضِ والشيخ المُسِنِّ، وهو النَّومة الخَفيفة، وأصْله من السَّبْت، الراحة والسُّكون، أو من القَطْع وتَرْك الأعمال.. والسُّباتُ: النَّومُ، وأصْلُه الراحة، تقول منه: سَبَتَ يَسْبُتُ، هذه بالضم وحدها. ويقال: أمر فيه بنو إسرائيل بقطع الأعمال وتركها؛ وفي المحكم: وإِنما سمي سَبْتاً، لأن ابتداء الخلق كان من يوم الأحد إِلى يوم الجمعة، ولم يكن في السَّبْت شيء من الخلق.
◆ إيليا أبو ماضي:
قل للذي أحصـى السـنين مفاخـرا
يا صـاح ليـس السـرّ في السـنوات
لكنــه فـي المـرء كيــف يعيشــها
فـي يقظـة، أم فـي عميـق سـبات
قم عدّ آلاف السـنين على الحصـى
أتعــدّ شـــبه فضيلـــة لحصــــاة؟
خيـر مــن الفلـوات، لا حــدّ لهــا،
روض أغــنّ يقـــاس بالخطـــوات
كـن زهــرة، أو نغمــة فــي زهــرة،
فالمجــــد للأزهـــــار والنغمـــات
تمشي الشهور على الورود ضحوكة
وتنـام فــي الأشـــواك مكتئبــات