بسم الله الرحمن الرحيم

درس يوم الخميس 4 يونيو 2015

قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)

[ سورة الأنعام]

وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ

[153 الأنعام ]

نعيش اليوم مع الوصية الأخيرة، وهي شاملة جامعة وقاضية، تقضي فينا على الشرك من جذوره، وتقضي فينا بقضاء عادل يبين لنا أن أي مخلوق مهما علا قدره ومكانته الإجتماعية فهو في شقاق إن تحزب أو تفرق أو اتبع غير سبيل الله العلي العظيم. حتى لو كان شيخ الشيوخ. فكل مسئول عن عمله فقط أمام الله، ولن نسأل عن علم العلماء، ولكننا سنسئل عن علمنا نحن وفيما عملنا به.

وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا

والآن سنعيش مع الآيات المدعمة والتى توضح لنا معنى الصراط المستقيم:

وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ

{100} يونس

وهنا نعود إلى ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون، فمن لم يعقل فقد وقع عليه رجس مثل الذين أستعملوا عقولهم لتحقيق أهدافهم الدنيوية، وكثير منهم يفعل ذلك تحت راية الدين أو التقوى أو أو أو

وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (113) وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)

وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115)

*****

إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16)طه

وهنا نفهم معنى ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون. صوح ولا ما هو صوح؟ يعني الصلاة هي لذكر الله، والنتيجة أن ذكر الله لنا أكبر من ذكرنا له سبحانه، لذلك صلاة لا نذكر الله فيها بقلوبنا فهي مجرد حركات، وتدل على نقصان في العقل والشعور والرؤية الثاقبةـ وهي كأنها لم تكن.

مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42)

وهنا يخبرنا ربنا أن الشرك الخفي بالله يكمن في اتخاذنا وليا من البشر حتى لو كان شيخ الشيوخ، ولكن فقط علينا أن نأخذ من علمه ونحترمه ونقدره ونتبع أحسن ما سمعنا منه، وندعو له بأن يجازيه الله عنا خيرا، لأن هناك من يقدس شيخه أكثر من تقديسه للكتاب والسنة... ولا يصح أن نتخذ وليا مهما كان قدره وقرابته إذا لم يكن الله ورسوله وليه .

وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43) العنكبوت

وطبعا هنا المسئلة واضحة تماما فعقل بغير علم، وعلم بغير إيمان، هو شيء لا يستحق كلمة عاقل، ولكنه يستحق بجدارة كلمات الجهل والشرك والنفاق والزندقة والفسوق والعصيان.

فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) الروم.

وهنا نجد خلاصة الوصايا كلها، سبحان الله العليم القدير، سبحان الله العلي العظيم، سبحان الله الذي وسع كل شيء رحمة وعلما، خلاصة الوصايا نجدها هنا، من الألف إلى الياء، فلا حجة بعد ذلك لنا، وهذا ما قاله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يترك شيئا فيه نفع إلا بلغنا به، ولم يترك شيئا فيه ضرر إلا حذرنا منه.

فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (175)

النساء.

وهنا أقل وأبسط ما يجب علينا فعله هو أن نعتصم بالله، بعد أن نوقع ونحقق الإيمان في كل خطوة من خطوات حياتنا، وفي كل فكرة وفي كل شعور وإحساس.

الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7)رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ

[ سورة غافر]

وهنا وجب علينا أن نعيد فتح آذان القلوب والعقول، فالمسألة جد خطيرة وقوية وفي غاية الأهمية، وكل هذا نجده في سؤال واحد يجب أن نسأله لأنفسنا، لنجد الإجابة عليه في الآية:

لمن يدعون حملة العرش ومن حوله؟

يدعون للذين آمنوا بقولهم :[فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ] التوبة واتباع السبيل الذي جاء في الوصايا كلها..

اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه... واهدنا واهدي بنا وادخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

أحبكم في الله وأدعو الله أن ترفعوا راية الإسلام عالية بعد أن تحققوا تقوى الله في قلوبكم وافكاركم وبصيرتكم وفؤادكم.

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ،أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

" أَيُّكُمْ يُبَايِعُنِي عَلَى هَؤُلاءِ الآيَاتِ الثَّلاثِ ؟ ثُمَّ تَلا : قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"

(سورة الأنعام آية 151)، حَتَّى فَرَغَ مِنْ ثَلاثِ آيَاتٍ ، ثُمَّ قَالَ : وَمَنْ وَفَّى بِهِنَّ آجَرَهُ اللَّهُ ، وَمَنِ انْتَقَصَ مِنْهُنَّ شَيْئًا فَأَدْرَكَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا ، كَانَتْ عُقُوبَةً ، وَمَنْ أَخَّرَهُ إِلَى الآخِرَةِ ، كَانَ أَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ، إِنْ شَاءَ أَخَذَهُ ، وَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ " .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن وجدت فيها خيرا فانشرها وذكر بها من تحب من عباد الله فإنها وصايا رب العالمين التى لا يمكن لعاقل أن يتجاهلها ولا يدرسها.

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ،أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

" أَيُّكُمْ يُبَايِعُنِي عَلَى هَؤُلاءِ الآيَاتِ الثَّلاثِ ؟ ثُمَّ تَلا : قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"

(سورة الأنعام آية 151)، حَتَّى فَرَغَ مِنْ ثَلاثِ آيَاتٍ ، ثُمَّ قَالَ : وَمَنْ وَفَّى بِهِنَّ آجَرَهُ اللَّهُ ، وَمَنِ انْتَقَصَ مِنْهُنَّ شَيْئًا فَأَدْرَكَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا ، كَانَتْ عُقُوبَةً ، وَمَنْ أَخَّرَهُ إِلَى الآخِرَةِ ، كَانَ أَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ، إِنْ شَاءَ أَخَذَهُ ، وَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ " .