"أنا قلت لأ" ، "اسمع الكلام يا ولد" نقولها يوميا و على مدار الساعة، و أغلب الوقت تفتح علينا نقاشا و جدالا من الأولاد و لا ينتهى حتى يحصلون على ما يريدون.
المشكلة تكمن فى استخدام لغة القوة و فرض السيطرة على الطفل، بالتالى نحن نعلمه ضمنا أن يحاول هو أيضا فرض سيطرته و أن يحصل على ما يريد بالقوة.
يجب أن نتبع طرق فى النقاش تستند أكثر على العقل و المنطق و ليس "فقط" على القوة و فرض السيطرة.
كل الآباء يعلمون تماما أن إصرار الأطفال شيء لابد منه، إذا جدالهم و إصرارهم هو جزء من نموهم، يجب أن نتحمل "الزن" و الإلحاح و لكن فى كل مرة يجب أن نحاول أن نعلمهم شيئا. فى وقت نعلمهم التفاوض، و وقت آخر نعلمهم الصبر، و مرات نعلمعهم تحمل المسؤولية، و مشاركتهم اتخاذ القرارات.
لذلك أترك لكل أب أو أم اختيار الطريقة التى تفلح مع طفلهما مع الأخذ بالنصائح الآتية:
- اترك لهم مساحة لإملاء إرادتهم و لكن مع تحمل المسؤولية.
- إذا كنت ستسمح له بممارسة الحرية إذا يجب أن يستمع إليك عندما تنصحه فى بعض الأوقات لأنك عندما تتدخل فهذا يعنى أن الموضوع جاد و غير قابل للنقاش.
- أشركه فى اتخاذ القرار و فكر معه - رغم علمك المسبق - فى عواقب القرار و اجعله يصل إلى القرار الصائب بنفسه، إذا أصر بعد ذلك و كانت العواقب يمكن إصلاحها، فدعه يمر بالتجربة و تحمل العواقب و ذلك لكى يعلم فى المرة القادمة أن رأى أباه كان صائبا.
- علم ابنك التخطيط، إذا ألح ابنك على طلب ما، قل له يجب أن نضع خطة للحصول على هذا الطلب، بأن نفعل كذا ثم كذا.
- علم ابنك التفاوض، يمكنك أن تتفاوض مع ابنك لكى يحصل هو على ما يريد و تجعله يفعل ما تريده أنت.
- علم ابنك الصبر و المثابرة، قل له سوف نحصل على هذا الشيئ فى نهاية الأسبوع، إذا فعلنا كل يوم كذا حتى نحصل على ما نريد. علمه أن لكى نحصل على ما نريد يجب أن نعمل من أجله يوم بعد يوم حتى نستحقه.
- علم ابنك الإدخار، كل يوم ندخر شيئ من المصروف أو حتى نقاط التشجيع حتى يكتمل ثمن ما نريده. ضع ثمنا لما يريده طفلك و قل له هذا يساوى 10 نقاط، و علمه كيف يحصل على النقاط، بأن يقوم بترتيب حجرته أو لعبه مثلا، أو بأن يتناول طعامه، و بذلك سوف يتعلم أن يعمل و يدخر حتى يحصل على ما يريد.
-
و فى النهاية كن حازما و ضع الحدود. فى حالات الهيسيتريا و عدم التجاوب، انزل إلى مستوى نظره و انظر إلى عينيه و قل له "أنا لا أستطيع استكمال النقاش و أنت فى هذه الحالة، عندما تفرغ من غضبك، سوف نكمل" و أخرج من الحجرة فورا. هذا لكى يعلم أن اسلوب الغضب الهيستيرى مرفوض تماما و لن يحصل معه على أى شيئ.
فى تجربتى الشخصية، أرى أن كل إناء ينضح بما فيه و أن الأب و الأم هم دائما السبب فى سلوكيات الطفل السلبية، إن كنت أعامل طفلى بالتسلط و الإكراه فلا أتوقع منه أن يكون متسامحا و متفهما، إنما من الطبيعى أن يقابل طفلى تصرفاتى معه بالعند و العدوانية و التصلب فى الرأى.
إقرأ أيضاً: العناد عند الأطفال .. الأسباب والعلاج