نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

قلبك يرى الحقائق بعقلك فلا تحشوه بالتوافه

مكانة العقل

وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70)الإسراء

مكانة العقل في ملك الله

عقلك هو خادمك المطيع، وهو مطيتك التى تحملك حيث تشاء، تستطيع أن توجهه حيثما شئت، ولكي يعمل بكامل طاقته لابد من أن يكون حرا… وتحرره متوقف على عبوديتك لله العلي الكبير، لذلك سنجعل عقولنا تعيش مع لا إله إلا الله… نستغفره ونستعينه ونتوب إليه.

بلا إله إلا الله سنحرر عقولنا، وذلك بالإستغفار كثيرا كثيرا كثيرا… تنفيذا لأمر الله العلي العظيم لنا، فقد قال سبحانه وتعالى في محكم آياته:

<< يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) الأحزاب >>

أحبتي في الله، أريد منكم أن تلبوا أمر الله بأن تذكروه كثيرا، وخير ذكر لله إستغفاره في كل أوقاتنا. وعن مكانة العقل سنعيش معا هبة الله للإنسان ومطية تكليفه ووسيلته لمحبة الله وطاعته واتباع رسله صلى الله عليهم وسلم جميعا …. وهو مطيتنا ووسيلتنا المثلى للتفكر والتأمل في خلق الله .

ذات يوم كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفكرون في خلق الله، ودار بينهم سؤال، تـــٌرى ما هو أكبر وأقوى مخلوقات الله على الأرض ؟ …

منهم من قال الجبال ومنهم من قال كذا وكذا وكذا… وفي هذه الأثناء مر بهم علي ابن أبي طالب رضي الله عنه، فسألوه .. فكانت إجابته قاطعة، ومحددة ولا يمكن لمن يسمعها أن يساوره الشك فيما قال، قال رضي الله عنه هم عشرة:

أولا: الجبال الرواسي

أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8) النبأ.

ثانيا: الحديد يقطع الجبل

وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ { سورة الحديد }

أثبت علماء عصرنا الحديث أن الحديد ينزل من السماء.

ثالثا: النار تأكل الحديد

فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آَنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29) سورة القصص.

رابعا: الماء يطفئ النار

وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ. الأعراف

خامسا: السحاب يحمل الماء

هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (12) الرعد.

سادسا: الهواء يحمل السحاب

وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ (9) فاطر

سابعا: الإنسان يتوارى من الريح { العقل}.

كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (242) البقرة.

ثامنا: السُكر يغلب الإنسان

وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ. الحج.

قد يسكر الإنسان بما لديه من هموم ومشاكل، فيدخل في دوامة مشاكله ودائرة أفكاره السلبية فيتوه ويحزن ويفقد توازنه وقدرته على التركيز،وهذا نوع من السكر بغير خمر أو مواد مسكرة، إنما الذي يسكر بالخمر فهو يستعجل غياب عقله ليهرب من مشاكله.. وهنا نجد آفة البشر، لذلك المخرج الوحيد من كل ذلك هو الرضى بقضاء الله والإستغفار كثيرا كثيرا كثيرا.

تاسعا: النوم يغلب السكر

وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا (47) الفرقان.

وهكذا نرى من رحمة الله على الإنسان أن وهبه النوم وجعله ثباتا، ليستيقظ من نومه جديدا ليواصل حياته لعله يستغفر ربه ويتوب إليه فيكشف عنه ما ذهب بتوازنه وإستقراره.

وأخيرا: الهم يغلب النوم

وهذه المسألة كلنا مر بها ويعرفها معرفة يقينية، فكلنا جرب الهم، وكلنا يعرف أن المهوم لاينام، وإن نام تهاجمه الكوابيس والأحلام المزعجة، والمهموم حزين وإن طال عليه الأمد وصل إلى الإكتئاب والعياذ بالله .

وهنا نرى أن الله سبحانه وتعالى قد سخر للإنسان كل شيئ، فأصبح من السهل علينا أن نصل إلى أي نقطة في الأرض في زمن محدود، فهناك طائرات وشركات وعمال وكلهم في خدمة المسافر نظير دراهم معدودة.

فعندما يترك الإنسان كل ذلك ويهتم بسوى الله فإنه يقذف بنفسه وروحه وعقله وفؤاده وجسده إلى العذاب والآلام، فتتلقاه شياطين الإنس والجن معا ليفعلوا به ما يشاؤن وكأنه لعبة في أيديهم,

والسبيل الوحيد للنجاة من كل ذلك هو الإستغفار والتوبة إلى الله الواحد القهار. ثم نأتي إلى دعاء الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، يعلمنا أن نستعيد من ثمانية أشياء قاتلة لطاقة الإنسان وحيويته وتقضي على راحة باله وتصيبه بالقلق وبإضطراب حياته كلها…

الحديث صاحبني مدة عمري منذ أن كنت شابا، له أثر عظيم في نفسي وحياتي، ولكني لا أعرف مدى صحته، سأقصه عليكم ليس كحديث وإنما دعاء يقينا من أشياء كثيرة كلها قاتلة للنفس:

<< اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال>>.

اللهم ربنا ورب العالمين، يا أرحم الراحمين ، نستغفرك ونتوب إليك، ولا حيلة لنا ولا رجاء إلا في إستغفارنا فإنك أنت سبحانك غافر الذنب وقابل التوب، علمنا من الإستغفار مما علمته عبادك الصالحين، ووفقنا برحمتك وفضلك لكلمات تلقيها في قلوبنا فنستغفرك بها فتقبلها منا وتقربنا بها إليك.. ربنا لا نبغي إلا رضاك عنا، بهذا الأمل نحيا، وعلى أمل لقاءنا بحبيك المصطفى وبكل أنبياءك الذين آمنا بهم ولم نراهم نحيا وبهذا الرجاء تهون علينا ما نلقى في حياتنا الدنيا ..

رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194) آل عمران.

الإستغفار بصدق وبإحساس وبكامل كيان الإنسان، يعطي للإنسان القدرة على أن يرى الحقائق، أن يرى نفسه من الداخل، ويعرف أين مصلحتها وكيف يردعها ويطوعها ثم يزكيها، وشكر النعمة لا يكون فقط باللسان، ولقد حث المولى تبارك وتعالى على الإستغفار لنغطي به تقصيرنا في الشكر والحمد….

عن الرضا هو غايتنا هنا في هذا المنتدى… لأن الرضا يمحو الأحزان والهموم من قلوبنا وعقولنا… ويجعلنا من أصحاب اليد العليا والتى تعطي دائما… كلنا يعطي، وكلنا يبذل الجهد، ولكن أحيانا بغير وعي وبغير نية … الإستغفار .. كثرة الإستغفار تجعلنا نرى التقصير ونقاط الضعف في حياتنا….

والصدقة فيها خير كثير، تطفأ غضب الرب، في حالة المعصية، وفي حالة العطاء تكون بمثابة شكر لله على كل ما أعطانا….

قريبا جدا سنصل إلى مرحلة الرضا الكامل إن شاء الله… فلهذا خلقنا الله … ليرضى عنا ونرضى بما أعطاه لنا وقسمه بالحق وبالفضل العظيم منه

ياترى عاملين إيه في الإستغفار؟

ماذا وجدتم من مفاهيم وأفكار وصور وحكايات في عقل كل منكم ؟

ستجدون أشياء فعلتوها ولم تستغفروا الله عنها؟؟؟

سيظهر أمامكم التقصير الرهيب في علاقتنا مع العزيز الحميد

كلما زدنا من الإستففار، وكلما فعلناه بصدق وبإخلاص وبندم حقيقي على كل لحظة مرت دون ان نستغفر الله كلما وضحت أمام أعيننا المسائل والحكمة من وراء كل ما مر بنا من أحداث.

ستجدون كل ما حدث في الماضي ولابد من الوقوف عنده ولا نتخطاه إلى آخر حتى نستغفر الله ونتوب إليه من هذا الحدث الذي مضى والذي تذكرناه فجأة.

ايضا ستجدون ناس ربما نكون قد ظلمناهم… وهذا أخطر ما في الموضوع… فلا يمكن لنا أن نتقدم إلى الأمام بغير أن نحصل على عفو ومغفرة ممن ظلمناه أو اغتبناه

يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله إذا اغتبت أحدا ولم يسامحك فادعو له بظهر الغيب

وأضيف يجب أن تدعوا له كثيرا كثيرا كثيرا حتى ترتاح نفسيا فهذه هي علامة مغفرته لك

كل ما أكتسبناه في الماضي من أخطاء ومعاصي لابد لها من توبة نصوحا واستغفارا كثيرا جدا حتى يرتاح قلبك وتدمع عيناك ندما وفرحا بقبول الله لك

ولا تقنط أبدا من رحمة الله … فإن الله يفرح بتوبة عبده فرحة من ضلت ناقته في صحراء جرداء حتى رقد منتظرا حتفه وفجاة وجد ناقته عند رأسه بكل زاده ، فإن فرحة الله بتوبة عبده أقوى من فرحة هذا الرجل الذي وجد ناقته.

كلما زاد استغفارك زادت ثقتك بنفسك

وكلما زاد استغفارك اتسعت رؤيتك للحقيقة

وكلما زاد إخلاصك في استغفارك زدت قربا من العلي العظيم

وكلما زدت قربا من الله رايت بعيني راسك كل مفهوم خاطئ وكل عقيدة خاطئة كنت عليها وأنقذك الله منها…

ستجدون الكثير والكثير جدا من أثار استغفاركم

وربنا يقبل منا ومنكم ومن جميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات

*****]

وأضيف :بقدر ما يبتعد قلبك عن ذكر الله بقدر ما يتيه عقلك في أفكار الآخرين، وتجد نفسك وهي تتقلب كغلي الماء في القدر ، ذلك لأن الله يثبت الذين آمنوا بالقول الثابت في الدنيا والآخرة.

والقول الثابت لا يكون إلا في قلب ثابت ذو عقيدة ثابتة وقوية، وعقل واعي حر لا يستسلم لغير الله


  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 539 مشاهدة
نشرت فى 6 إبريل 2014 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

163,928

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »