رعاية النحل





على عكس ما يعتقد الناس فإن رعاية النحل لا تتطلب مهارة فائقة. ويعبر النحالون أنفسهم عن ذلك بقولهم: "النحالة نجارة وعتالة". وتتلخص عمليات الرعاية فيما يلي:
إسكان الطرود : تكون الخلايا معدة ومجهزة بخمسة براويز فارغة وموضوعة في أماكنها في المنحل قبل وصول الطرود. وعند وصول الطرود يوضع صندوق الطرد فوق كل خلية. ونتركه هكذا لليوم الثاني دون فتح صندوق الطرد إذا كان مصدر الطرود أقرب من 7 كيلومترات حتى لا يعود النحل إلى مكانه الأصلي.
ويمكن فتح باب صندوق الطرد وترك النحل يغدو ويروح لعدة أيام ثم نقوم قرب الغروب بإدخال براويز الطرد في الخلية؛ بحيث يوضع كل برواز نحل بين بروازين بدون نحل.
الكشف الدوري: ويعني فحص البراويز وإزالة البيوت الملكية؛ لأنها تفقس عن عذارى سرعان ما تلقح، وتصبح ملكة تسبب تطريد الخلية، أي هجرتها لذلك؛ فالمهمة الرئيسية للنحال طوال العام (وخاصة أثناء فترة نشاط النحل) هي إزالة البيوت الملكية. ثم ملاحظة وجود الملكة، وليس بالضرورة أن يراها هي نفسها، بل يكفي أن يرى بيضها أو اليرقات الصغيرة فيعرف أن الملكة موجودة.
وموت الملكة يسبب مشاكل كبيرة؛ فقد يفشل النحل في عمل ملكة أخرى، وخاصة إذا كان النحال مبتدئًا، ويهدم البيوت الملكية دون تبصر بوجود الملكة أو عدم وجودها، أو قد يقوم النحل بعمل عدد هائل من البيوت الملكية، وتخرج عشرات العذارى في وقت واحد، وكل منها تلقح وتأخذ عددًا من النحل، وتهاجر به فيما يسمى التطريد المتتالي.
كما يقوم النحال بملاحظة وجود أمراض الحضنة، ووضع العلاج المناسب، وتقوية الخلية الضعيفة بإضافة براويز حضنة مقفولة (بدون نحل)، أو يقوم برفع براويز العسل، ووضع براويز فارغة بدلا منها للخلايا القوية.
ضم الطوائف: يقوم النحال بضم الطوائف الضعيفة لتقوى؛ فخلية قوية أفضل من خليتين ضعيفتين. وأفضل طرق الضم هي طريقة الجرائد؛ فيقوم النحال بقتل أضعف الملكتين، ثم يأتي قرب الغروب، فيكشف غطاء الخلية ذات الملكة، ويضع فوق البراويز ورقة جرائد ويقوم بثقبها بمسمار (مقاس 5 سم) عدة ثقوب، ثم يحمل صندوق الخلية اليتيمة (دون القاعدة)، ويضعه فوق الخلية الأولى؛ بحيث تصبح الخليتان بلا فاصل بينهما سوى ورقة الجرائد ذات الثقوب.

بيت ملكي صغير خالي فيأعلى ، بيتين بهما يرقتين ملكيتين في أسفل


تتسرب رائحة الملكة من أسفل إلى أعلى حتى تعتبرها الشغالات العلوية هي ملكتها، وعندما تقرض الشغالات ورقة الجريدة، ويستطيع نحل الطائفتين الوصول لبعضهما ليكونا قد أصبحا طائفة واحدة فلا يقتتلان.
تقسيم الطوائف: يعد من أهم عمليات النحالة وهو بسيط؛ فالنحال يقوم بإعداد صندوق سفر (الذي جاءت فيه الطرود) بحيث يكون محكما لا تخرج منه نحلة واحدة، وإلا عادت إلى خليتها الأصلية، ثم يفتح خلية قوية ويأخذ منها بروازي حبوب لقاح وعسل، وثلاثة براويز بيض أو حضنة صغيرة جدا، ويضعها في الصندوق، ويحكم إغلاقه، ويضعه في المكان الذي سيصبح مكان الخلية الجديدة، ولا يشغل باله هل الملكة في الخلية أم في صندوق السفر؟
بعد ثلاثة أيام يفتح باب صندوق السفر حتى تخرج الشغالات لجمع الرحيق. وبعد أسبوع يفتح الصندوق ويفحص البراويز إن كانت الملكة معها يقوم بإسكانها في خلية كبيرة بها براويز فارغة. ثم يفحص الخلية الأصلية التي أصبحت الآن يتيمة، وبالتأكيد سيجد عددًا كبيرًا من البيوت الملكية، فيقوم بانتخاب أكبر بيت، ويهدم باقي البيوت، ويترك الخلية حتى تفقس العذراء، وتلقح، وتصبح ملكة.
أما إذا فحص صندوق السفر فلم يجد الملكة فسيجد الشغالات وقد بنت عددا من البيوت الملكية، فيهدمها مع ترك أكبرها حجمًا ليفقس عن عذراء كبيرة تصبح ملكة خصبة.
مقاومة الآفات: يعاني النحل من قائمة كبيرة من الآفات، منها: النمل- الدبور الأحمر – ذئب النحل – الضفادع – الفئران – البرص – الوروار –الزرزور. كما تتطفل على جسمه ويرقاته الفاروة، وهي من العناكب الدقيقة. ولعل أخطر الآفات هي: الدبور الأحمر والوروار والفاروة.
وكقاعدة عامة تستطيع الطائفة القوية مقاومة كافة الآفات باستثناء الفاروة؛ لهذا تعد هي أخطر أعداء النحل. ويمكن مقاومتها بنجاح بوضع عبوات بلاستيكية مبططة بين البراويز، وملئها بحمض فورميك تجاري، مع وجود ثقب في غطاء العبوة يتبخر منه الحمض فيقضي على الفاروة.
فرز العسل: أثناء فحص الخلايا يقوم النحال بجمع براويز العسل، ليضعها في صندوق علوي فوق خلية قوية أو يضعها في صندوق محكم الإغلاق لحين فرز العسل. لا يجمع النحال إلا البراويز التي خُتم حوالي ثلثها بالشمع.
وهناك فرازات يدوية وأخرى كهربية والفكرة واحدة.. هي الطرد المركزي. هناك غرفة خاصة بالفرز تمنع دخول النحل، وتصرف النحل الذي يدخل، أو يتم الفرز ليلا حتى لا ينجذب النحل إلى الرائحة. ويقوم النحال بإزالة الأختام الشمعية من فوق العيون السداسية بسكينة كشط أو سكينة عادية.
ويضع النحال البراويز في الفراز، ثم يدير الفراز ببطء، ثم يوقفه ويقلب البروايز على الوجه الآخر، ويدير ببطء أولا، ثم بسرعة، ثم يعود للوجه الأول، فيدير الفراز بسرعة. وإنما ذلك حتى لا يتهتك القرص الشمعي ليتم وضعه في الخلية مرة أخرى.
بعد إتمام الفرز يؤخذ العسل من الفراز، ويوضع في المنضج، وهو إناء أسطواني كبير يوجد صنبور في أسفله، وذلك لعدة أيام، فتطفو قطع الشمع على السطح، فتسهل إزالتها، ثم يتم تصفية العسل من خلال قماش رقيق، ويعبأ في عبوات نظيفة؛ وبذلك يصبح جاهزا للتسويق، مع ضرورة مراعاة غلي العسل حتى لا يفقد قيمته الحيوية والعلاجية.
ويلجأ المنتجون أو التجار لغلي العسل حتى لا يتجمد شتاء. كما يمكن فقط تدفئة العسل في حمام مائي حتى يسهل تصفيته بواسطة قطعة من القماش.

المصدر: منتديات نور إسلامنا
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 116 مشاهدة
نشرت فى 29 يوليو 2012 بواسطة hourass

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

5,077