تشكل الدعارة منذ زمن طويل أكثر صور الاستغلال الجنسي للنساء إنتشاراً وأكثرها امتداد عبر الدول وفي هذه الصور تعامل المرأة كسلعة ذات قيمة سوقية ولا يأتي عمل الجنس مصادفة إذ يقوم الجنس بدور كبير في عالم الاقتصاد والسياسة حيث ينظر للنساء كمصادر ملذات ووسيلة للفساد والإفساد وتجارة الجنس تجارة رائجة تحقق مئات الملايين من الدولارات سنوياً وهذه الأرباح تتوقف على مدى تدفق النساء الأجنبيات عبر الحدود. والدعارة عمل غير مقبول حتى في الدول المشهورة بتصدير الداعرات مثل أوكرانيا التي أجرى فيها مسح لمعرفة رأي العامة تجارة الداعرات وخاصة اللاتي يمارسن الدعارة خارج أوكرانيا فأجاب 85% من أفراد العينة أنهم مهتمون بهذه المشكلة، كما أجاب 78% من أفراد العينة أن الداعرة ضحية في حاجة إلى المساعدة بينما أجاب 22% من أفراد العينة أن الداعرة مجرمة يجب أن تعاقب، ولم تظهر من الإجابات أن أحد من أفراد العينة يعتبر أن الدعارة تعد عملاً مقبولاً بل أن 75% من أفراد العينة أوضحو أنهم سيقطعوا علاقتهم ببناتهم لو تبين تورطهن في الدعارة وتبين من نتائج استبيان أخرى وزعته المنظمة الدولية للهجرة على عينة من (1189) إمرأة وفتاة يتراوح عمرهن بين 15-35 سنة في عشر مناطق في أوكرانيا أنه بالرغم من اشتياق النساء والفتيات للعمل في الخارج إلا أن العمل في الدعارة أمر غير مقبول بالنسبة لهن ولم تقبل واحدة من أفراد العينة العمل في الدعارة في الخارج.
والدعارة محرمة في كثير من دول العالم ولكن في شهر أكتوبر عام 2000 أباحت هولندا رسمياً الدعارة وإدارة أماكن للدعارة بعد أن كانت في الواقع مباحة، وسب الإباحة أن الصناعة الهولندية للدعارة تحقق 5% من عائد الاقتصاد الهولندي، وفي عام 2001 ارتفعت نسبة عائد التجارة الآثمة إلى 25% وتأتي الداعرات إلى هولندا من 32 دولة مختلفة و 75% من الداعرات الأجنبيات مجلوبات من وسط وشرق أوروبا وفي عام 2003م أباحت ألمانيا إدارة الاماكن للدعارة وإدارة الاماكن للملامسة الجنسية ويقدر عدد الداعرات غي ألمانيا بحوالي 400 ألف داعرة 75% منهن أجنبيات و 80% من الداعرات الأجنبيات قادمات من وسط وشرق أوروبا وبعض دول الاتحاد السوفيتي السابق.
ساحة النقاش