نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

<!--

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tabla normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; text-align:justify; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:12.0pt; font-family:"Times New Roman","serif"; mso-fareast-language:EN-US;} </style> <![endif]-->

فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) الكهف

بسم الله نبدأ نظريتنا في الصبر والتى انبثقت من هذه الآية الكريمة

قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا

موسى عليه السلام من الرسل أول العزم، وبعثه الله برسالته لقوم شديدى الكفر والعصيان، وقال عنه ربنا تبارك وتعالى :

وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي

وقال عنه تبارك وتعالى :

وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا

فتناك فتونا أي أجرينا عليك كل الإبتلاءات اللازمة لتقويتك وتخليصك من كل الشوائب النفسية، كما يفتن الذهب على النار ليصبح ذهبا خالصا..

 هكذا كان سيدنا موسى عليه السلام، له شخصية قوية جدا، ومستقيمة جدا، ألقى الله تبارك وتعالى عليه محبة منه، وكان قوي البنية والإرادة والعزم، وكان مكانه الطبيعي عاليا جدا في السماء الخامسة حسب قصة الإسراء والمعراج..

 وكان عليما خبيرا بالنفس البشرية من شدة وكثرة ما لاقي في معالجته لقومه، فنصح رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عدة مرات أن يطلب من ربه التخفيف عنا في الصلاة ..

قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا

العبد الصالح يعرف أن الصبر الذي يحتاجه سيدنا موصى يختلف عن الصبر الذي كان في مخيلته، فهو صبر على حبس الكلمات التى تنتج عن تفاعل النفس مع الحدث عندما تمر به، وليس الصبر على الحدث نفسه.. لذلك قال له العبد الصالح:

وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا

إذا هنا المسألة كلها تنحصر في أن الصبر الذي نحتاجه لكي لا نتعذب ولا نتألم هو صبر على حبس اللسان فلا نقول أي تعبير يعبر عما يعتمل في أنفسنا من تذمر واعتراض عند وقوع الحدث أو الإبتلاء، وهو صبر بأن نكتم شعورنا بعدم فهم الحكمة عند وقوع الحدث..

وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا

الإحاطة بالخبر هي صفة أكيدة عند كل البشر، العالم والجاهل والمثقف وغير المثقف إنما يتوق لمعرفة الخبر الغائب عنه، وهذه صفة حميدة عند البشر، ولكن مع الله يجب أن نتأدب وننتظر حتى يعلمنا الله تبارك وتعالى  حكمته من الحدث ..

 ونستخلص ذلك عندما مات إبراهيم الصغير ابن الحبيب المصطفى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ..{ تدمعُ العينُ ويحزَنُ القلبُ ولا نقولُ إلَّا ما يُرضى ربَّنا واللَّهِ يا إبراهيمُ إنَّا بِكَ لمَحزونونَ}..حزن مثلما نحزن، ولكنه صلى الله عليه وسلم يعلمنا أن نقول في كل مواقف الحياة ما يرضي ربنا..{ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } وهذه سنعود إليها بإذن الله ففيها سرنا الكبير ...

قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69)

يبدوا والله أعلى وأعلم أن سيدنا موسى كان يتخيل أنه سيصبر على مشقة الرحلة، بدنية كانت أم نفسية، ولذلك وعد العبد الصالح بأنه سيصبر ولا يعصي له أمرا..

قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70)

هنا أوضح له المسألة، أن الصبر المطلوب هو أن يعقد لسانه فلا يسأل عن شيء حتى يخبره هو بحكمته أو بحكمة حدوثه .. فقط عليه أن يتحكم في نفسه ومشاعره فلا يقول شيئا ولا يعترض ولا ينقد ولا يسأل .. وهذه هي حال العبد المتوكل على الله الذي يقول في كل مصيبة وفي كل حدث يعتمل في نفسه وفي كل شعور وفي كل هياج مشاعر أو ثورة نفس عليه أن يقول ماعلمنا ربنا تبارك وتعالى في ثاني نداء للذين به آمنوا :

إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ

كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)  وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة

هذه الكلمات التى علمنا ربنا أن نقولها عندما تجزع أنفسنا وعندما يصيبنا شيئا مما يزعجنا أو يخوفنا علينا أن نتذكر على الفور أننا لله .. هو خلقنا .. وهو ولينا.. وهو قد تكفل برزقنا وبكل حياتنا.. وهو سبحانه سيميتنا ويقبرنا ثم يبعثنا مرة أخرى ..

الآن أريد من حضراتكم أن تسترجعوا شريط حياتكم .. وتنظروا إلى المواقف التى قلتم فيها من قلوبكم { إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }صادقين فيها وغير معترضين على أمر الله .. ثم انظروا ماذا كانت النتيجة؟ من يبحث بصدق في حياته سيجد أنه عندما قال وهو متيقن { إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }سيجد نفسه وقد ارتاح نفسيا...

سنتكلم بالتفصيل عن نظريتنا الجديدة والتى من شأنها أن تغير حياتنا إلى الأفضل.. هذه المقالات كلها هي من أجل كل من أصابته مصيبة ويتعذب بها ويتألم ..

الآن أريد أن نتمرن على ذكر الله ذكرا كثيرا والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعرف كل شيء عنه فبه يرحمنا ربنا، وبه تهون علىينا الدنيا وما فيها ومع سيرته العطرة تطيب لنا الحياة ويذهب عنا الحزن والألم وبلا رجعة إن شاء الله ...

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 53 مشاهدة
نشرت فى 14 نوفمبر 2013 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

238,245

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »