نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله


لمحات فكرية سريعة من سورة الكهف

***

إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا

ذكر الله في كتابه الشباب في أهم مرحلة من حياتهم، وفي أهم قضية ممكن أن تواجههم وهي قضية العقيدة وقضية الظلم والبغي والإستعباد والإضطهاد والإستبداد، فقال الله تبارك وتعالى في نفس السورة((إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا))، وكان المخرج هو:

 

وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ

إذا على شباب الأمة أن يأووا إلى كهف الرحمن ليعصمهم من فتن الزمان ومن الظلم والبغي والعدوان، خاصة ونحن في زمن اختلط فيه كل شيء، وأصبحنا نجد الكل يحاول أن يفرض علينا رأيه ويستعمر عقولنا ويجرنا إلى حيث هو، والوقاية الوحيدة هي أن نلجأ إلى:

كهف الهدى والرشاد:

وبما أنه من طبيعة الإنسان التقليد والإتباع فعلينا أن نقلد شباب أهل الكهف ونتبع آيات الرحمن التى بينها لعباده الكرام:

فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا

وفي الكهف ندعو الله أن يرحمنا ويُهيئ لنا من أمرنا رشدا، وهذا الكهف نجده في كل مكان ندعو الله فيه، بدليل الآيات التالية، وسنبدأ بـ :

كهف الرحمة:

  وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ

[132 آل عمران].

بمجرد أن نُطيع الله ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فقد أقتربنا من رحمة الله والحمد لله رب العالمين.

كهف الإيمان والتقوى والمغفرة:

 

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ

هنا في هذا الكهف لدينا كفلين من رحمة الله ولدينا نورا نمشي به حتى لا نضيع ونهلك ولدينا مغفرة من الله الغفور الرحيم.

 

كهف والحلم والأدب والبلاغة مع الفوز العظيم :

 

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

[ سورة الحديد]

خصص الله تبارك وتعالى أول نداءاً منه لأهل الإيمان في تهذيب اللسان وأدب الكلام في مخاطبة نبي الرحمة والإيمان صلى الله عليه وسلم ( راجع الآية 104 من سورة البقرة)، ثم بعد ذلك خصص لنا كهف الكلمة السديدة يدخله أصحاب العقول السليمة الحرة التى لم يستطع الشيطان أن يستحوذ عليها وهو كهف إصلاح الأعمال والأولاد ثم الفوز العظيم.

قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا

وهذه هي النتيجة الحتمية المؤكدة أن يتولى الله سبحانه وتعالى الأمر كله ويتكفل سبحانه بحل كل المشاكل وإذابة كل الهموم وكشف الحزن والحمد لله رب العالمين.

كهف الأمن والآمان :

قال الله تبارك وتعالى:

الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ

إذا حرصت أن لا تكون ظالما ولم تؤيد الظالمين ولم تتبعهم ولم تصاحبهم فقد عدلت واعتدلت واهتديت بإذن الله تعالى.

 

 

 

 

 


  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 61 مشاهدة
نشرت فى 4 نوفمبر 2018 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

238,221

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »