أمام جمع من نحو 2000 شخص ومحافظ 6 أكتوبر د. فتحى سعد ووزيرة الأسرة والسكان مشيرة خطاب

وقفت سنية ( 18 سنة) بشجاعة أمام الجميع لتحكى قصة زواجها من رجل غير مصرى مسن وهى فى

السادسة عشرة من عمرها، وتروى بشجاعة تجربتها التى تتمنى ألا تمر بها فتاة أخرى من فتيات القرية أو

القرى المجاورة، التى عرفت بهذا النوع من الزيجات الذى غلفه الصمت منذ السبعينيات لأسباب متعددة .

لتعلن سنية أمام الجميع أنه آن الأوان لكى يتحدث الجميع بشجاعة عما يحدث داخل قرى 6 أكتوبر..

الأسبوع الماضى « صباح الخير » الحوامدية والمنوات والشيخ عتمان وأم خنان وغيرها .الحملة التى بدأتها

عن جهود وحدة منع الإتجار فى البشر فى إنقاذ فتيات من الإتجار بهن، تحت ستار الزواج، وجدت صداها

هذا الأسبوع فى لقاء جماهيرى نظمته وزارة الأسرة والسكان بالحوامدية، بحضور محافظها لتشجيع الناس

على رفض هذه التجارة. وأكدت سوزان أحمد عبدالعزيز مساعد رئيس قرية أم خنان والشيخ عتمان

للأمومة والطفولة ومديرة مركز المعلومات بالقرية أن الظاهرة مازالت موجودة فى هذه القرى، زيجات

فتيات صغيرات بالمدرسة من مسنين عرب، لكن لا ترصدها الإحصاءات أو مراكز المعلومات لأنها تجرى

خفية على يد المحامين والسماسرة المعروفين بالاسم لدى الجميع لتقف أم سليمان ممسكة بالميكروفون

أمام الجميع لتعترف أنها كانت على وشك أن تزوج ابنتها ذات الأربعة عشر عاما قبل أسابيع قليلة لمسن

عربى أيضا، لكن أبلة (رشا) صديقة الأسرة زارتهم أكثر من مرة لتقنعهم بأهمية أن تكمل الفتاة تعليمها أولا

قبل التفكير فى الزواج تعترف أم سليمان أنها لم تقتنع بكلام أبلة رشا لعشر مرات، لكن ابنتها هى التى

تراجعت بعد أن كانت فرحة بالزواج والطرحة البيضاء .

أول مرة ألبس ذهب

خارج السرادق الذى دار فيه الحديث أمام الجميع عن ضرورة أن تتحرك الدولة لمنع هذه الزيجات، كان

هناك الكثير من الحكايات التى وثقتها وحدة منع الإتجار فى البشر فى اللقاءات الميدانية داخل هذه القرى،

بطلاتها فتيات عشن تجارب قاسية، يصررن أن يحكينها حتى لا يعيشها غيرهن مرة أخرى .

( ف) - 20 عاما من قرية المنوات - مطلقة من سعودى، وغير متعلمة، تزوجته قبل أربع سنوات، تحكى

قائلة: لما جابوا لى سيرة الجواز كان عندى 16 سنة، قبلها طلعت من المدرسة من سنة رابعة ما كنتش

غاوية المدارس، وكان نفسى اشتغل، ولما أبويا قالى هتقعدى فى البيت مازعلتش، لى خمس أخوات غيرى

وتلات صبيان، وأختى كبيرة عنى واتجوزت واحد من البلد، وكان لينا اتنين فى الشارع اللى ورانا أتجوزوا

زى حلاتى والاثنين ماعمروش، جوازاتهم استمرت كام شهر، كان فيه واحد اسمه (خميس السمسار) الراجل

ده واللى زيه عايزين الحرق، بيوهموا الواحدة وأهلها إنها هاتعيش فى سرايا، والصراحة إحنا عندنا حتة

الطمع وقلة الفهم، يعنى لما البنتين اللى فى ريحنا جوازتهم خربت مش نفهم بقى إن فيه غلط، لأ، كل واحد

شايف نفسه الشاطر، وإنه هايفلح فى اللى خابوا فيه الناس التانية، وده اللى مضيع البلد، واحنا ناس على

قد الحال، يعنى لا عندنا أرض ولا حيلتنا غيط، وأبوى أرزقى على باب الله وزى غيره عاوز يستر بناته .

تكمل (ف): السمسار بيلف فى البلد وعارف كل بيت فيه مين، أصله مش غريب عن البلد، وبيمسك أهل

البنت من الحتة بتاعة الظروف والعيشة الصعبة، بس برضه الأهل عليهم ذنب كبير، مهما كان دلوقت لو لى

بنت ولو ها أموت من الجوع مش هاأسلمها لواحد لا كبير ولا عربى، هو قبل ما يخش البيت بيكون شاف

البنت وعارف تفاصيل شكلها والله، وكل بنت اتجوزت بالطريقة دى كانت (حلوة) وجسمها حلو وجمالها

سبب خيبتها .

وبعد ما تعجبه هو الأول ويطمن إنها مقبولة، يفاتح أبوها ويدخل البيت من غير استئذان، وأول حاجة يقوله

إنت عندك عيلة مطلوب إيدها فى جوازة كويسة، هاتتكسى وتتصيغ وتعيش فى شقة واسعة فى مصر ويمكن

كمان تسافر مع جوزها السعودية، وتبعت لك عشان تعمل حج وتزور رسول الله، وبعد كده يسيب الأهل

دماغهم تلف، ويجى أبويا يفاتحنى وهو مبسوط وأمى وأخواتى كلهم فرحانين أن كل واحد يمكن يجى له

عقد عمل فى السعودية .

تصمت (ف) قليلا ثم تكمل: لما أمى قالت له إن بنت فلان خابت جوازتها، قال وهى صوابعك زى بعض، طب

دول ناس خايبة، لكن أنا هاأخد لك منه (العريس (كل الضمانات اللى تخلى بنتك مرتاحة وكل حقوقها مكتوبة

بالورقة والقلم، ويخلى الراجل اللى داخل بيتنا يخش وإيده مش فاضية جابلى أول مرة بعد ما شافنى حتة

قماش وحلويات وعباية لأمى، كل ده كان خديعة وبعد كده شفت الويل، ولما شوفت الراجل أبويا أصبى منه،

الصراحة أمى نصحتنى أرفض، وقالت لى أى عريس من هنا ويكون شاب أحسن، لكن أنا فرحت بالهدايا

وإنى ها ألبس دهب وأسافر وأعيش فى مصر، ويبقى عندى حاجات زى اللى بنشوفها فى المسلسل .

العريس كان عنده يجى 65 سنة وقالنا إنه متجوز فى بلده وعنده عيال، وبييجى مصر يخلص أعمال كل

سنة لمدة كام شهر فى الصيف، وعشان كده أغلب الجوازات بتم فى الصيف، المهر كان 5000 جنيه وأربع

غوايش دهب وحلق وعلبة حلويات كبيرة، وكلنا كنا مبسوطين وموافقين ما عدا أمى وكان عندها حق، بس

النصيب، المهم لما جه قال لأبويا الجواز حيتم بسرعة ومن غير دوشة عشان هو مش فاضى، وساب لأبويا

غير المهر 500 جنيه، وكنا عارفين إن الجواز على إيد مأذون، وبعدين قالوا لنا إن السعوديين بيوثقوا فى

الشهر العقارى بعد كام يوم من كتابة العقد، وأبويا بصم وخلاص، والسمسار طلب من أبويا ألف جنيه وكان

عايز 1500 جنيه .

وتكمل: لبست الشبكة والجيران اتفرجوا عليها وكنت فرحانة، أول مرة ألبس فيها دهب وأبويا مسك فى إيده

مبلغ كبير، قال ح يسبهم لما يشوف بيهم مصلحة له ولأخواتى الصبيان، وبعد يومين الراجل العريس جاب

عربية بتاعت سياحة بيضاء وأخدونى، والجيران واخواتى هيسوا وزغردوا حبة وخلاص، وطلعت على

مصر، على شقة كنت باحسبها شقتى اللى ح أعيش فيها على طول، الصراحة اتخضيت شقة عمرى ما

شوفت زيها، لكن كانت شقة مفروشة وفضلنا فيها 3 شهور ولا 4 حاجة كده وكان السمسار بييجى ساعات

يقعد مع الراجل السعودى ويشربوا شيشة.

تتذكر (ف) ليلة الزفاف قائلة: الله يخرب بيته كان زى الزفت وبياخد مقويات، كنت باحسبها علاج، بس

فهمنى.. قلت وأنا مالى،بعد كام يوم طلب منى وضع غريب فى الجماع، وماكنتش عارفة إنه حرام، لازم

يبقى فيه توعية أكتر وإيه هو الجواز والحلال والحرام، أنا واحدة ما كنتش عارفة إزاى الراجل يجتمع مع

مراته، وكنت فاكرة إن هو ده الصحيح، ولازم يقبضوا على كل السماسرة هنا وفى البلاد التانية عشان

المآسى دى ما تتكررش

مساعدة السمسار

(ع) 18 عاما متعلمة تعليم متوسط، طلقت بعد زواج من أحد أثرياء العرب، لم ترد الخوض فى تفاصيل

تجربتها التى رات أنها انتهت بالفشل، لكنها ترى أن الفقر هوالسبب الأول فى موافقة الأهل على هذا

الزواج، فكثرة عدد الأبناء خاصة الفتيات تدفع الأهل لتزويجهن للتخلص من أعباء مصاريف المأكل

والمشرب وغيره، بالإضافة إلى إغراء الأهل بالهدايا والمال وعدم تحمل الأهل أية أعباء عند تزويج الابنة،

ووعود تأمين حياة الابنة، وحصول أخيها على مشروع أو عقد عمل أومحل تجارى، ورغبة الفتاة فى

الانتقال لمعيشة أسهل، والتمتع بالثراء، والتخلص من الأعمال الشاقة كالعمل بأجر زهيد فى الحقول أو داخل

المصانع الصغيرة .

ومن خلال تجربتها تؤكد أن التعرف على الزوج العربى يكون من خلال السمسار، الذى يقدم كافة المغريات

والتسهيلات لوالد الفتاة، وقد يكون من خلال إحدى الجارات ممن سبق لهن تزويج بناتهن، أو عن طريق

إحدى سيدات القرية التى تساعد السمسار فى ضيافة العريس العربى وأهل الفتاة فى منزلها لكى يتم

التعارف، ومعاينة الفتاة، وفى العادة لا تستمر هذه الزيجات سوى بضعة أشهر قليلة، هى الفترة التى

يقضيها الزوج بالقاهرة وفى حوزته زوجته، ولا يوثق هذا الزواج، ويرغم الزوج الزوجة على استخدام

وسائل منع الحمل حرصاً على عدم الإنجاب واستمرارية الزواج .

وتقول (ع): إنه كلما صغر سن الفتاة وجمالها ارتفعت قيمة المهر، ويكون الزواج عرفيا غالبا، ولا يؤخذ

رأى الفتاة فى الزواج بسبب صغر سنها، وقد تكون سعيدة بتغير حياتها للأفضل، لكن مايحدث بالفعل هو أن

يهجرها الزوج فجأة، ولا تحصل على أى حق من حقوقها، لأن زواجها غير موثق، وتصبح مطلقة وهى فى

سن صغيرة، هذا غير اعتداء الزوج عليها بالضرب أوالسب لإجبارها على طاعته، ومن الصعب أن تتزوج

هذه المطلقة من أحد شباب القرية بعد ذلك، لأنها تكون فى نظرهم أنها باعت نفسها، ولا يتزوجها إلا شاب

humantraffic

أوقفوا الاتجار بالبشر!

  • Currently 82/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
23 تصويتات / 554 مشاهدة

ساحة النقاش

وحدة منع الاتجار بالبشر

humantraffic
وحدة منع الاتجار بالبشر التابعة للمجلس القومي للطفولة والأمومة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

352,017

البنات شايفين إيه

عرض لآراء البنات عن الختان والزواج المبكر