نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

سعادتك وشقاءك، راحتك وعذابك، مرهونة بفهمك لهذه الآية الكريمة

تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ
حياتك مرهونة بكيفية رؤيتك لهذه الآية وسعادتك مرهونة ومرتبطة إرتباطا وثيقا بما جاء فيها وهبك الله تبارك وتعالى الحياة وأعطاك عمرا مديدا وجعل لك كاتبان عن اليمين واليسار يكتبون لك صفحات حياتك.. يكتبون كتابك .. يكتبون ما قد اخترته لنفسك من أهداف وأعمال تقوم بها من أجل الوصول لغايتك وعندما تنتهي صفحات عمرك تذهب مع كتابك الذي كتبت إلى ربك لتقرأه وترى فيه كل أعمالك وأخطر ما ستجد فيه هو كلامك لأن الكلمة كالرصاصة إذا انطلقت كان لها صوتا وأثارا وهي قد تقتل أحيانا من أجل هذا حذرنا ربنا من كلامنا.. وصنفه لنا .. وأعطانا مواصفات الكلمات الطيبة والخبيثة، لنختار كلماتنا على علم أختيارا واعيا ومدركا لحقيقة الأمور.. اختيارا سيؤثر في كل حياتنا سلبا وإيجابا.. اختيارا سيحدد مصيرنا، أما طيبا.. وإما خبيثا.. وذلك سنجده بدقة متناهية في الآية التالية :
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)إبراهيم. والآن سنعيش مع تلك الآيات لحظة بلحظة ، نتدبرها ونتفكر فيها ونرى أين نحن منها، فدقق معي رحمك الله، وفي نهاية المقالة أرجو من حضراتكم أن نجتمع ونتدارس ما فهمناه ويقدم كل منا للآخر ما وجده في حياته الخاصة بعد سماعه لتلك الآيات الكريمة.. وذلك بترك مداخلاتكم ومشاركتم وتعليقاتكم هنا، وفي النهاية أرحب بشدة بكل أسئلتكم فلا تترددوا في توجيه أي سؤال وفي أي وقت ... أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ عندما تتوجه في الصباح عند استيقاظك من النوم وتذهب إلى حيث والديك فتلقي عليهم التحية بأدب وحب وتقدير وتقبل يد أمك أو أبوك فتأخذك في حضنها وتدعو لك بأجمل الدعاء في حب وحنان، ماذا سيكون شعورك؟ وكيف سيصير يومك؟ إجابتك هي المثل الذي ضربه الله سبحانه وتعالى لك ولكل البشر.. ستجد أثر الكلمة الطيبة في نفسك وفي عموم حياتك، بفضل دعاء أبويك... يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ أول نداء من الرحمن لعباده الكرام، وأول أخلاق القرآن. كلمة طيبة كشجرة طيبة، إذا الكلمة الطيبة هي نتيجة لمرحلة قوية سابقة عليها، هي شجرة زرعتها أنت بداخلك يوم آمنت بالله، ويوم استمعت لهذه الآية، ويوم استمعت لكتاب الله وتأثرت بكلام الله وسكن قلبك، إذا كل ما عليك الآن هو أن تلاحظ أثر الكلمة الطيبة في حياتك، وعندما تلاحظ ذلك وتعرفه ستجد نفسك تلقائيا ميال بطبعك للكلمة الطيبة لأنها تصلك بالله وتؤثر في حياتك كلها تأثير قوي وإيجابي وتحول حياتك كلها إلى حياة طيبة. أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) شجرة أصلها ثابت في حياتك، في الأرض التى تسعى فيها وتعيش بها، أصلها ثابت، جذورها تتخلل أفكارك ونواياك وأهدافك في الحياة الدنيا، وفرعها في السماء، يراعاه لك ربك، ويزيد لك فيه حسنا، ويبارك لك في كل كلمة طيبة تخرج منك.. فتصبح حياتك كلها طيبة، أفعالك طيبة، طعامك طيبا، منامك طيبا، لأن الكلمة الطيبة التى تنطق بها أصلها ثابت في كل اتجاهات حياتك وتحركاتك وفرعها في السماء ... عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها ، وهي مثل المسلم حدثوني ما هي ؟ فوقع الناس في شجر البادية ، ووقع في نفسي أنها النخلة ، قال عبد الله فاستحييت ، فقالوا : يا رسول الله أخبرنا بها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي النخلة . قال عبد الله : فحدثت أبي بما وقع في نفسي ، فقال : لأن تكون قلتها أحب إلي من أن يكون لي كذا وكذا . [ رواه البخاري في صحيحه في مواضع ، منها : العلم حديث رقم (131)، وفي تفسير القرآن (4698) ، ومسلم في صفة القيامة برقم (2811) ]. تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا شجرة يرعاها لك ربك ويعطيك من ثمارها كلما أنتجت من ثمرات تملأ حياتك حسنا وزهورا وحبا وحياء من الله وخشوعا وتعظيما له سبحانه، ويظل ثمارها مستمرا حتى يوم تلقى ربك، فمن ثمرات الكلمة الطيبة أولادا وأحفادا صالحين طيبين عابدين مستغفرين لله ليل نهار..{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا }، يزين الله لك حياتك الدنيا بكل ما تشتهي، ثم يحفظ لك الباقيات الصالحات والآمال العريضة عنده سبحانه ولا يضيعها لك طالما أنك في رحابه تمضي أيام عمرك. وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) لعلنا نتذكر هذا الذي ذكرنا به ربنا، ولا ننساه ابدا في جميع مراحل حياتنا، فالفائدة عظيمة، والنتيجة يتمناها كل عاقل، وكل ذو همة عالية ويبذل من أجلها كل ما هو ثمين في حياته فسلعة الله غالية، ومن أهم علامات التذكر لأمر الله أن نذكر آياته ونعمل بها ثم ونَذَكِّرْ بها كل من حولنا ممن نحب من خلق الله وذلك عملا بقول ربنا{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }. وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) أجتثت من فوق الأرض، قنبلة جراثيم وميكروبات، يلقيها قائل الكلمة الخبيثة فتنتشر اثارها السيئة في كل من يسمعها، ويتحمل قائلها وذر كل من سمعه وقلده وقال مثله، ولذلك حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من النتائج الوخيمة للكلمة الخبيثة، كما دلنا على نتائج الكلمة الطيبة من أثار طيبة في الدنيا والآخرة فقال: وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يُؤْذِ جَارَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ ليَسْكُتْ » . أخرجه الشيخان لسانك هو دليل إيمانك، فعدم آذية الجار تكون بأن يسلم جارك من لسانك، وإكرام الضيف يبدا بمقابلتك له بوجه بشوش وبكلمات الترحيب، ثم في عموم حياتنا يجب أن نقول خيرا أو نلتزم الصمت ففيه نجاتنا من شباك الشياطين. يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ النتيجة الحسنة الجميلة المباركة والتى يتمناها كل عاقل ويتحراها كل حكيم وكل من آمن بالله واليوم الآخر.. أن يثبته الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة... أكبر مكافأة لمن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، اللهم أجعلنا منهم واحشرنا في زمرتهم واجمعنا بحبيك المصطفى صلى الله عليه وسلم واسقنا من حوضه برحمتك وفضلك يا كريم. وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)إبراهيم. الظالمين ليس لهم نصيب في أي شيئ طيب، وليس لهم نصيب من النور، يعيشون في الظلام، فيتكلمون بكلام أهل الظلام، ويفكرون بأفكار أهل الظلام، ويفعلون أفعال أهل الظلام، وفي النهاية يسلطهم الله علينا ليسلبون منا كل ما لدينا من قوت وحٌسن خٌلق. وبالنظر إلى مجتمعاتنا العربية نجد أننا شعوب بارعة في أساليب الكلام.. نتكلم أكثر مما نعمل.. تجد اقل واحد فينا محلل فني وسياسي وربما حدثك عن الطب وعن خصوصيات الكونجرس الأمريكي.. فالكلام هو حرفتنا الأولى، وهو آفاتنا المميتة، أنظر إلى ستات البيوت.. حياتهم كلها مقسمة بين الكلمة المسموعة والمرئية والمحكية، فهي إما مع جارتها تحكي، وإما مع التليفزيون تسمع حكي من نعرفهم جيدا، لا تكف عن الكلام، وكذلك الرجال، في عمله يتكلم، وفي بيته يأمر وينهي، وفي قهوته يقضي بقية يومه مثرثرا ومستمعا .. والله أعلم بما يدور بيننا من كلام، أين يستقر كلامنا؟ له مستقران ومنبعان لا ثالث لهما .. إما طيبا وإما خبيثا. بعد أن انتهيت من المقالة وصلتني رسالة من موسوعة الدكتور النابلسي تحمل نفس المعنى عن الطيب والخبيث، وكأني بالله يتمم لنا ثمرات مائدته زيادة في كرمه ورحمته وعطاءه سبحانه وتعالى. عادات المؤمن عبادات بالنية الطيبة، وعبادات المنافق سيئات بالنية الخبيثة العادات والعبادات بين المؤمن والمنافق حكمة يوم الثلاثاء ٢٠ آب، ٢٠١٣ : المصدر للدكتور النابلسي.
إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ
السكينةوالمودة والرحمة
نادي العضلات الإيمانية
دروس مهمة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 64 مشاهدة
نشرت فى 20 أغسطس 2013 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

238,501

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »