<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tabla normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:-45.35pt; text-indent:35.45pt; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->

النداء رقم { 1/88 }

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) البقرة

*******

لأهمية ما أرى في هذا النداء من الله العلي العظيم .. لا أستطيع أن اتعداه للنداء الثاني إلا بعد أن نحيط بكل جوانبه إنشاء الله، إذا استطعنا إلى ذلك سبيلا.. والله سبحانه وتعالى هو الموفق.

   أريد أن ألفت نظر كل من يستمع إلى هذا النداء من الله العلي العظيم.. أن يبحث في القرآن وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن معنى الإيمان بالله ...

وهنا سأحاول فقط أن أنوه عن بعض الآيات التى توضح الفئات المختلفة من الناس، والذين ذكرهم القرآن الكريم، لكي نكون على حذر في تعاملنا مع ا|لآخرين.. خاصة في هذا العصر الذي اختلط فيه الحابل بالنابل.. وأصبح الكثير يجد في محيطه وفي دائرة معاملاته كثيرا من هذه الفئات من الناس... يقول المولى عز وجل في محكم آياته :

{ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) البقرة} قلوب كافرة.. لن يخرج منها الكفر، ولن يدخل الإيمان إليها أبدا،..

وهناك فئة اخرى وهي : {{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) البقرة }.

 أخي في الله كم من هؤلاء تجدهم في حياتك العامة؟ أنا شخصيا وجدت منهم الكثير فعندما تكتشف كذب أحدا ممن حولك فاأعرف أنه غير مؤمن:

مسند أبي بكر الصديق رضي الله عنه ( مسند أحمد )
19 - قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الأول مقامي هذا ثم بكى ثم قال عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة وإياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار وسلوا الله المعافاة فإنه لم يؤت رجل بعد يقين شيئا خيرا من المعافاة ثم قال لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا.
... لذلك إذا رزقك الله بمن يدلك على الخير وتأمن بوائقه فتمسك به ولا تفرط فيه.

ثم بعد أن وضح لنا المولى عز وجل كل تلك الفئات من الناس الذين يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم، تأتى البشرى من الله لمن به آمن فيقول له سبحانه وتعالى : {{ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25) البقرة }} هذا هو مصير كل من آمن بالله، فا أبشر.

ثم يبين لنا المولى عز وجل صفات الفاسقين ... الفاسق هو من يعرف آيات الله ويعرض عنها.. أو لا يطبقها، وهاهي :

{{ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27) البقرة }} ثلاثة صفات قوية شديدة ولا تصدر إلا عن فاسق.. وقد يقع في إحداهن المؤمن دون قصد، فسارع بالتوبة والعودة إلى الله الغفور الرحيم .. نقد العهد.. كثير منا من يتهاون في الوفاء بعهوده... وكثير منا من يقطع بقصد أو بغير قصد ما أمر الله به أن يوصل.. ثم يأتي بعد ذلك الفساد في الأرض...كنتيجة حتمية لكل من وقع في عدم الوفاء بعهوده ثم قطع الصلات الطيبة من صلة الرحم،أو صلته بالذين آمنوا، أو صلته بمن يقوم بنصحه... يجد نفسه مع الذين يفسدون في الأرض.. وهذا الفساد قد يكون بإرسال صورة خليعة لصديق.

هذا والله أعلى وأعلم ... وما كان في هذا من خطأ فمني وأتوب إلى الله منه.. وما كان من صواب فمن الله .. والحمد لله رب العالمين

كما أرحب بآرائكم وتعليقاتكم ... والله ولي التوفيق..

بعد أن نلبي نداء ربنا ونجتمع كلنا تحت راية الإيمان بالله العلي العظيم سننتقل بإذن الله تعالى إلى النداء الثاني .. فقد وضع الله فيه كل ما يحتاجه المسلم في حياته الدنيا ليحقق النجاح والفلاح والسعادة في أي إتجاه يسلكه طالما إنه في مرضاة الله وفي خدمة المسلمين