<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tabla normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; text-align:justify; text-indent:35.45pt; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->

عجبت لمن لا يرى في النور إلا الظلام، أحيانا يحل علينا الظلام، وليس ذلك إلا لنبحث عن النور، وقد جعل الله في يد كل من آمن به مفتاحا للنور بغير حساب، كلما شعرت باي شيء مما يعكر صفو حياتك، فقم إلى الصلاة، وبين يدي سيدك إطرح ما عندك، وأطلب كل ما تطيب به نفسك، فإنك بين يدي الكريم قد وقفت، فأخلص له الدين والدعاء. يطمأن قلبك ويرتاح بالك، ويخرج الخوف من نفسك وهو يلهث رعبا، ثم إليك لا يعود البتة، إلا إذا خرجت من معية الرحمن.

قالوا أن الصبر والرضا قرينان، فإن غاب أحدهما غاب الآخر، ورايت ذلك بعين رأسي في آية من آيات الرحمن، عندما جمع العزيز الحكيم بين الصبر والصلاة، ولم أكن أدرك لفترة طويلة من عمري معنى أن الصبر ضياء وأنه أوسع عطاء، أما الآن فقد أضاء الصبر حياتي بعد أن كنت لا اصبر حتى على نفسي عندما كنت أناني، فإن أردت أن تنعم بالنور في حياتك، وإن أردت أن تكون في بحبوحة من العيش، وإن أردت أن تكون أسعد مخلوق، وإن أردت أن تقهر الأقوياء بغير جهد ولا مشقة، وإن أردت أن يغبطك حتى الملوك والأغنياء، وإن أردت كل ذلك مجتمعا فعليك بالصبر والصلاة، فلا صبر بغير صلاة، ولا صلاة بغير صبر، فقد عرفت أن صلاتي هي سر حياتي.

يناجي العبد سيده، فهذا خير عمله، وليست المناجاة ممن يناجي مبتدأ، وإنما الرحمن هو الذي قد فتح الباب لمن أراد، فانتظر على بابه في خشوع، واصبر فإنه للمحبين حبيب، وداوم على ذكره فقد وضع فيه الرحمن حياتك، فإن كل من تعود ذكره يمرض وربما يموت يوم يتوقف لسانه، واعلم أنك تذكره لأنه قد سمح لك بذلك، فلا تنشغل عن ما وضع فيك من حب، فإنه غذاء، وإذا أهمل المرء غذائه .. إذا فلا حياة لمن تنادي، ولا تنسى نصيبك من الدنيا، فإن للمتقين في الدنيا أكبر نصيب، وكن بالحب مقداما، وللخير مسباقا، وللمحبين مضيافا، وكن كريما فإن الكرم صفة لا ينالها إلا من كان لها أهل، والله أدعو أن يجمعنا بمن ذابت له القلوب شوقا.. وتطلعت إلى حسنه العيون في كل ما ترى من مواطن الجمال بحثا عن قبس من نوره أو هدي، فقد حباه الله بما لا يعطه لأحد من خلقه، فجعل منه قرأنا يمشي على قدمين. صلى الله عليه وعلى آله وسلم ياربي تسليما كثيرا يليق بما أعطيته وتفضلت عليه من صفاتك العليا.. واجعلنا اللهم من تابعيه بإحسان إلى يوم الدين .. فقد اشتقنا لرؤياه وإن لم نكن رأيناه، فإن مجرد ذكره والصلاة عليه تتطرب القلوب وتهتز فرحا وشوقا كما يهز النسيم العبير...

القلب الذي لا يرى إلا السواد، ليس العيب فيه، ولكن فيمن وضع فيه الظلام، فما ذنب القلب إن كان صاحبه لا يعيش إلا في ا لظلام، وعندما يأتيه شيء من النور يغمض عينه ويطلق لسانه، أما عن القلوب فاسأل عنها الرحمن، الذي جعل لها أسم على مسمي فهي دائمة التقليب، فاليوم أنت لاتستطيع أن ترى النور، وربما غدا هداك الله، ارفع يديد بالتوبة واغسل قلبك بالإنابة’ وعليك الخروج من الظلام وذلك لا يكون إلا بالإيمان، فنور الحق ثابت لا يتغير لأن الأصل في الحق واحد. عجبت لمن تأتيه الحياة في كلمات فيرد ها بغير أدب ولا تروي، واصفا لها وصف من هم في قبور الدنيا على الأقدام يركضون،

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}} البقرة 153 لمن يطلب الصبر فقد قرنه الله بالصلاة، فلا صبر بغير صلاة، ولا صلاة بغير صبر، وأعلم رحمك الله أن ما أصابك إنما هو نداء من الله ليحملك صبرك إلى ما به ترتاح نفسك،  فعليك بالصبر والصلاة  فإنها موجبة لمعية الله ، فإما أن يكون الله معك، وإما أن يرفعك بالصبر إلى درجتك في العلالي.