أحال المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود، النائب العام، 4 سعوديين و9 آخرين إلى محكمة الجنايات لاتهامهم بتكوين شبكة لتزويج القاصرات.
أفادت التحريات بأن المتهمين السعوديين حضروا لـ«زواج المسيار» من الفتيات. وقالت مصادر قضائية لـ«المصرى اليوم» إن النيابة انتهت من التحقيقات فى القضية منذ أيام، وتجمع تحرياتها عن المتهمين للتحفظ على أموالهم.
وكشفت التحقيقات أن المتهمة الأولى تمارس نشاطها منذ 25 عاماً فى 4 دول عربية هى «السعودية، الإمارات، البحرين، والكويت»، ويعاونها عدد من السماسرة فى القرى والنجوع للبحث عن الفتيات سن 13 و14 عاماً، وأنها استعانت بمحام فلسطينى سبق اتهامه فى عدد من قضايا الاتجار بالآثار وتسهيل الدعارة لكتابة عقود الزواج العرفى. أضافت التحريات أن المتهمة ترسل الفتاة إلى السعودية بصحبة والديها بحجة السفر لأداء العمرة وأنه يتم تجميع الفتيات وعرضهن بملابس مثيرة على الزبائن داخل شقتين فى «هضبة الأهرام ونزلة السمان».
«المصرى اليوم» رصدت تفاصيل قصص الفتيات الثلاث اللاتى ألقى القبض عليهن «زيزى وشوق ودينا»، بالإضافة إلى تفاصيل حياة المتهمين الرئيسيين فى القضية وهما «أم ياسر وناصر الفلسطينى» والأزواج السعوديين الذين أكدوا أن ضباط شرطة وشيوخاً من السعودية من بين زبائن «أم ياسر».
وروى الضحايا تفاصيل حياتهن لـ«المصرى اليوم»، وطلبن عدم ذكر أسمائهن الحقيقية أو تصويرهن.
فى البداية قالت «دينا ــ 16 عاماً»: «أول مرة أتعرض على عرسان سعوديين فى حياتى، أنا عايشة مع أمى واخواتى، 2 بنات، 9 سنين و11 سنة، خرجت من الصف الأول الإعدادى بعد وفاة والدى.. والمعاش فلوسه لا تكفى مصاريف البيت، حاولت أشتغل مانفعش، واحدة صاحبة أمى قابلتها وقالت لها بنتك بقت جميلة، جوزيها (جواز المسيار) وهتكسبى فلوس كتير فى أسبوع، فيه ناس سعوديين جايين مصر يقابلوا الحاجة أم ياسر.. أمى قابلت أم ياسر واتفقوا إنهم يتقابلوا فى بيتها فى نزلة السمان.. واتفقنا إن الجوازة 4 أيام بـ30 ألف جنيه، هى هتاخد عمولتها 10 آلاف جنيه واحنا ناخد الباقى وأكمل تعليمى أنا واخواتى».
أضافت «دينا»: مكنتش أعرف إن الجواز ده حرام وبيعاقب عليه القانون أنا كنت محتاجة فلوس لأسرتى.. وأنا مش عايزة أقعد فى دار رعاية وأمى محبوسة على ذمة القضية مين هياخد باله من اخواتى الصغيرين وقرايبنا مش بيسألوا علينا بعد وفاة والدى».
أما الضحية الثانية «شوق ــ 18 عاماً وشهران»، فهى الخيط الذى كشف الجريمة عندما حاولت «أم ياسر» تزويجها لثرى سعودى مرتين ونشبت مشاجرة بينهما، قالت «شوق»: «أنا اتعودت إنى أتجوز سعوديين وإماراتيين وبحرينيين، أول مرة كان عندى 14 سنة ونص، اتجوزت حوالى 60 مرة، أقل فترة جواز كانت يومين واكترهم أسبوعين، السبب والدى، هو اللى بيتاجر بى، كان شغال سواق وانفصل عن أمى ولى 6 اخوات، كنا عايشين فى شقة ضيقة جداً ومفيش فلوس نصرف، والدى رفض يجوزنى لشباب مصريين، خلال الشهرين اللى فاتوا قبل القبض على اتجوزت حوالى 25 مرة، ووالدى مقبوض عليه ومحبوس».
«أمى وجوزى العرفى هما السبب ربنا يسامحهم» هذه كانت كلمات الضحية الثالثة «زيزى»، وأضافت: «أنا عايشة فى الجيزة مع والدتى و4 اخواتى، تعرفت على ضابط منذ فترة ونشأت بيننا علاقة حب واتفقنا على الجواز العرفى وبعد مرور عدة شهور حدثت بيننا مشاكل، وقطعنا عقد الجواز وطلقنى، وبعد يومين قابلت أمى فى البيت واحنا قاعدين قالت إن فيه واحدة خاطبة بتجوز البنات لسعوديين وأثرياء عرب مقابل 30 ألف جنيه، وحددت ميعاد نتقابل فى شقة بالهرم، البنات تقف صف واحد والعرب يتفرجوا علينا ويختاروا من بينا، الجوازة تستمر لمدة أسبوع ولو عجبت العريس أسافر معاه بعقد عمل، لكن الجوازة محصلتش، والمباحث حضروا وقبضوا علينا وأمى اتحبست، وأثناء وجودى فى دار الرعاية عرفت إنى حامل ومش عارفه أعمل إيه؟».
المتهمة الرئيسية «هدى عباس ــ 58 عاماً»، اسم الشهرة «الحاجة أم ياسر»، سوداء البشرة تعيش فى نزلة السمان بصحبة أفراد أسرتها، لديها شابان أحدهما عاجز وفتاة 18 عاماً. قالت التحريات إنها بدأت العمل خادمة فى السعودية فى أوائل التسعينيات ثم عملت خاطبة لتزويج عجوز سعودى تجاوز سنه الـ70 عاماً من فتاة لم تتجاوز 20 عاماً، وحصلت على عمولة مالية، واستغلت الموقف وبدأت عملها «خاطبة» وبدأت تراسل الأزواج السعوديين واشتهر اسمها وسط الأثرياء العرب، خاصة السعوديين، وتوطدت علاقتها بكبار العائلات ورجال الأعمال.
وأشارت التحريات إلى أن المتهمة لم يسبق اتهامها فى قضايا من قبل بسبب حرصها، وأنها تقوم بالاستعلام عن راغبى الزواج فتسألهم عن مكان إقامتهم ثم تتحدث إلى زبائنها فى السعودية لتتأكد من جنسيتهم خوفاً من القبض عليها.
وقال مصدر أمنى إنه وردت معلومات لأحد الضباط عام 2007 تفيد قيام المتهمة بتزويج القاصرات وتسفيرهن إلى السعودية، وتم إلقاء القبض عليها وكان بصحبتها شريكها الرئيسى، وبمناقشتهما نفيا اشتراكهما فى تلك الجرائم وتم إطلاق سراحهما، وأن الإدارة العامة لمباحث الآداب أمسكت بالمعلومات وراقبتها لمدة 3 سنوات حتى ألقى القبض عليهم، وأن «أم ياسر» تقوم بالاشتراك فى الأعمال الخيرية حتى لا تثير الشبهات حولها.
أما المتهم الثانى «عبدالله نعمان الطويل»، فلسطينى الجنسية، شهرته «ناصر الفلسطينى»، فهو محام سبق اتهامه فى قضايا آثار وتسهيل دعارة، متزوج من سيدتين، دوره الاستعلام عن الأشخاص والفتيات وكتابة عقود الزواج العرفى، ويقوم بمراقبة منزل المتهمة الرئيسية أثناء عملية العرض بالاشتراك مع نجلها، وبسببه تم إحباط عملية القبض عليها أكثر من مرة.
ساحة النقاش