إبراهيم أحمد

الأسرة، المعرفة، الحياة

عندما مرت على 4 سنوات هى عمر ابنتى، و تذكرت كم تمر السنوات بسرعة، تساءلت، يا ترى كم من أربع سنوات أخر يمكن لأب أن يقضيها مع ابنته؟ مع الأخذ فى الإعتبار أن الوقت الذى تقضيه مع أولادك يأخذ فى التقلص كلما كبر الأبناء.

الأب خاصة لا يملك أن يهدر وقته القليل الذى يقضيه مع أبنائه، الأم بطبيعة دورها، و طبيعتها القلقة دائما على أولادها، تقضى وقتا أطول من الأب مع أبنائها، أما الأب بطبيعته كـ "رجل" فهو مشغول بعمله أو أمام التلفزيون أو سيارته أو الحاسوب أو أى لعبة أخرى يقضى بها وقته كالعادة. و يمضى بنا الزمن سريعا ليفاجأ الأب أن ابنه أصبح فى السابعة من عمره ثم الخامسة عشر ثم خمس و عشرون و أغلب الظن سيفقد الاتصال الجيد معه قبل ذلك بكثير.

كل مرة تطلب فيها ابنتى أن تقطع فيها انشغالى بشيئ ما، أحاول أن أتذكر أن الوقت ليس فى صالحى و أن ابنتى تعطينى الفرصة تلوالأخرى لأفهمها و ألعب معا و أشاركها فى فرحها و لعبها و حزنها، و أشارك فى تكوين شخصيتها، و أحاول أن أوفر لها نموا سليما من خلال تعاملها مع أب يريد أن يكون أبا صالحا.

لذا يجب ألا نضيع الفرص التى يعطيها أبناؤنا لنا، يجب أن نضع وقتنا معهم فى أعلى أولوياتنا. يجب أن يكون لقاؤنا معهم وقتا رائعا، ليس فقط فى اللعب و اللهو كعادة الأباء و إنما يجب أن نتواجد و نستمع لهم عندما يحتاجون إلينا فى وقت القلق و عدم الاسقرار و المزاج المتذبذب. نحن الرجال لا يجب أن ندع زوجاتنا يتعاملن فى تلك الأوقات الصعبة مع الأبناء بمفردهن - كما تعودنا نحن الرجال  فنحن نعرف أبناءنا وقت اللهو فقط و وقت الشدة لا نعرف سوى الصوت العالى و العصبية و التعامل بقسوة - لا لن ندعهن يحظين بهذه الفرصة، لن أدع زوجتى تتقرب إلى أبنائى و أنا مشغول عنهم بألعابى و لا أعرفهم إلا وقت اللهو فقط، بل سأتواجد معهم فى أوقاتهم الصعبة من البداية، سوف أستمع لهم و أتعاطف معهم و أصبر عليهم و أعلمهم بالحب و أربيهم برفق ذلك لكى أجدهم و ولكى يستمعوا إلى عندما أحتاج إليهم فى يوما ماً.

المصدر: إبراهيم أحمد
  • Currently 105/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
31 تصويتات / 1263 مشاهدة
نشرت فى 23 نوفمبر 2010 بواسطة ibrahim

الترجمة

عدد زيارات الموقع

800,575